حالة من الحراك الجماهيرى تشهدها مختلف محافظات الجمهورية، فى إطار سلسلة من الفعاليات التى تنظمها القوى السياسية والأحزاب وعلى رأسهم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والتحالف الوطنى للعمل الأهلي، تأسيسا للمشاركة الوطنية الموسعة وإيجاد مساحات مشتركة بين مختلف المصريين، وتمهيدًا لبدء الجلسات الفعلية للحوار بهدف الوصول إلى مخرجات تعود بالنفع على الوطن والمواطن المصري.
ويأتى ذلك فى إطار ما وجهه مجلس أمناء، الحوار الوطني، دعوة للكيانات السياسية والأهلية الفاعلة على إجراء حوارات مجتمعية وجماهيرية فى المحافظات المختلفة، وذلك فى إطار تخصصات اللجان النوعية التى أقرها مجلس الأمناء وتلقى مقترحات المواطنين والجهات المختلفة، مع رفع نتائج تلك الحوارات لمجلس أمناء الحوار الوطني؛ لضمان الوصول المتكافئ لكافة فئات المجتمع المصري، توسيع قاعدة المشاركة وتمثيل جميع فئات الوطن فى الحوار المجتمعي.
وكثفت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، من نشاطها خلال الأيام الماضية، سواء بتنظيم صالوناتها السياسية لتضم متخصصين من كافة التيارات والاتجاهات المختلفة بشأن القضايا التى سيتم طرحها خلال جلسات الحوار الوطنى وتبث مباشرة على الصفحة الرسمية للتنسيقية، أو من خلال نوابها المتواجدين بدوائرهم للاستماع إلى مطالب المواطنين، وذلك فى إطار اهتمامها بقضايا الوطن والتى سيتم طرحها ومناقشتها خلال جلسات الحوار الوطنى المختلفة والتى ستنطلق خلال الفترة المقبلة.
وقال النائب محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن دعوة الحوار الوطني، تمثل دعوة لكل المجتمع، لكل مصر وليس فقط للنخبة السياسية والحزبية مع كل التقدير والاحترام لكل الفاعلين والمهتمين بالعمل السياسى والحزبي، موضحا أن الشعب المصرى كله مدعو للمشاركة بالرأى والتعبير عما يريده من الحوار الوطني، وهو ما تعمل التنسيقية على تحقيقه من خلال جولاتها الميدانية.
وأشار إلى أننا أمام فرصة تاريخية ذهبية اليوم، مع دعوة الرئيس الموجهة للجميع، ومهما كانت الآراء، ومن ثم فإن النقاش والحوار يجب أن ينتقل لكل شارع ولكل مدينة و لكل حى وقرية، ومن هنا أطلقت التنسيقية سلسلة جلسات نقاشية فى دوائر نوابها، بمجلسى النواب والشيوخ، للاستماع لمطالب كل فئات الشعب وكل القوى السياسية والحزبية والمجتمع المدنى وسلسلة صالونات سياسية واقتصادية بمحاور الحوار الوطنى تذاع على موقع التواصل الاجتماعى لصفحة التنسيقية.
وشدد أن هناك فرصة للجميع، يشارك ويبدى رأيه وكل توصية أو رأى سيتم ايصالها من التنسيقية لإدارة الحوار الوطني، فنحن نقول لكل مصرى صوتك مسموع، مؤكدا أننا لمسنا وعى المواطنين والحرص على المشاركة بكل الأفكار وتقديم التوصيات القيمة للمساهمة فى بناء الوطن.
ويشير زكى القاضي، مقرر مساعد لجنة الشباب بالحوار الوطني، أن جولات تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين فى المحافظات فى إطار الحوار الوطني، كانت كاشفة للغاية وتأتى فى دور تعزيز صورة الحوار الوطنى بالقواعد الشعبية والتعرف بمطالبهم، مشددا أن التنسيقية عملت على تنظيم عدد من الورش والصالونات والجلسات النقاشية على مدار اليوم فى مقر التنسيقية.
وأشار إلى أن تنسيقية شباب الأحزاب لديها 5 ممثلين داخل الحوار، هم أحد الوسائل الرئيسية لتلقى المقترحات ورفعها إلى مجلس أمناء الحوار، موضحا أن الجولات كشفت وجود رغبة حقيقية لدى المواطنين فى الحديث بكافة قضايا الوطن، بناء على ثقة فى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبارها ضمانة رئيسية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى فى النهاية.
ولفت إلى أن ذلك يفرض علينا دور كبير فى نقل المقترحات بأمانة ومحاولة دعمها فى المناقشات للوصول لأفضل الصيغ والحلول المتاحة لتلبية مطالب المواطنين، موضحا أن التنسيقية استضافت فيه كافة الأطراف المعارضة والمؤيدة حتى يكون هناك وجهات نظر متباينة، كما حرصت على طرح ذلك أمام الجمهور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، كما عمل نواب البرلمان فى دوائرهم ونواب المحافظين فى المحافظات التابعة لهم على شرح مفهوم الحوار الوطنى واستقبال المقترحات وتجميعها لرفعها إلى مجلس أمناء الحوار الوطني.
ويؤكد النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب وعضو لجنة العفو الرئاسي، أن الحوار الوطنى فرصة هامة لتنمية الحياة الحزبية بداية من المشاركة، خاصة وأن الدعوة لحوار سياسى واقتصادى واجتماعى يدفع كل الأطراف لإعداد وتدعيم رؤاهم فى كافة المجالات وهو ما يحدث حراك داخل الأحزاب، كما أنه نجح فى تحقيق حالة من الحراك الفكرى والاجتماعى لبناء الرؤى وتقديم الأفكار بمختلف محافظات الجمهورية.
ولفت إلى أن تدعيم البنية الحزبية عن طريق التعمق فى حديث دمج الأحزاب وهو أمر واجب ولم يعد رفاهية، سعيا نحو وجود مؤسسات حزبية وكبيرة تمثل الأطياف السياسية المتعددة فرصة للحديث حول معوقات والتحديات بقانون الأحزاب الحالى والنظر فى التعديلات المطلوبة لدعم الحياة الحزبية، ويعطى مزيد من القدرة على الدمج لهذا العدد الكبير من الأحزاب فى عدد أقل تكون ركيزة أساسية لدعم البنية السياسية فى الدولة المصرية.
وأشار إلى أن إدارة الحوار الوطنى عملت خلال الفترة الماضية على وضع خارطة نستطيع من خلالها إدارة الجلسات النقاشية على أكمل وجه، حتى تحقق أهدافها فى تمثيل كل فئات المجتمع وفى تعبير كل التيارات السياسية عن أفكارهم ورؤيتهم إزاء المحاور السياسية بما يمهد لأفضل المخرجات فى التعامل مع كل محور.
وأضاف عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، أنها لابد وأن تكون قادرة على المعالجة لتحديات المرحلة الراهنة، ووضع خطوات تنفيذية وتشريعية بمختلف القضايا بالوصول لحوار وطنى مثمر وقادر على أن يمثل فيه الجميع ليتحاورون فى تحقيق كل الأهداف والتطلعات الوطنية والتى تسهم فى وضع خطوات جادة لمعالجة قضايانا، بما يدفع نحو مزيد من التقدم والرقى للوطن.
ومن جانبه يقول، طلعت عبد القوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى ورئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، أن التحالف الوطنى للعمل الأهلى نظم حتى الآن 8 جولات، بناء على دعوة الحوار الوطنى لتوسيع تغطية المشاركة الجماهيرية ودعم مخرجات الحوار.
وأوضح أن مختلف اللقاءات الجماهيرية شهدت تفاعل جيد من المواطنين وصدى إيجابى تجاه الحوار الوطني، مشيرا إلى أن هناك حالة من التفاؤل والتطلعات المنشودة تجاه الحوار الوطنى فى تلبية مطالب الشارع والتعبير عنه، مؤكدا أن معظم المطالب التى تلقاها التحالف خلال مشاركاته تركزت على المحور الاجتماعى والمحليات أكثر والتى سيتم إعدادها وإرسالها لمجلس الأمناء.
وأشار عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إلى أن هناك اصطفاف جماهيرى كبير حول الحوار الوطني، مؤكدا أن إدارة الحوار حريصة على التأنى والتدقيق فى تنظيم الجلسات المقبلة وتحديد المشاركين، حتى الخروج بمنتج الجيد.
وكان قد شارك آلاف أعضاء النقابات المهنية ونقابة المعلمين وأعضاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى، فى حضور فعاليات مؤتمر جماهيرى حاشد نظم الأربعاء الماضى فى مقر النقابة العامة للمعلمين بالقاهرة، للحديث حول الحوار الوطنى واستعراض إنجازات الدولة المصرية.