"فارس" قرية صديقة للبيئة فى أسوان.. موقعها المميز على النيل وخلوها من المصانع جعلها نموذجية.. الأهالى: البيوت بسيطة والأشجار كثيرة.. ومزارعون: ثمارنا الأجود.. والمحافظ: بها أول ممشى نيلى ضمن حياة كريم

وسط حالة من الصمت تسمع خلالها "سقسقة" العصافير على الأشجار التى ملأت المكان فى كل الاتجاه، بهذا المشهد يمكن وصف حالة الهدوء التى تتسم بها قرية فارس التى تبعد أكثر من 800 كيلو متر جنوب العاصمة القاهرة، حيث تطل على نهر النيل مباشرة بمحافظة أسوان، وتشتهر بأنها واحدة من القرى الزراعية المنتجة والقرى النظيفة أيضا، وهو ما جعلها مرشحة لتكون قرية نموذجية صديقة للبيئة.

"انفراد" انتقل إلى قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو، لرصد المقومات التى جعلت القرية واحدة من القرى البيئية النموذجية وما تبذله الدولة من جهود على أرضها تتمثل فى مشروعات تنمية وتطوير ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى "حياة كريمة".

أبو طالب أحمد عبد الحميد، من أهالى قرية فارس بمحافظة أسوان، يصف المشهد على القرية قائلًا: "الحمد لله الذى أنعم علينا بهذه القرية الجميلة، التى رغم بساطتها فى المعيشة، إلا أنها تتمتع بموقع ساحر مطل على نهر النيل فهى تخلو من المصانع والضوضاء وغيرها من عوامل التلوث الصناعى، ويعتمد سكانها على الطبيعة فى المعيشة والزراعة والانتقالات من نجع إلى نجع".

وتابع "أبو طالب"، بأن القرية تقع على الضفة الغربية من النيل ويحدها النهر من الجهة الشرقية والصحراء وطريقها من الجهة الغربية، وتتميز بيوت القرية بالاتساع المسطح، فهى مبنية من الطوب اللبن البسيط ويتكون المنزل من غرف مسقوفة وحوش مفتوح يمكن أن ينام أهل المنزل فى العراء داخل المنزل خلال فصل الصيف دون الحاجة إلى مكيفات وأجهزة تبريد، كما أن السكان يعتمدون على الأشجار ويستظلون تحتها للوقاية من الشمس والحر ويوجد تحت الأشجار "الزير" المصنوع من الفخار لشرب مياه نقية باردة، مشيرًا إلى أن الأهالى يعتمدون على الطبيعة بشكل كبير ويستغنون عن بعض التكنولوجيا الحديثة التى من شأنها استنزاف الثروات وإهدار الطاقات.

محمد السبال، مزارع من أهالى القرية، أضاف أن القرية حباها الله بالخيرات الطبيعية من الزراعات المختلفة وذلك بسبب موقعها المطل على نهر النيل مباشرة، فالزراعة هى المهنة الأساسية لسكان القرية بجانب الاعتماد على التجارة والصيد فى مياه النيل، لافتًا إلى أن من أبرز الزراعات التى تشتهر بها القرية هى، النخيل والمانجو والليمون والقمح وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، موضحًا بأن هذه العوامل الطبيعة النظيفة تجعل الإنتاج الزراعى للثمرات عالى الجودة ونقى ويعتمد معظم التجار على إنتاج فارس من المحاصيل المختلفة.

وأشار "السبال"، إلى أن فارس جديرة لتكون من القرى النموذجية النظيفة لأنها خالية تماما من المصانع التى تضر بالبيئة وهو ما أهلها لإقامة مشروع الطاقة الشمسية الجديد على أرضها، وهو أيضا مشروع صديق للبيئة منتج للطاقة النظيفة.

فى المقابل، قالت مرفت السمان، مدير وحدة السكان بمحافظة أسوان، أن هناك توجيهات من اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بتقييم الوضع البيئى لقرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو، وهو ما تحقق عن طريق الوقوف على المقومات الخدمية والبيئية تمهيدًا لإدراجها ضمن القرى المتميزة بيئيًا، مضيفةً أن قرية فارس تمتلك من المميزات المتوافقة بدرجة كبيرة مع الاشتراطات لتصبح نموذج صديق للبيئة، وخاصة أنها أدرجت فى المرحلة الأولى لتنفيذ مشروعات مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "التطوير الشامل للريف المصرى.. حياة كريمة".

وأشارت أسماء محمود، مدير الإدارة العامة لشئون البيئة، إلى أن قرية فارس بعد إدراجها فى المبادرة الرئاسية سيعمل ذلك على حدوث طفرة كبيرة للمرافق والبنية التحتية والخدمات الجماهيرية، خاصة محطة المعالجة الثلاثية للصرف الصحى ووحدة صحية ومدارس ومجمع الخدمات، بالإضافة إلى أنها تتفرد بمزايا ومقومات اقتصادية عديدة منها مشروعات الطاقة النظيفة من خلال المحطات الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية فى الظهير الصحراوى للقرية، موضحةً بأن فارس تمتلك مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية التى يتم زراعتها بطرق التخصيب بالأسمدة الطبيعية العضوية، وكذلك تتوافر بها الأنشطة الغير ملوثة للبيئة، علاوة على نسبة التشجير العالية مما يساهم فى توافر بيئة نقية تعد نموذجًا رائعًا للقرى النموذجية بيئيًا.

من جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه جارى إنهاء أول مرسى وممشى سياحى بقرى حياة كريمة داخل قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو والتى تم اختيارها لتصبح أول قرية صديقة للبيئة حيث يقع المرسى والممشى السياحى الجديد على مساحة 2700 م2، ويضم برجولات خشبية ومظلات ومقاعد متنوعة، ومسطحات خضراء وأشجار ظل ونباتات زينة مختلفة، وألعاب أطفال ومشايات، بالإضافة إلى التكاسى والسلالم المدرجة ودورات المياه العمومية وكافتريا، علاوة على باركنج للدرجات والسيارات ورفع كفاءة أحد المساجد، وتم مراعاة أن تكون جميع المواد المستخدمة فى المرسى والممشى الجديد من البيئة المحيطة به.

وفى السياق ذاته، تضم قرية فارس العديد من المشروعات الخدمية والتنموية الجارى تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، والتى تضم 9 قرى فرعية وتوابع بإجمالى 17 ألف نسمة.

وفى هذا الصدد، أوضح أحمد شعبان، نائب محافظ أسوان، أن من ضمن المشروعات الجارية بقرية فارس ضمن المبادرة الرئاسية هى: عمارات "سكن كريم" بإجمالى 6 عمارات، عبارة عن أرضى وثلاث أدوار علوية، وتم التأكيد على ضرورة الانتهاء منها فى المواعيد المحددة، مع التأكيد على عمل التشطيبات المناسبة لها، ومن بينها أيضًا وحدة الإطفاء، وتم التوجيه للمسئولين بضرورة التنسيق مع الحماية المدنية لاختيار الموقع المناسب والقريب من مورد مياه دائم ومناسب لموقع سيارة الإطفاء، وملائم أيضًا لإعاشة أفراد الحماية المدنية.

وأضاف نائب محافظ أسوان، أن من أبرز المشروعات الجارى العمل بها فى القرية، مشروع إنشاء وحدة الإسعاف بالقرية بنسبة تنفيذ 98%، ومشروع إنشاء 48 حظيرة دور أرضى والتى وصلت نسبة التنفيذ بها إلى 77%، بجانب مشروع إنشاء مجمع الخدمات بنسبة تنفيذ 85% ويضم منافذ خدمة للإدارة المحلية والتضامن الإجتماعى والتموين والسجل المدنى والشهر العقارى ومركز تكنولوجى من أجل تخفيف أعباء ومشقة تنقل المواطنين، بالإضافة إلى مشروع إنشاء المجمع الزراعى بنسبة 80%، علاوة على مشروع الصرف الصحى بقرية فارس والذى يضم محطة للمعالجة بنسبة تنفيذ 67% ومقامة على مساحة 50 ألف م2، وهو الذى يتواكب مع إنشاء رافع بالمحطة بنسبة تنفيذ 40% وبمساحة 625 م2، بجانب إنشاء رافع مساعد بمساحة 900 م2 بنسبة تنفيذ 75%، وشبكات انحدار بأطوال 44 كم وبنسبة تنفيذ 70%، جانب مشروعات تطوير ورفع كفاءة وإنشاء عدد من المدارس لتعليم الطلاب، ومشروع التأمين الصحى الشامل لتوفير رعاية صحية وخدمة طبية مميزة لأهالى القرية خاصة أن القرية نائية تبعد مسافات عن أقرب مستشفى لها، بجانب مشروعات الرى والتبطين وأخرى متعلقة بمياه الشرب.