السياحة النيلية خلف السد العالى متعة لا يعرفها الكثير.. البواخر تبحر في بحيرة ناصر 3 ليال وصولا لمعبد أبو سمبل.. معابد عمدا والدر وجرف حسين وقصر إبريم من الآثار المنسية.. وتعامد الشمس وجهة السائحين مر

لا يعرف كثيرون أن هناك برنامجاً سياحياً رائعاً في بحيرة ناصر خلف السد العالى بأسوان، إذ يحرص عدد من السائحين على الاستمتاع به وزيارة المعالم الأثرية النادرة الموجودة جنوب مصر بداية من مدينة أسوان مروراً بمناطق جرف حسين جنوباً ووصولاً إلى معبدى رمسيس ونفارتارى بمدينة أبوسمبل. رحلة من أسوان إلى أبو سمبل ويحكى عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، عن هذه الرحلة قائلاً: تبدأ الرحلة من أسوان إلى أبو سمبل على باخرة سياحية وتستغرق 4 ليال أو العكس من أبو سمبل إلى أسوان لمدة 3 ليال، ففى بداية الرحلة من أبوسمبل وبعد وصول السائحين إلى الباخرة التى تسمى بـ"عمر الخيام" وهى باخرة أنشأت فى أسوان وتتكون من 5 طوابق وبها أسانسير، والباخرة "البرنس عباس" يقومان بالرحلة فى الوقت الحالى، ولكن هناك بواخر أخرى أقدمها أوجينى ، إضافة إلى قصر إبريم وبحر النوبة وأفريكان كوين، وانضمت فى السنوات الأخيرة للرحلة دهبيتان وهى مراكب صغيرة جميلة لا تتجاوز عدد الكبائن فيها 10 كبائن أقدمهما دهبية تسمى صاى والثانية تسمى كوين تيى. وتابع عبد الناصر صابر، أنه بعد الوصول إلى أبوسمبل بالطائرة من القاهرة أو بالسيارة من أسوان، فإن البرنامج على البحيرة يعتبر من البرامج السياحية مرتفعة السعر وله نوعية خاصة ومستوى مرتفع من السائحين، وبعد وصول السائحين وسكنهم فى كبائنهم وكل كابينة تحتوى على كل وسائل الراحة وحمام وبلكونة، وغداء شهى ينتظر الضيوف فى المطعم وبعد الغداء استراحة قصيرة ثم التجمع فى الريسيبشن لزيارة معبد أبوسمبل والانتقال من الباخرة إلى الميناء بالقارب السريع (موتور بوت ) ثم الوصول إلى المعبد. معبد أبو سمبل.. انبهار ودهشة السياح وأشار إلى أن الوقوف أمام معبد أبوسمبل الكبير يصيب السائح بمزيج من الإعجاب والانبهار والدهشة والسعادة للتواجد فى هذا المكان الساحر، ويتحدث المرشدون للسائحين عن رمسيس الثانى وعن الإمبراطورية المصرية فى عهده وعن سبب نحت هذه المعابد فى النوبة بعيدا عن عاصمة ملكه فقد يكون حباً وتقديراً للنوبة أو لإظهار قوة الملك وعظمته ونحدثهم عن اتفاقية السلام بين المصريين والحيثيين بعد معركة قادش التى سجلها رمسيس على جدران المعبد ونحدثهم عن زواجه من إبنة ملك الحيثين كجزء من الاتفاقية ولإثبات حسن النوايا. وتابع، أنه يتم أيضاً شرح تعامد الشمس على قدس الأقداس مرتين فى العام وعن نقل المعبد ومساهمة العالم فى إنقاذ آثار النوبة و عن حب رمسيس لزوجته نفرتارى التى أمر بنحت معبد لها فى ذات المكان وصورها على أنها حتحور ربة الجمال والموسيقى وقال عنها تلك التى تشرق الشمس من أجلها، وبعد الزيارة يستطيع السائح أن يستمتع بعرض الصوت والضوء الشيق أمام المعبد ثم العودة والعشاء وغالبا ما يتجه السائحون إلى كبائنهم مبكراً ويخلدون إلى النوم فهى رحلة استجمام رائعة يستمتعون فيها بالهدوء والسكينة. وكشف، أن الرحلة تضم زيارة قصر إبريم "بحيرة ناصر" وذلك بعد أن تتحرك الباخرة من أبوسمبل بهدوء الساعة السادسة والنصف صباحاً حتى يتمكن السائحون من الاستمتاع بلحظات جميلة برؤية وتصوير المعبدين وبعدها تشق الباخرة عباب البحيرة متجهة إلى قصر إبريم حوالى 50 كم شمال أبو سمبل، ويبدأ الإفطار فى جو هادئ بديع ونشم فى المطعم عبير القهوة والتى يكون لها مذاقاً خاصاً مع مشاهدة المناظر الجميلة لصحراء النوبة بجبالها وشواطئها وطبيعتها الخلابة. وأكمل عبد الناصر صابر: بعد أكثر من 3 ساعات توقف الباخرة محركاتها ويتم مشاهدة أطلال قصر إبريم من على سطح الباخرة لصعوبة النزول وعدم السماح به فى هذا المكان الأثرى، وقصر إبريم هو المكان الأثرى الوحيد الباقى فى موقعه حيث أنه كان على جبل عالى ، وأصبح الجبل جزيرة بعد بناء السد العالى بعد أن ارتفعت المياه إلى ما يقارب الـ 60 متر عن مستوى النهر قبل بناء السد، وكان قد تم التنقيب أثناء حملة إنقاذ آثار النوبة وتم إنقاذ خمسة مقاصير تعود إلى عصر الدولة الحديثة وتم نقل 4 منها إلى منطقة وادى السبوع ولم يتم إعادة تركيبها إلى الآن وكذلك وجدت لفافات مختلفة من البردى ورقاع جلدية عليها نصوص بكتابات للغات مختلفة، وعاصر هذا المكان التاريخى أحداثاً كثيرة وألواناً عديدة من البشر من شعوب مختلفة عبر العصور. وأضاف نقيب المرشدين السياحيين السابق، أنه بعد تحرك الباخرة بالسائحين تتوقف فى منطقة عمدا الأثرية، ويتم النزول إلى القارب والوصول إلى الشاطئ القريب جداً عند المعبد، نظراً لاستحالة وجود ميناء للبواخر الكبيرة لتذبذب حركة المياه فى البحيرة من ارتفاع وانخفاض فيتم استخدام القوارب السريعة فى الزيارة. وأوضح، أن معبد عمدا أو العمدا من أقدم معابد النوبة التى إنقاذها فلقد تم تشييده فى عهد تحتمس الثالث فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد وخلفه أمنحتب الثانى ثم تحتمس الرابع وأعيد ترميمه فى عهد سيتى الأول فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لافتاً إلى أن طريقة نقل المعبد كانت عجيبة فهو معبد صغير ونظراً لوجود طبقة ملونة من الجبس على حوائط الجزء الخلفى من المعبد فقد تم نقل هذا الجزء ككتلة واحدة بعد أن تم الحفر أسفله وفصله عن القاعدة وتربيطه بأشرطة الصلب ونقل على قضبان سكة حديد إلى أعلى على ربوة تبعد عن الموقع الأصلى بـ 2.6 كيلو متر حيث هو الآن، مشيراً إلى وجود ألوان جميلة داخل المعبد وهناك فى قدس الأقداس نص هام لأمنحتب الثانى يقص فيه عودته منتصراً من سوريا وحمل معه جثث ٧ أمراء سوريين علقها على مقدمة مركبه الملكى وتم تعليق 6 منهم على أسوار العاصمة طيبة والجثة السابعة تم تعليقها على أسوار نباتا فى النوبة السودانية. واستكمل "صابر"، حديثه عن المعبد التالى في الرحلة وهو معبد الدر، قائلاً: هو معبد جميل من معابد رمسيس الثانى فى النوبة ولا تزال به الكثير من الألوان تصور الملك فى تقدمات للقرابين لمعبودين هما رع حور آختى وآمون رع و جداريات جميلة مثل حمل المراكب المقدسة مع الكهنة وكذلك من المناظر الجميلة منظر الشجرة المقدسة والمعبود تحوت يكتب اسم الملك رمسيس الثانى متمنياً له الخلود، وتم استخدام المعبد ككنيسة فى عصور لاحقة مثله مثل معابد أخرى كثيرة . وقال، إن الزيارة الأخيرة فى هذه المنطقة هى لمقبرة بنوت وهى لكبير موظفين فى عهد الملك رمسيس السادس فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد و الذى حمل الكثير من الألقاب ومنقورة فى الصخر وتم نقلها أيضا إلى هذا المكان وبها بعض المناظر لبنوت ولأسرته خاصة زوجته التى كانت مغنية فى معبد حورس فى ميعام "عنيبة"، وتوجد فى المقبرة الصغيرة نصوص دينية من العالم الآخر إضافة إلى نصوص تتحدث عن بنوت وأعماله. ولفت إلى أن الزيارة لكل منطقة عمدا تستغرق حوالى الساعتين وبعدها العودة للباخرة وانطلاقها فى رحلة جميلة للمبيت فى منطقة وادى السبوع، كما يستمتع السائحون بال تى تايم ( شاى العصارى ) على سطح الباخرة عند الغروب والباخرة تتهادى بين جبال النوبة الرائعة التى تبدو وكأنها تراقب المارين عليها فى صمت وباهتمام وأشعر دائما ان هذه الجبال وكأنها كيانات حية تشعر بكل شئ وتحن إلى وجود بشر يؤنسون وحدتها. وحول معبد جرف حسين، أشار النقيب السابق، إلى أن معبد جرف حسين لرمسيس الثانى تم تشييده فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكرس المعبد لعبادة المعبود بتاح، وقرية جرف حسين كانت تقع حوالى ٨٥ كم جنوب الموقع الحالى، ومعبد جرف حسين من المعابد التى إنقاذها وإن لم يتم إنقاذ المعبد بالكامل، ويوجد تمثال ضخم من المعبد فى متحف النوبة بأسوان للملك رمسيس الثانى، وتم إعادة بناء الجزء المتبقى من المعبد.


























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;