حكاية أقدم صنايعى للحفر اليدوى على الرخام بالبحيرة.. عم محمود 40 عاما من الإبداع رغم عدم إجادته القراءة والكتابة.. ويؤكد: الصنعة دى فى دمى.. وما بعترفش بحفر الليزر لإنه ما فيهوش روح.. ونفسى المهنة دى

"على الأصل دور" يمكن لهذه العبارة التراثية الأقرب للشعار أن تلخص تاريخ عم محمود إبراهيم أقدم صنايعى للحفر اليدوى على الرخام بالبحيرة، وعلى الرغم من انتشار التكنولوجيا الحديثة فى صناعة الرخام خاصة الحفر بالليزر، إلا أن الحفر اليدوي ما زال له بريقه الخاص الذى يمكن له إنقاذ هذه المهنة العتيقه من الاندثار . فعلى بعد خطوات قليلة من مسجد التوبة بمدينة دمنهور ثانى أقدم مسجد فى قارة أفريقيا تجده منهمكا فى عمله منذ الصباح الباكر، للقيام بالحفر على الرخام بالخطوط والأشكال المختلفة، خاصة لافتات المنازل والمقابر الذى اشتهر بها خلال العقود الماضية. وقال عم محمود، المعروف باسم الفنان الذى يعتبر من أقدم صناع الحفر على الرخام بالبحيرة، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ صغره وأفنى حياته فيها لانه ببساطة، كما أكد لا يعرف غيرها. وأضاف: "المهنة دى خدت كل حياتى ومعرفش غيرها طوال عمرى وطلعت للدنيا لقيت نفسى صنايعى رخام رغم أنى لا أعرف القراءة والكتابة ولا اتعلمت فى مدارس زى غيرى"، مضيفا أنه دخل عالم الأشغال اليدوية من باب الهواية فى الأساس لأنه عاشق لهذا الفن التراثى، متابعا: "منذ صغرى وعندى 14 سنة وبحب المهنة دى وعاشق للحفر على الرخام وأجيب الحبر والزيت وفرش الألوان وأقعد أكتب عليها، ولما كبرت شوية بقت المهنة دى آكل عيش وهى إللى فاتحه بيتى وباصرف فيها على عيالى". وأوضح عم محمود أن عدم إجادته للقراءة والكتابة لم يكن عائقا أمام إجادته لهذه المهنة اليدوية التى يعمل بها منذ ما يقارب نصف قرن، مضيفا: "بشتغل الصنعة دى من أكتر من 40 سنة ومبعرفش أقرأ ولا أكتب إلا بسيط جدا لأن الصنعة دى بالإحساس مش بالتعليم". وأضاف: "بكتب الحروف بالنظر وأحفظها على طول يعنى بتطبع فى دماغى وبعدين الخبرة بتفرق، ومن كتر ما عدت عليا يفط زباين بقيت بعرف كلماتها". وعن عدم مواكبة التطور التكنولوجي للحفر على الرخام، قال عم محمود: "الأصل هو الشغل اليدوى لكن الكمبيوتر والليزر ومبعترفش بيه بحس إنه شغل مفيهوش فن زى الصور المطبوعة مفيهاش روح، وفى كل الأحوال فى لسه زباين لا تعترف إلا بالشغل اليدوى وده رزق من عند ربنا لأنه مقسم الأرزاق". وبالنسبة لتخصصه فى حفر لافتات المقابر، أكد محمود إبراهيم، أنه لم يتخصص فى لافتات معينة، مضيفا قائلا: "الشغل هو اللى بيحكم". وعن أسعار لافتاته اليدوية، أكد أقدم صنايعى الحفر على الرخام بالبحيرة، أن "الأسعار منخفضة للغاية بالمقارنة بالحفر الإلكترونى بالليزر وأسعارى بتبدأ من 100 جنيه، وفيه ناس بتوع يفط المقابر بتهاود معاهم وأقولهم إللى تدفعوه لانى بقدر الظروف اللى هما فيها". وعن أحلامه وطموحاته، قال محمود إبراهيم، إن طموحه فى الحياة أن يعمل هذه المهنة لآخر نفس فى عمره وتتولى الدولة تدريب الأجيال الجديدة للحفر اليدوى على الرخام لمواجهة اندثاره، لأنه فن يعبر عن الهوية المصرية. وأضاف: "حلمى أن المهنة دى لا تزول علشان ده فن مصرى من عصر الفراعنة ولازم نحافظ عليه، وحاولت أحبب ولادى فى المهنة لكن كل واحد شق طريقه بكيفه، لأنهم عارفين إن المهنة دى مبتأكلش عيش، علشان كده عايزين دعم وترغيب من الدولة علشان نلحق الصنعة قبل تموت".














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;