أرض الخير بالبدرشين.. أهالى "العزيزية" يوحدون جهودهم للنهوض بالخدمات الصحية فى قريتهم.. جمع 2 مليون جنيه تبرعات والأطفال يشاركون بحصالاتهم.. والجهود تنجح فى تجهيز مركز طبى وعيادتين لعلاج غير القادرين.

بمجرد أن تطأ قدماك قرية "العزيزية" التابعة لمركز ومدينة البدرشين في الجيزة، وتبطئ في سيرك تجد الماضي حاضر بعبقه يحكي لك عن تاريخ وحضارة أرض الأنبياء، أرض مباركة عاش على ترابها أنبياء الله "إبراهيم ويعقوب ويوسف" عليهم السلام، وكانت شاهدة على حياة ملوك وأمراء الدولة المصرية القديمة بما تحتضنه من مواقع ومعالم يخلدها التاريخ. هنا قصة نجاح يجب أن تحكى وتخلد عن الإنتماء والوفاء، لأناس ضربوا أروع المثل والقدوة في الخير والعطاء، وحدوا جهودهم وطاقتهم واجتمعوا رجالا ونساءً وأطفالا للنهوض بمستوى الخدمات بقريتهم وقاموا بإنشاء عيادات ومركز غسيل كلوي بالجهود الذاتية بتكلفة بلغت 2 مليون جنيه؛ لخدمة مرضى الفشل الكلوي بقريتهم والقرى المجاوره. يقول محيى رشدان أحد أبناء القرية، إن أهالى القرية مثالا يحتذى به فى المشاركة الاجتماعية وفعل الخير، يسعون دوما للارتقاء بقريتهم دون أن يقفوا مكتوفى الأيدى، وأظهروا مدى ولائهم لقريتهم وحبهم للخير فى تكاتفهم ووحدتهم بكبارهم وصغارهم لمساندة مرضى الفشل الكلوى وتوفير أوجه الرعاية الصحية لهم وتخفيف آلامهم ومعاناتهم فى السفر للمدن المجاورة لتلقى العلاج. وتابع حديثه لـ"انفراد"، قائلا: الجميع تسابق فى فعل الخير، تكاتفنا جميعا رجالا ونساء وأطفالا منذ ما يقرب العام ونصف لتحقيق حلمنا فى تجهيز مركز طبى متكامل لعلاج مرضى الفشل الكلوى، والذى كان قد أهداه ابن القرية الراحل الدكتور سمير عقبى لقريته منذ عدة سنوات، على أمل أن يتم تجهيزه ويكون ذات يوم مركزا طبيا مجهزا لخدمة مرضى الفشل الكلوى. وأضاف: بدأنا فى جمع التبرعات كلا على حسب استطاعته، فمنا من تبرع بالمال فى صناديق خصصت للمركز وتم توزيعها فى الأماكن الحيوية والخدمية بالقرية، ومنا من قام بشراء جهاز طبى، ومنا من ساهم بشراء مولد كهربائى للمركز، حتى أن أطفال القرية عبروا عن تضامنهم وتبرعوا لتجهيز المركز بكل ما ادخروه من مصروفهم اليومى بحصلاتهم، الأمر الذى سيرتقى بالخدمات الصحية بالقرية وسيوفر على الأهالى مشقة السفر والمصاريف الباهظة التى كان يتحملونها بحثا عن العلاج فى المدن الأخرى. وقال محمد ياسر أحد أبناء القرية، إن جميع أهالي القرية برجالهم ونسائهم وأطفالهم تكاتفوا سويا ووحدوا جهودهم لإنشاء مركز طبي للغسيل الكلوي يقدم خدماته لغير القادرين من أبناء القرية والقرى المجاورة، خاصة وأن القرية ظلت لسنوات طويلة تعاني بسبب افتقارها لمركز طبي مؤهل ومجهز يقدم خدماته الطبية للأهالي، مشيرا إلى أن عدد كبير من الأهالي ممن يعانون من مرض الفشل الكلوي كانوا ولازالوا يعانون بسبب السفر عبر مسافات طويلة للقرى والمدن الأخرى كالحوامدية والبدرشين، يستغرقون خلالها وقتا طويلا وينفقون مبالغ مالية كبيرة حتى يتمكنوا من تلقى العلاج وإنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم المرضى، حيث أن قرية العزيزية إحدى أكبر القرى بمركز ومدينة البدرشين وتضم ما يقرب من 60 ألف نسمة. "إنشاء مركز للغسيل الكلوي كان حلم جميل ونجحنا بالمجهود الذاتي أن نحوله إلى حقيقة ملموسة".. بهذه الكلمات تابع "محمد" حديثه لـ"انفراد"، قائلا: "بعد سنوات طوال من المعاناة قررنا أن نتكاتف سويا كلا على حسب استطاعته؛ لتجهيز مركز للغسيل الكلوي يقدم كافة أوجه الرعاية الصحية لمرضى الفشل الكلوي، ويرتقي بمستوى الخدمات الصحية في قريتهم ويدعم ويساند محدودي الدخل وغير القادرين، تخفيفا عن الأهالي حتى لا يضطروا للسفر والترحال من مدينة لأخرى لتلقي العلاج والذي يكبدهم مبالغ طائلة نظير الحصول على الخدمة الطبية اللازمة. وتابع حديثه قائلا: منذ إعلاننا تجهيز المركز، أظهر شباب القرية اهتمامهم وتعاونهم وبدأوا يروجون حملة لجمع التبرعات في القرية لتجهيز المركز، منا من تبرع بألف وألفين ومنا من تبرع بمائة ألف جنيه، حتى أن أطفال القرية عبروا عن تضامنهم وتبرعوا بكل ما ادخروه من مصروفهم اليومي بحصلاتهم، كما أن عدد كبير من الشباب عبروا عن تضامنهم بتولي مسؤولية جمع التبرعات من الأهالي، وعدد من الفتيات عرضوا تطوعهم بتقديم الدعم المعنوي والخدمي والإنساني للأهالي من خلال مساندة كبار السن في الدخول للمركز والتحرك داخله، وتسهيلا على الأهالي ومنعا لإحراجهم، أقدمنا على توفير صناديق جمع تبرعات في الأماكن العامة على مستوى شوارع وأزقة القرية كالصيدليات والمحال العامة والمنشآت الخدمية، حتى يتمكنوا من تجهيز المركز بكافة الأجهزة والأدوات الطبية المطلوبة، مؤكدا على أنهم نجحوا في تجميع قيمة الأجهزة والأدوات الطبية وشرائها وتجهيز المركز بما يقرب من 2 مليون جنيه. وأوضح أن فكرة إنشاء مركز للغسيل الكلوي في القرية كانت فكرة ابن القرية الراحل الدكتور سمير عقبي، والذي تبرع بالمركز لأبناء قريته منذ عدة سنوات، على أمل أن يكون مركزا طبيا مجهزا لخدمة مرضى الفشل الكلوي في يوم من الأيام، مشيرا إلى أن المركز حينها كان خاليا تماما من الأجهزة والمعدات الطبية وأخذوا على عاتقهم من وقتها أن يحققوا حلمهم جميعا ويجهزوا المركز بالجهود الذاتية. وقال إن فرحتهم بتجهيز المركز منذ عام ونصف لم تكتمل إلا بعد حصولهم على ترخيص تشغيله الأسبوع الماضي من قبل وزارة الصحة، وذلك بعد أن التزموا ببنود وشروط الترخيص، وتمكنوا من تجهيز المركز وفقا للضوابط والمواصفات المحددة وتزويده بالأدوات والأجهزة الطبية اللازمة وتحقيق معايير السلامة والصحة المهنية فضلا عن تدعيمه بالأطقم الطبية. وأوضح أن المركز يتكون من طابقين على مساحة 200م2 تقريبا، الطابق الأول عبارة عن مسجد وغرفة تضم مولدا كهربائيا لدعم المركز بالكهرباء في حالة انقطاع التيار الكهربائي عن القرية، أما الطابق الثاني فهو الجزء المخصص للغسيل الكلوي، ويضم 5 أجهزة غسيل كلوي وأدوات طبية وعدد من الأسرة المخصصة للمرضى، وعيادتين مجهزتان على أعلى مستوى من المخطط أن تقدما الخدمات الصحية للأهالي وذلك بعد افتتاح المركز رسميا، مضيفا أنهم يستهدفون خلال الفترة المقبلة وبعد افتتاح المركز، إعادة جمع التبرعات من جديد للتمكن من دعم المركز بالمزيد من أجهزة الغسيل الكلوي، لتقديم خدمة أفضل لأكبر عدد ممكن من غير القادرين.


















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;