واصلت وزارة البيئة، لليوم الخامس على التوالى، أعمال رصد وتتبع حوت الزعنفة ثانى أكبر حيوان فى العالم بعد الحوت الأزرق، والذى ظهر بالساحل الشمالى منذ يوم الخميس الماضى لطمأنة المصطافين، حيث قال المهندس محمد عيسوى، مدير عام محميات المنطقة الشمالية، إن فرق الرصد المنتشرة بطول شواطئ مارينا تواصل عملها وتتبع الحوت، مؤكدا أن الرصد بدأ منذ الصباح البكر.
وأضاف عيسوى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الوزارة ستستمر فى عملية تتبع الحوت يوميا، ومن الممكن أن يستمر الرصد حتى نهاية الأسبوع، موضحا أنه من المتوقع نفوقه أو توجهه لأعالى البحار.
وأكد عيسوى أن نفوق الحوت من الاحتمالات الواردة، ويمكن أن تحدث فى أى وقت، موضحا أنه حال حدوث ذلك فإن الوزارة لديها معداتها التى تستطيع من خلالها أخذ عينات من جسده وتحليلها للتعرف على أسباب نفوقه.
وأوضح مدير عام محميات المنطقة الشمالية أن عدد نقاط الرصد التى ترصد وتتبع من خلالها الوزارة حوت الزعنفة، يصل لـ9 نقاط منتشرة على الشواطئ، حيث تتحرك الفرقة الموجودة بكل نقطة فى مسافة محددة لها لرصده وتتبعه.
وأشار عيسوى إلى أن عملية الرصد تتم بثلاث طرق تتمثل فى استخدام نظارات معظمة لرؤيته من على الشاطئ، وقيام الفرق بجولات بواسطة لنشات صغيرة داخل البحر، بالإضافة إلى تلقى بلاغات المواطنين عبر الواتس آب على رقم 01063195177 أو اتصالهم على الخط الساخن لخدمة المواطنين 19808 والتفاعل معها.
وأوضح عيسوى أن طول المسافة التى تنتشر بها نقط الرصد تصل إلى 50 كم، مشيرا إلى أن النقطة منتشرة من أول مارينا وبالتحديد أول منطقة ظهر بها الحوت وحتى قرية مراقيا السياحية بمحافظة الإسكندرية، موضحا أن فرق الرصد مكونة من محميات الوزارة بالإضافة لجهات أخرى.
وكانت وزارة البيئة أعلنت عن تلقيها بلاغا عن تواجد حوت فى منطقة مارينا، حيث تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بجهاز شئون البيئة من المختصين بقطاع حماية الطبيعة والإدارات المعنية، موضحة أنه تم الدفع بمجموعات علمية متخصصة للرصد والمراقبة والتتبع لحركة الحيوان والتنسيق مع الجهات المعنية لمساعدته على الخروج من السواحل الضحلة التى جنح إليها، والعودة إلى بيئته الطبيعية فى المياه العميقة، وجار مسح المناطق التى شوهد فيها الحوت والأماكن التى يتوقع تواجده فيها للتعامل الفورى مع الموقف من قبل المتخصصين، مؤكدة أنه لا يمثل خطرا.
ويعد حوت الزعنفة واحدا من الحيتان الكبيرة المتواجدة فى المحيطات والبحار الكبيرة. ويستمد اسمه من زعنفته الظهرية فوق ظهره، والتى تبعد بمسافة ثلثى الجسم من الرأس، حيث يتميز حوت الزعنفة بشكله الانسيابى الطويل ولونه الرمادى أو البنى المسود الذى يغطيه فيما عدا المنطقة البطنية، حيث يسودها لون أفتح. ويبلغ الطول المتوسط لذكور الحيتان الزعنفية حوالى 19 مترا، بينما الأنثى 20 مترا وهو ثانى أكبر الحيتان حجماً، وثانى أكبر حيوان على سطح الأرض بعد الحوت الأزرق، ويتغذى حوت الزعنفة يتغذى أساساً على الهائمات البحرية والأسماك والقشريات والرخويات صغيرة الحجم، وذلك من خلال تصفية المياه من الكائنات الحية بواسطة شبكة من الخيوط الدقيقة تتدلى من فكه العلوى.
وتحتاج هذه الأنواع من الحيتان إلى كميات كبيرة من الغذاء يتناسب مع حجمها الكبير، والذى يقدر فى اليوم الواحد لعدة مئات من الكيلوجرامات مما يستلزم قيامها بالحركة الدائمة للحصول على كفايتها من الطعام. كما يعد هذا النوع من الحيتان هو أحد الحيتان المسجلة المقيمة فى المياه المصرية والمصنف عالمياً مهدد بخطر الانقراض (Endangered) طبقا لقاعدة بيانات الاتحاد الدولى لصون الطبيعة ( (IUCN، حيث يعتبر الصيد الجائر والتلوث وتدمير بيئته والتصادم مع السفن والضوضاء الناتجة عن أنشطة بشرية أحد أكبر المهددات التى تؤثر على بقائه بشكل كبير.