حين يتحول الجريد لتحفة فنية.. "محمد" يصنع أشكال البواخر والأباجورات والساعات من سعف النخيل.. و"منصور" يصنع ستائر الحوائط والكراسى والأسرة.. ويؤكدان: ورثنا الصنعة من أجدادنا بقنا وطورناها بعيدا عن الت

صناعات الجريد من الصناعات اليدوية التراثية بمحافظة قنا والتى اشتهر بها عدد من المراكز، منها الوقف ونقادة وأبوتشت ويعمل فيها المئات من الصناع والتى توفر مصدر دخل يومى لهم، تعلم بعضهم المهنة من أجداده وآبائه وبعضهم تعلمها من صناعها لحبهم فيها، وتمثل صناعة الأقفاص والأسرة النصيب الأكبر لدى الصناع، ولكن هناك صناع يبدعون خارج سرب النمط التقليدى بأشكال تواكب التطور رغم صعوبتها، فيصنعون من الجريد الأباجورة وساعات الحائط والستائر ومجسمات مثل المراكب والسيارات، بالإضافة إلى صناعة الكراسى مختلفة الأشكال والحجم والطربيزة. تحتاج صناعة تحف الجريد إلى دقة ومهارة من الصانع لا تتوفر عند آخرين الذين يعملون فى الأشكال التقليدية، بالإضافة إلى الوقت المستغرق الطويل فى صناعة قطعة واحدة مثل الأباجورة التى تستغرق فى عملها أكثر من يوم، ويذهب الحرفى دائما للتجديد والبحث عن أشكال جديدة تواكب التطور وأفكار الزبائن لتنفيذها، ورغم تراجع عدد العاملين فى الحرفة إلا أنها ما زالت صامدة وتقدم الجديد عن طريق التطور فيما يقدمه تلك الصناع من أشكال جديدة يحتاجها السوق المحلى وكذلك تباع للسائحين وفى الأماكن السياحية بمصر وخارجها. قال محمد سيد، أمهر حرفيى الجريد بقنا، أن بداية عمله فى صناعة الجريد كان بعمر مبكر حيث تعلم الصنعة من والده الذى عمل فيها لسنوات ثم ورثها للأبناء، والتحق بالثانوية الصناعية بقسم الزخرفة وهو ما ساعده على الإبداع وابتكار أشكال جديدة بعيدة عن التقليدية فى العمل، بالإضافة إلى صناعة الكراسى والأسرة والأقفاص التى يقبل على شرائها الزبائن. وأوضح محمد سيد، أنه يمكنه صناعة أى مجسم من خلال الجريد بعد رؤيته وأيضًا يمكنه أن يحول سعف النخيل إلى قماش يصنع منه ملابس، ومن الأشكال التى يقوم بصناعتها الأباجورة، ساعات الحائط، المراكب الشراعية، السيارات، ألعاب التزحلق، الكراسي، الستائر التى تستخدم كنوع من الزينة والكراسى والأسرة والطربيزات بأحجام وأشكال مختلفة، ويقبل الزبائن على شراء المنتجات اليدوية من جريد النخل لحبهم فى الحرف التراثية التى تشتهر بها محافظة قنا ومركز نقادة جنوب المحافظة. وأشار أحمد منصور، صانع ستائر من الجريد، إلى أنه بدأ العمل فى تلك الحرفة منذ 40 عاما، حيث تعلم الصنعة من والدهعن طريق الممارسة والنظر إليه، وتستخدم فيها أدوات بسيطة مثل الهلال ومسمار العلام والقرمة والماسورة وجميعها أدوات تكلفتها متوسطة ولكن ذات عمر قصير تحتاج إلى التجديد بصفة مستمرة، ويشترى الصناع جريد النخيل من المزارعين والتجار فى مواسم محددة بأسعار تختلف من موسم لموسم، ويحتاج الجريد أن يوضع لفترة تحت أشعة الشمس حتى يجف. وأوضح أحمد منصور، أن الأشكال الذى ينتجها الصانع من الجريد تعتمد على مهارة ودقة ذلك الحرفى وتطويعه لسعف النخيل، ومن الأشكال المشهورة السرير والكرسى والأقفاص التى يشتريها بائعى الطيور، ومن الأنواع الحديثة الأباجورة والستائر وصناعة مجسمات مثل الباخرة والسيارة والطائرة وأقفاص العصافير، وتتنوع الأسعار بتنوع الشكل وحجمه.
















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;