صفوف الانتظار فى فنزويلا تتحول لصفوف "موت" بسبب الأزمة الاقتصادية.. المواطن يقضى 35 ساعة شهريا أمام المتاجر للحصول على مستلزماته اليومية..دراسة: 9 بين كل 10 لا يستطيعون شراء كفايتهم من المواد الغذائية

اهتمت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية بتسليط الضوء على خطورة الأزمة الاقتصادية فى فنزويلا، بعدما تحولت إلى أزمة غذائية، واندلعت على أثرها أعمال عنف وشغب، وقالت إن صفوف الانتظار أمام المتاجر والصيدليات والسوبر ماركت أصبحت أكثر طولا وخطورة، بل وسببا للموت بعد مقتل أكثر من 24 شخصا خلال السنة الماضية من بينهم طفلة عمرها لا يتعدى أربعة أعوام، وعجوز عمرها 80 عاما لاقت مصرعها عندما تحول صف المشترين إلى عصابة من السارقين، الأمر الذى بات أمرا شائعا مؤخرا. ساعات أمام المتاجر وسردت الوكالة كيف انتظر الناس لساعات أمام صيدلية فى درجة حرارة عالية وقلق وملل، قبل أن يفاجئهم مسلح ليطلب من شاب يبلغ من العمر 25 عاما أن يعطيه هاتفه المحمول، لكنه اندفع يجرى بعيدا عنه، فأطلق الأول عليه ثمانية رصاصات ليرديه صريعا فى الحال، وسط هدوء الحاضرين الذين لم يحركوا ساكنا واحتفظوا بمكانهم فى الصف، بينما كان يفتش المسلح فى جيب الشاب القتيل. وعندما انتهى ذهب إلى الصف مرة أخرى منتظرا دوره. 35 ساعة لشراع السلع المدعومة وقالت الوكالة إن مدى الانهيار الاقتصادى يمكن قياسه بطول الصفوف، فالمتسوق الفنزويلى العادى يقضى 35 ساعة منتظرا لشراء السلع المدعومة شهريا، أى أكثر بثلاث أضعاف ما كان عليه الوضع عام 2014، وفقا لشركة الاستطلاعات "داتاناليسيس". ويقول لويس فيسينت ليون، رئيس شركة الاستطلاعات "فى الوقت الذى ينهار فيه الاقتصاد، لم تعد الحياة إلا صفوفا، ومن المحتوم أن يواجه الجميع الصراعات والمشاجرات والمشكلات، قل ما شئت". ورغم أن ثروة فنزويلا الغنية من النفط، والتى مكنتها من بناء اقتصاد قوى، إلا أن سنوات من سوء الإدارة فى ظل الحكومة الاشتراكية أطاحت بإنتاجية الدولة، وبعد انهيار أسعار النفط، لم تعد الدولة قادرة على دفع مقابل الضروريات المستوردة الأساسية. نقص الغذاء أهم من الأمن وأشارت "الأسوشيتيد برس" إلى أن نقص المواد الغذائية أصبح ملحا للمواطن الفنزويلى أكثر حتى من الأمن. وأوضحت أن الصفوف خارج مكاتب الهجرة أغلقت الشوارع، فالجميع يحاول أن ينجو بحياته. 9 من بين كل 10 لا يستطيعون شراء المواد الغذائية ووفقا لدراسة أجرتها جامعة سيمون بوليفار لا يستطيع 9 بين كل 10 فنزويليين شراء كفايتهم من المواد الغذائية لأن ندرتها رفعت أسعارها، مشيرة إلى أنهم يقفون فى الصفوف وهم لا يعرفون ما الذى سيحصلون عليه بعد وصولهم إلى الأمام. وتشير الوكالة إلى أن طول انتظار الفنزويليين فى الصفوف لم يكن شاهدا فقط على الموت، وإنما على الحياة، فمرليس مورينو البالغة من العمر 21 عاما أنجبت طفلتها وهى تنتظر فى صف لشراء الدجاج، بينما ساعدها بواب المتجر، فضلا عن أن الأطفال ينجزون فروضهم المدرسية، بينما تبدأ قصص حب وتنتهى فى الصف أيضا. الحب لا يتحمل الصفوف ساشا راموس، انفصلت عن صديقها لخمسة أعوام بعد شجار دار بينهما وهما ينتظران فى الصف لشراء أمواس حلاقة. صفوف الدفن ولكن أسوأ الصفوف على الإطلاق هى تلك أمام مشرحة كاراكاس، فمن يقف أمامها لا يعانى فقط من نقص المواد الغذائية وإنما من فقد المعارف، فهم يقفون وأعينهم حمراء ويغطون أنفوهم من الرائحة الكريهة المنتشرة بعد نفاد الكيماويات التى تستخدم فى المشرحة، وبعدها ينقلوهم إلى المقابر، التى ينتظرون فيها 3 أيام لاستكمال الدفن. وأشارت الوكالة إلى أن شهر أبريل الماضى شهد 400 حالة قتل، ويشكل هذا الرقم أكثر من عدد القتلى السنوى لجرائم القتل فى نيويورك أو لوس أنجلوس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;