حكاية أثر.. فنار بورسعيد القديم بمدن القناة.. أول مبنى خرسانى فى العالم.. أنشئ فى عهد الخديوى إسماعيل ودخل الآثار 2012.. يقع على قناة السويس لإهداء السفن.. أشرف على بنائه المهندس الشهير فرنسوا كونييه.

تنتشر في محافظة بورسعيد العديد من الآثار أو المباني التي دخلت ضمن الآثار والتراث على الرغم من حداثة المدينة التي لم يتعدى عمرها ال 160 عاما، ومن بين ذلك فنار بورسعيد القديم الذي يُعد أقدم منارة خرسانية على مستوى العالم بناها الفرنسيون لإرشاد السفن للمدينة . نشأة فنار بورسعيد أنشيء الفنار في عهد الخديوي إسماعيل في يونيه 1869، ودخل فى العمل الفعلى فبراير 1870، واتخذت الخطوات العملية لإنشاء بورسعيد كميناء بحري اثر اجتماع "ديلسيبس" في 25 أبريل 1859 م، وتم اتخاذ عدة قرارات من بينها إقامة فنار لذلك كلف ديليسبس مجموعة من العمال الأوربيين بإنشاء فنار مؤقت بقرب الـحد الجنوبي لحاجز الأمواج الغربى. الغرض منه أنشئ الفنار لتهتدى بنوره السفن المترددة على المدينة، وشيد الفنار على قاعدة بالقرب من النهاية الداخلية لحاجز الأمواج الغربى للقناه محاطا بالأحجار الضخمة لصـد الأمواج من جميع الجهات عند الافتتاح، وما زال الفنار يحتفظ بتخطيطه الأصلى على الرغم من الإضافات التى استحدثت فيه. ويتكون من برج مثمن المسقط من الخارج فى الوسط شيد من الخرسانة المسلحة يرتفع لمسافة 56 متر بما في ذلك الفانوس الزجاجى، ومدمج في بدن البرج جناحين شمالي وجنوبي كل منهما من طابقين من الحجر تحتوى على غـرف ومكاتب كانت تستخدم سكن للملاحظين والإداريين والجناح الشمالى متصل ببدن برج الفنار عن طريق باب أو ممـر فى الطابق الأرضي في الناحية الجنوبية الشرقية. مواصفات الفنار ويمثل برج الفنار وجناحيه الشمالي والجنوبي مستطيل منتظم الأبعاد يشغل مساحة 30 طول × 6 متر عرض 180متر مربع بخلاف المساحة المضافة للجناح الشمالى من ناحية الغرب. ويتميز التخطيط الأصلي للفنار وملحقاته بالتناظر والتماثل من حيث المساحة وتوزيع الأبواب والنوافذ خاصـة جناحيه الشمالي والجنوبى "استراحة ومكاتب الملاحظين" . الوصف المعماري يعتبر هذا الفنار أول منارة بنيت بالخرسانة المسلحة في العالم، وقد اشرف على بنائه المهندس الفرنسي الشهير فرنسوا كونييه، وما يميزه ليس فقط أسبقيته في مادة البناء ولكن أيضا استمراره وثباته طوال هذا الوقت حيث تعتبر هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها هذا النوع من الأعمال في البناء . وقام البناءون يوما بعد يوم برص طبقات يصل سمكها من 20 إلى 25 سم ,ثم راكموها بدقها بعضها على بعض، ولضمان تماسك المكونات ككل، كان يتم تدعيم الخليط داخليا بدعامات بناء حديديه مسطحة توضع اما بتوجيهها نحو مركز مشترك موحد أو بزوايا عمودية قائمة، وكان هذا بمثابة ابتكار وتجديد، وتم استخدام الخرسانة منذ ذلك الحين كمادة بناء مستقلة، وليس فقط كمادة للحشو مع تدعيمها فضلا عن ذلك بدعامات معدنية، وكان ذلك عبارة عن اختراع الخرسانة المسلحة. قرار الضم للآثار صدر قرار وزير الدولة لشئون الآثار رقم 392 لسنة 2012 بضم مبنى فنار بورسعيد القديم وملحقاته ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بالمحافظة.