سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 سبتمبر1969..رؤساء وملوك دول المواجهة يجتمعون فى قصر القبة لمحاولة إقامة الجبهة الشرقية «حلم العرب الذى لم يتحقق»

كانت الساعة السابعة مساء 1 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969 حين بدأت اجتماعات رؤساء وملوك دول خط المواجهة مع إسرائيل بقصر القبة فى القاهرة، حسبما تذكر الأهرام يوم 2 سبتمبر1969، وحضرها جمال عبدالناصر والعاهل الأردنى الملك حسين، والرئيس السورى نور الدين الأتاسى، والفريق أول صالح مهدى عماش نيابة عن الرئيس العراقى أحمد حسن البكر الذى لم يحضر لأسباب صحية. ووفقا للأهرام، وصل الفريق عماش فجأة إلى مطار القاهرة فى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، واستقبله اللواء يحيى الشناوى مدير مطار القاهرة الدولى، فى الوقت الذى كان فيه الرئيس عبدالناصر والملك حسين يجتمعان بقصر القبة، وغادر حسين الشافعى الاجتماع متوجها إلى المطار لاستقبال «عماش» لكنه غادر المطار إلى قصر الطاهرة مقر إقامة الوفد العراقى قبل وصول الشافعى الذى لحق به فى قصر الطاهرة وظل معه بعض الوقت مرحبا، ثم عاد إلى قصر القبة لينضم إلى الاجتماع المصرى الأردنى. ينقل «عبدالمجيد فريد» وقائع هذه الاجتماعات فى كتابه «من محاضر اجتماعات عبدالناصر العربية والدولية 1967 -1970»، ويسجلها كشاهد عليها حيث كان يشغل منصب «الأمين العام لرئاسة الجمهورية» منذ 1959 إلى 1970، ووفقا لمقدمة كتابه: «كان بحكم موقعه يحضر اجتماعات عبدالناصر الرسمية، وقام بتدوين محاضر هذه الاجتماعات بخط يده، واستطاع أن يحافظ عليها فترة وجوده فى السجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة الاشتراك فيما سمى بمؤامرة «15 مايو 1971»، ثم أخرجها معه حين غادر مصر إلى الجزائر عام 1975، ونشر محاضر منها عام 1978 فى 20 حلقة بعنوان «أوراق عبدالناصر السرية»، بمجلة الدستور التى كانت تصدر فى لندن وقتئذ. يذكر «فريد»: «كان الاجتماع الرباعى لدول المواجهة محاولة على الطريق لإقامة الجبهة الشرقية حلم عبدالناصر والعرب جميعا الذى لم يتحقق بشكل إيجابى قط للأسف الشديد»..يكشف فريد، أن أعضاء الوفود جلسوا حول المائدة المربعة فى قاعة الاجتماعات الكبرى بقصر القبة، وبعد أن رحب بهم عبدالناصر اقترح أن يكون جدول الأعمال..أولا، تحديد الهدف الاستراتيجى لخطتنا القادمة.. ثانيا، دراسة تحليلية للوضع السياسى فى الوقت الحاضر.. ثالثا، تكوين قيادة سياسية للقوات العسكرية المشتركة فى الجبهات المختلفة.. يؤكد فريد، أن أحدا لم يعترض على الموضوعات المقترحة، وبدأ عبدالناصر الحديث قائلا، أنه من الواضح لنا جميعا أن الحل السياسى لم يحقق لنا أهدافنا، ولهذا فنحن فى حاجة إلى وقت لاستكمال استعدادنا العسكرى، وهذا يتطلب منا توحيد القيادة العسكرية لكل الجبهات من أجل أن نضمن التنسيق الكامل، وإرغام إسرائيل على الحرب فى كل الجبهات، وقد أجرينا اتصالات بالدول العربية للمشاركة فى القيادة العسكرية الموحدة، ولكن بعضها لم يوافق لأسباب مختلفة، مثل ليبيا والمغرب والسعودية والكويت، وعن مؤتمر وزراء الخارجية الذى انعقد أخيرا، فللأسف لم يصل إلى قرارات إيجابية، وعلينا أن نقوم الآن بخطوة عاجلة كقيادات سياسية للدول المشاركة فى المعركة من أجل وضع خطتنا الاستراتيجية بكل وضوح مع استعراض كامل لجميع الإيجابيات والسلبيات. يذكر «فريد» أن عبدالناصر اقترح الانتقال إلى بحث الموقف العسكرى، وبعد الموافقة على الاقتراح قام الفريق فوزى بتلاوة التقرير العسكرى، وبعد الانتهاء منه علق صالح مهدى عماش قائلا: «واضح من التقرير أن من أهم السلبيات هو وجود تقصير فى أعداد القوات الجوية اللازمة للجبهة الشرقية.. رد عبدالناصر: أود أولا أن أحيى ثورة العراق وجدية قيادتها للاشتراك فى الجبهة الشرقية بالرغم من عدم وجود حدود للعراق مع إسرائيل، وبالرغم من عدم وجود أى أراض عراقية يحتلها العدو، وكان من الممكن أن يقف العراق ساكنا، وعلى رأى المثل «ودن من طين وودن من عجين»، ولكنهم جاءوا ليساهموا بشكل إيجابى فى التخطيط والإعداد للمعركة، وفى اعتقادى أن المعركة القادمة ستكون معركة حياة أو موت لإسرائيل، لأنها تدرك جيدا أننا نستعد لهذه المعركة بشكل جاد، ومن الناحية العملية فمن الممكن أن نحشد مليونين من الجنود، وفى مصر الآن نصف مليون مقاتل تحت السلاح، وبالنسبة للدبابات يوجد فى الجبهة الشرقية 2500 دبابة، وفى مصر 1500 دبابة، فيصبح المجموع 4000 دبابة وهو عدد يفوق ما لدى العدو من دبابات. يضيف عبدالناصر: «هناك أيضا أسئلة تحتاج إلى أجوبة محددة.. هل من الممكن تصعيد العمليات الجوية فى الوقت الحاضر؟.. ما معنى تزويد أمريكا لإسرائيل بقذائف بعيدة المدى؟ .. لماذا لا يتوفر دفاع جوى عن بغداد وعن بعض أهدافنا الحيوية؟.. لقد صمدنا عامين وربع عام بعد الهزيمة، وفى استطاعتنا الصمود عامين آخرين، بشرط أن يكون هدفنا واضحا تماما، وأن نخطط لنتحول من موقف الدفاع إلى الهجوم، وفى جميع الجبهات، كما يجب أن نقرر شيئا بالنسبة لسياسة الردع لأنها عملية سياسية وليست عسكرية، وعلينا أن نحددها الآن». وتواصلت المناقشات



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;