"انفراد" فى منازل أسر المختطفين بليبيا..الأهالي يناشدون السيسي:"وقفنا معاك في كل المحن الدور عليك تنقذ أبنائنا"..ويؤكدون: المخطوفون تعرضوا للصعق بالكهرباء..وزوجة أحدهم: "هبيع عيالي وأدفع الفدية"

سادت حالة من الحزن، وسط أبناء قرية البقلية، بمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بعد اختطاف 5 من أبنائها، فى ليبيا أثناء عودتهم إلى مصر، أول أمس لقضاء أجازة العيد وسط أهلهم.

الحزن يخيم على وجوه الاهالي وكانت الأسر الخمسة فى إنتظار عودة أبنائها، والذين يعملون فى تركيب البلاط، بليبيا، وفوجأو باتصال منهم يفيد أن عصابات إرهابية قامت باختطافهم، وطلبوا فدية 200 ألف دينار مقابل إطلاق سراحهم.

وتفاوض الأهالى مع الخاطفين، خاصة أنهم من أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة لتخفيض المبلغ، ووافق الخاطفون على ذلك، وقاموا بخفض المبلغ إلى 100 ألف دينار.

الاطفال والزوجات في انتظار أي جديد عن ابناءهم وقد تم إختطاف، شوقى محمد على يبلغ من العمر، 50 عاما، وصالح جابر نوارة 39 عاما، وأحمد عبدالحميد السيد عوض 24 عاما، والسيد رمضان محمود فرحات 45 عاما، والسيد عبد الحميد السيد 30 عاما.

العمال المصريون الخمسة، من محافظة الدقهلية، معهم زميل لهم من الصعيد، لم تتمكن "انفراد" من تحديد هويته من الأهالى، يعملون جميعا فى تركيب البلاط، فى طرابلس منطق جرجارش، وتم اختطافهم أثناء عودتهم إلى مصر من قبل مسلحين وجماعات إرهابية، تضم عدد من الجنسيات، المختلفة من بينها مصريون.

اهالي المختطفين يتحدثون لـ "انفراد" وتعرض المختطفون لأنواع من التعذيب، للضغط عليهم لإقناع ذويهم بدفع الفدية، أو الإقتراض من المصريين الذين يعملون فى ليبيا ممن يعرفونهم، وقاموا بصعقهم بالكهرباء، وتعليقهم من أيديهم وجلدهم لساعات طويلة، وحرمانهم من الطعام لساعات طويلة.

معاناة يعيشونها الاهالي "انفراد " زارت قرية البقلية، واستمعت لآهات ذوى المختطفين، قبل ساعات من بدء الإحتفال بعيد الفطر المبارك، فالقرية التى كانت تفوح منها رائحة الكعك ابتهاجا بقدوم العيد، أصبح يرى الدموع من نسائها، ويسمع أصوات الآهات من أهلها، حيث يعد سكان القرية أقارب ومن عائلات واحدة منحدرة من بعضها البعض.

دموع طفلة انتظارا لوالدها فى منزل السيد رمضان محمود فرحات ذو 45 عاما، تجلس زوجته داليا ذات 31 عاما، ويتجمع حولها أولادها، منة 11 سنة، تليمذة فى الصف السادس الإبتدائى، ومحمد 10 سنوات تلميذ فى الصف الخامس الإبتدائى، ورمضان 6 سنوات، ويعانى من الصرع والكهرباء الزائدة فى المخ، ويتكلف علاجة نفقات باهظة شهريا، يجلس فى المنزل جدته ووالده ووالدته الذين لم يتوقفوا عن البكاء كمدا بعد إختطاف ابنهم.

يقول كارم محمود فرحات، عم "السيد" منذ علمت باختطاف نجل شقيقى، توجهت إلى كافة الجهات السيادية، وأخبرتهم، ولم أستطع مقابلة السيسى، فأرسلت لها فاكس، شرحت له وضعنا وكيف آل مآلنا وكيف أصبح الأطفال أيتاما رغم حياة والدهم، ولم يسمعنى أحد ولم يستجب لى أحد ولم يرد على استغاثاتى وفاكساتى وشكاوى ودموعى وتوسلاتى أحد من المسؤلين كبيرا كان أم صغيرا.

زوجة وابن وام .. انتظار ابنهم ويضيف "الخارجية مبتردش علينا، اتصل بهم على التليفون محدش يرد، حتى السفير الليبى مردش علينا، وأعضاء البرلمان ذهبت لهم كلهم، لم يساعدنى أحد، حتى رئيس مباحث المركز ذهبت إليه، وتقول داليا زوجة السيد المختطف الأول "أنا أشعر أنى فى كابوس، لا أعلم هل سأرى أنا وأبنائى زوجى أم لا، أنتظر لحظة دخوله على المنزل، فى كل لحظة من سينفق على أبنائى وعلى، ومن سيراعى البيت غير رب البيت، كل منازلنا أوقاف، لا نستطيع بيعها، حرام كدا، انظروا إلينا بعين الرحمة، أنا زوجى سفره تكلف 17 ألف جنية، والله ما اشتغل بهم ولا جمعهم، أناشد كل مسؤل التدخل، هدفع 60 ألف جنية منين ثمن عودته أو 100 ألف جنية، لو يرضى السيسى إنى أبيع عيل من عيالى وأجيب تمن عودة زوجي.

انفراد داخل منازل المختطفين وأضافت "داليا" آخر مكالمة كلمها لى قالى وصيتك العيال، راعيهم، بيعى أى شئ من أجلهم لا تتركيهم يحتاجون أى شئ، وبكى هو يعلم أننا لن نستطيع دفع الفدية، ولن نستطيع فعل أى شئ سوى الدعاء، واللجوء إلى الله ثم المسؤلين.

الاهالي يرفعون صور زويهم وتقول والدة السيد "ابنى السيد واحشنى بقول للرئيس السيسى يعتبره ابنه، وبقول للخاطفين اتقوا الله فيه ورجعوه لولاده، ابنه الأصغر مريض، لا يوجد له أحد بعد الله سوى والده المسكين، ونتكلف علاج بثمن باهظ".

الاطفال ينتظرون اباءهم وفى ذلك المشهد لم يستطع والده أن يمسك دموعه، نظر إلى السماء باكيا وقال "ابنى فى رقبة الرئيس السيسى، وقفنا جواره فى كل الفعاليات والمناسبات، حان دور السيسى أن يرد لنا الجميل، وأن يعيد لى ابنى، والله انا جمعت فلوس من أهل البلد، أهل البلد كلهم وقفوا جمبى وحاولوا يجمعوا فلوس عشان ندفع الفدية، بس كلنا كبلد عارفين أمورنا المادية، هنجمع إزاى 60 ألف لابنى، ولو جمعناهم، هنجمع لباقية المخطوفين ازاى، هم إخواته وأصدقائه وأولاد أعمامه كيف سنتركه أو سنتركهم.

الحزن يخيم على الوجوه على مقربة من هذا المنزل، يقع بيت شوقى محمد على يبلغ من العمر، 50 عاما، تجلس زوجته صديقة، وأولادها الثلاثة، أحمد فى الصف الثالث الثانوى، وأسماء فى الصف السادس الإبتدائى، وإيمان 3 ابتدائى، ومحمود 4 سنوات، فى حالة يرثى لها، دموع متواصلة وأحزان لا تنقطع من مصير أب ذهب للعودة بقليل من المال، ولم تسعفه يد الإرهابيين التى بادرته بالإختطاف.

الاسر تنتظر اخبار ابنتاءهم تقول "صديقة" زوجته، "كلمت ناس كتير مفيش فايدة ومفيش حد أعطى لنا رد شافى، إحنا داخلين على عيد، قفوا جوارنا، ساندونا هذا حقنا على حكومتنا، زوجى أكبرهم سنا، ومريض، لا يستطع تحمل التعذيب بالكهرباء، اتصل بى وقال لى وضعونا فى مياه موصلة بالكهرباء، ويتناوبون على تعذيبنا، وأتمنى الموت فى أى لحظة أفضل لى ولكم.

اطفال ونساء ..انتظار الابناء من الغربة لم يختلف الحال كثيرا، فى بيت الزوجة الشابة، ليلى والتى تبلغ من العمر 28 سنة، زوجة صالح جابر يونس، 39 عاما، تجلس باكية وسط أبنائها ياسمين فى الصف الرابع الإبتدائى، وأسماء فى الصف الثالث الإبتدائى، ومصطفى 5 سنوات، تفكر مليا ماذا تملك لبيعه من أجل مفاداة زوجها ورفيق دربها.

تقول "ليلى" زوجى سافر وترك لى 3 أولاد، ماذا أعمل فيهم، لم أعرف أنه تم إختطافه إلا من الناس، ماذا أفعل أنا وأبنائى الثلاثة، بنتين وولد شكله هيشيل الهم بدرى، انظر لنا يا سيسى بعين الرحمة، انظر للزوجة المكلومة وأطفالها، لا أخ يساعد ولا أب يحمل الهم، لايملك أرضا ولا منزلا ليس له إلا ذراعه وعافيته يعمل به، ونأكل منه، كل شوية أطفاله يسألونى فين بابا، الأطفال تقول لابنى فى الشارع أبوك اتخطف ومش هيرجع تانى، قلبى مفطور عليه، كلمنى ووصانى على العيال اليوم العصر، وقالى خليهم يعيدوا أنا عارف إنك مش هتقدرى تجيبى فلوس الفدية، انسينى خلى بالك من العيال وحطيهم فى عنيكى، ونتقابل بقى فى الآخرة.

سيدة عجوز تنتظر اخبار عن ابنها المختطف في ليبيا بينما المصاب الأكثر ألما، يقع على قلب الأم المكلومة، والتى اختطفت الجماعة الإرهابية بليبيا، اثنين من أبنائها، هما والسيد الشحات عبد الحميد السيد 30 عاما، متزوج، ووضعت زوجته مولودها الأول منذ أسابيع، وكان فى الطريق العودة من ليبيا لرؤية مولوده الذى لم يره ولا مرة، وشقيقه الأصغر أحمد الشحات عبد الحميد السيد 24 عاما، أعزب.

الاب ينتظر عودة ابنه لم تتوقف والدتهما عن البكاء، منذ أن زارها محرر "انفراد"، وانخرطت فى حالة من الحزن مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى وقفنا معه فى كافة محن الدولة، أتوسل للمخابرات العامة والمخابرات الحربية ووزارة الخارجية، معرفش حاجة عن ولادى رجعلى ولادى يا سيسى، كان جاى يشوف ابنه مشافوش والله ما شافه يا سيسي".

قلتله لا تعود برى، بلاش يابنى تيجى مواصلات، تعالى طيارة، قالى ياما معييش 850 جنية أركب بيهم طيران، قلتله استلف من اى حد معاك وإحنا هنيجى المطار نسد السلف دا، ومتجيش برى، كلمناه لقينا ناس بتقولنا ولادكوا اتخطفوا، اتاخدوا من العربية اللى بتوصلهم، وكل شوية يكلمونا يقولولنا لو مجبتوش الفلوس هنقتل ولادكم، هنجيب منين والدهما مريض بالكبد والطحال، وأنا مريضة بالسرطان، وعملت عمليه قبل ما يسافروا هما الاتنين بشهر، نعمل ايه ملناش غير الله ثم السيسي".

اشقاء المختطفين ويقول الشحات عبد الحميد "اللى خاطف أولادى تنظيم دولى، كلمنى واحد ليبى منهم وواحد خليجى ويوم 30 رمضان العصر، كلمنى واحد مصرى، توسلت إليه يخفضوا المبلغ، قالى متفاصلش معايا إحنا مصريين وفاهمين بعض".

ويقول صالح الشحات شقيقهما، "أخواى ليس لهما وظيفة، ولا مكان يعملان فيه، يكسبان قوتهما منه، لا حيلة لهما سوى صحتهما والعمل فى المعمار، وتركيب البلاط، هنجيب منين 60 ألف جنية نسد الفدية، لا لنا أرض، ولامحتال ولاشئ، وأخى الأصغر كان نازل يتزوج، بنجرى على لقمة عيشنا، ولامصدر دخل لنا".

- اختطاف 5 مصريين بليبيا.. والخاطفون يطلبون 100 ألف دينار فدية
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;