صناعة شماسى وكراسى البحر أقدم المهن اليدوية بالإسكندرية.. بدأت فى مينا البصل على يد النجارين لصناعة شمسية لكل أسرة للاستمتاع بالصيف.. وصاحب ورشة: كانت المهنة الأكثر رواجا فى الستينيات.. صور وفيديو

داخل أحد الأزقة منطقة مينا البصل بالإسكندرية تجد ورشا قديمة تعمل فى صناعة الشماسى والكراسى الخاصة بالمصايف والتى تتميز بألوانها الزاهية المختلفة تستطيع تمييز الورش من على بعد وتشعر ببهجة الصيف بمجرد دخولك منطقة الورش. وتعتبر مهنة صناعة الشماسى وكراسى المصيف من أقدم المهن بالإسكندرية ومن يمتهنها لابد أن يكون على دراية كافية بمهنتين وهى الخياطة والنجارة فهى مزيج بين العملين، وفى منطقة مينا البصل بالإسكندرية تجد ورش صناعة الشماسى والكراسى بأشكالها وأحجامها المختلفة، وأجرى "انفراد" جولة فى منطقة الورش. بمجرد دخولك للورشة تشعر وكأنك على أحد البلاجات جزء متواجد فيه شماسى وكراسى الشاطئ لعرضها فى الخارج بينما داخل الورش. تجد خلية نحل تعمل بكفاءة عالية منهم من يقوم لصناعة الأخشاب وتصميمها والآخر يعمل على ماكينة الخياطة ويصمم قماش الكراسى. ويقول محمد ابو كاشوم، صانع شماسى وكراسى، إنه يعمل منذ 8 سنوات وتعلم المهنة على يد شيوخ المهنة فى منطقة مينا البصل وهم أول من بدأوا فيها وتعلموها على يد آبائهم وجدودهم فهى من أقدم المهن بالإسكندرية. وأضاف أنهم يقوموا بصناعة كراسى البحر بكافة أشكالها منها " الشازلونج" وشماسى البحر بأحجامها المختلفة والتى يطلبها مستأجرى الشواطئ والقرى السياحية بأشكال موحدة. وأشار إلى أن قديما كان يقتنى كل أسرة شمسية بحر وكراسى بعدد أفراد الأسرة ولكن حاليا فى ظل التطور الكبير أصبح شراء الشماسى من الأسر نادرا للغاية ماعدا الصيادين ومحبى الصيد. وأضاف أن المهنة بدأت منذ زمن على يد نجارين استطاعوا صناعه الكراسى واجتهدوا لوضع الكسوة الخاصة بها حتى برعوا فيها أصبحوا متخصصين فى مهمتين النجارة والخياطة. وأشار إلى أنه جاء خصيصا من أقصى الصعيد شباب لكى يعملوا فى هذه المهنة منذ فترة الستينات و السبعينات حتى أصبحوا حاليا أصحاب ورش ومتخصصين ويقوموا بتدريب شباب على هذه المهنة حتى الآن ويعلموا أولادهم صناعه الشماسى وكراسى البحر. وأكد أنه على الرغم من اندثار المهنة إلا أن هناك إقبالا عليها خاصة فى فصل الصيف بينما الاقمشة المستخدمة فى الصناعة تستخدم فى صناعة التند والستائر المختلفة، موضحا أن معظم أصحاب الورش طوروا من المهنة حتى تتلاءم من حركة البيع والشراء فى السوق. وعن منطقة مينا البصل بالإسكندرية أكد مصطفى عاشور، أحد أصحاب الورش، أنها كانت قديما من افضل المناطق التجارية التى يأتى إليها عدد كبير من المواطنين ليس من مصر فقط ولكن من كل الدول بسبب وجود بورصة القطن بجوارها والتى كانت أكبر حركة تجارية قديما ووبعد إلغاءها اصبحت المنطقة صناعية ولازالت تبيع الاقطان ولكن ليس بالشكل الذى كانت تعمل به قديما. وأضاف أن المنطقة لازالت تجارية لوجود سوق الجمعة، بالإضافة إلى عدد من الورش الصناعية الأخرى. وعن أنواع الأقمشة المستخدمة هو "التك" لأنه معالج للشمس وعاكس للحرارة، بينما الكراسى تستخدم اقمشه "البلاك أوت" طارد للمياه ويستطيع أن يتحمل ارتفاع الحرارة وغير قابل للقطع. وعن شراء الشماسى قال إن معظم الطلبيات للقرى السياحية ومستأجرى الشواطئ، سواء صيانة أو صناعه الشماسى والكراسى ولكن هناك عددا من الصيادين يطلب الأحجام الصغيرة لاستخدامها فى رحلات الصيد. وطالب العائلات بضرورة تعليم أولادهم الحرف اليدوية لأنها تستطيع أن تعلم الشباب المسئولية والاعتماد على النفس خاصة فى فصل الصيف وبجانب دراستهم كما تعودوا قديما من آبائهم فهى عادة لابد أن تستمر.