لا يزال التضخم يعكر صفو الحياة للبريطانيين، مع اقتراب موسم الأعياد، حتى أن ارتفاع فى أسعار المواد الغذائية يثير مخاوف البعض من عدم قدرتهم على تحمل تكلفة وجبة عشاء الكريسماس.
وقالت صحيفة إندبندنت إن التضخم فى أسعار الغذاء ببريطانيا قد وصل إلى رقم قياسى جديد بنسبة 12.4% فى ظل توقعات بشتاء قاتم بشكل متزايد، مع قلق كثير من الناس من قدرتهم على تحمل تكلفة عشاء عيد الميلاد.
وتواجه الأسر فى بريطانيا ارتفاعا فى أسعار التسوق أعلى بنسبة 7.4% عن نوفمبر العام الماضى، وارتفاعا من 6.6% فى أكتوبر.
وتضع الأرقام الجديدة سجلا قياسيا جديدا منذ أن بدأ تكتل التجزئة البريطانية فى التسجيل فى عام 2005.
وفى الشهر الماضى فقط، ارتفع تضخم الغذاء إلى 11.6% مع زيادة كبيرة فى أسعار المواد الأساسية مثل الشاي والسكر واللبن.
إلا أن التضخم فى أسعار الغذاء تسارع الآن على 12.4%، مما يجعله أعلى معدل يتم تسجيله، حيث أدى ارتفاع أسعار الطاقة وتغذية الحيوانيات وتكلفة المواصلات إلى زيادة الأسعار.
وارتفع تضخم الغذاء الطازج أيضا إلى 14.3%، والتي كانت قد وصلت إلى 13.3% فى الشهر الماضى، وكان سبب ذلك تكلفة اللحوم والبيض والألبان وفقا لمؤشر أسعار التسوق أي كيو.
وارتفعت تكلفة القهوة أيضا، بينما من المتوقع أن تكون أسعار هدايا الكريسماس أعلى مما كانت عليه فى السنوات السابقة، وشهدت الأجهزة الرياضية زيادات خاصة.
وكان بحث جديد قد وجد أن ثلثى البالغين فى بريطانيا يشعرون بالقلق من قدرتهم على تحمل تكلفة عشاء عيد الميلاد نتيجة لتضخم أسعار الغذاء.
ووجد مسحا أن 16% من الأشخاص كانوا يتوقعون استخدام بنك الطعام للحصول على وجباتهم.
من ناحية أخرى، اتجهت بعض سلاسل السوبر ماركت البريطانية إلى وضع حد أقصي لكميات البيض المتاحة للعملاء، حيث يواجه مزارعو الدواجن أكبر انتشار لمرض إنفلونزا الطيور على الإطلاق مع تصاعد الحالات في الوقت الذي يعانوا فيه من ارتفاع أسعار العلف و تكاليف الطاقة بمعدل لا يعكس الزيادة في أسعار سلعهم.
قال متحدث باسم "اسدا" أحد سلاسل السوبر ماركت الشهيرة : "نحن نعمل بجد مع موردينا لحل تحديات الصناعة التي تؤثر حاليًا على جميع محلات السوبر ماركت وللتأكد من أن أكبر عدد ممكن من العملاء يمكنهم شراء البيض ، لقد أدخلنا حدًا مؤقتًا لصندوقين لكل عميل".
وفقا لصحيفة دايلي ميل، اتخذت سلسلة اخري خطوة غير عادية باستيراد بيض من إيطاليا لتعويض ما وصفته بـ "بعض تحديات الإمداد"، كما اضطرت بعض المطاعم والبارات إزالة البيض من قائمة الطعام بسبب التأثير الحالي لأنفلونزا الطيور على الإنتاج.
وقد أظهرت بيانات رسمية انكماش اقتصاد المملكة المتحدة بنسبة 0.2 % في الربع الثالث من عام 2022، مما يشير إلى ما يمكن أن يكون بداية ركود طويل. وهذا هو أول انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي منذ بداية 2021 عندما كانت بريطانيا تفرض قيودا مشددة لمكافحة كورونا. ويأتي في وقت تواجه فيه الأسر والأعمال أزمة تكاليف معيشة حادة.
وأصبح حجم الاقتصاد البريطاني أقل بصورة أكبر مما كان عليه قبل الجائحة، كما أنه الاقتصاد الوحيد ضمن مجموعة السبع الذي لم يتعاف تماما من الركود الذي تسببت فيه.
وقالت مؤسسة ريزوليوشن فاونديشن البحثية فى وقت سابق إنه على الرغم من أن الانخفاض فى الناتج الإجمالى جاء أقل مما كان يخشى المستثمرون، فإنه يجعل بريطانيا على الطريق لأسرع عودة إلى ركود منذ منتصف السبعينيات.
وفى بداية نوفمبر، توقع بنك أطول ركود في البلاد منذ بدء السجلات قبل نحو مئة عام، مما يشير إلى أن الانكماش الذي بدأ في الربع الثالث من المرجح أن يستمر حتى عام 2024، ويرفع البطالة إلى 6.5% خلال العامين المقبلين.
وأشار المركزي البريطاني إلى أنه حتى بدون المزيد من رفع الفائدة، فإن الاقتصاد سينكمش في خمسة من الستة أرباع حتى نهاية عام 2023.