الشمس على موعد مع وجه رمسيس فى معبد أبو سمبل اليوم.. آلاف السائحين ينتظرون الظاهرة الفريدة.. جسّدها القدماء المصريون قبل7000 سنة داخل قدس الأقداس.. وتتكرر مرتين كل عام.. و21 فرقة دولية ومحلية تقدم عرو

◄ 64 كاميرا مراقبة وتشغيل منظومة التذاكر الإلكترونية أبرز استعدادات الآثار 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى أقصى جنوب مصر، حيث مدينة أبوسمبل السياحية والتى تشهد حدثاً فلكياً فريداً، تعانق فيه الشمس وجه الملك رمسيس فى ظاهرة جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين داخل معابدهم الأثرية، لتجسد بذلك واحدة من أعظم الأعمال الهندسية عبر التاريخ من حضارة الأجداد على أرض الكنانة مصر. وتستقبل مدينة أبوسمبل بمحافظة أسوان، آلاف السائحين الذين حضروا من شتى بلدان العالم بمختلف جنسياتهم الدولية لمشاهدة ورصد ظاهرة تعامد الشمس، والتى تبدأ مع شروق الشمس ويصطف الأجانب والمصريون فى صف واحد ممتد بطول ساحة وممر المعبد، ينتظرون تسلل أشعة الشمس ودخولها إلى داخل قدس أقداس معبد رمسيس الكبير بأبوسمبل، وسط انبهار لما صنعه المصرى القديم من أعمال فلكية وهندسية تشير إلى أحداث موسمية هامة خلال العصور القديمة. قال الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، إن ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد رمسيس الثانى بأبوسمبل، هى الظاهرة الفلكية الفريدة التى سطرها القدماء المصريون قبل آلاف السنين داخل معابد أبوسمبل وتتكرر مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر، وتتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا قدس الأقداس والذى يبعد عن المدخل بحوالى ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح"، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام. وأضاف "مسعود"، أن السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس يرجع إلى روايتين، الأولى منهما هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وموسم الحصاد، والثانية هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم تتويجه على العرش، موضحاً أن ظاهرة "تعامد الشمس" على رمسيس كانت تحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبدى أبوسمبل بعد تقطيعهما لإنقاذهما من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من موقعهما القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعهما الحالى، وأصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير، وتم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل". وفى سياق الاستعداد لإحياء ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، والمشرف العام على شئون السياحة والآثار بالمحافظة، أن المنطقة الأثرية، استعدت لهذا الحدث الفرعونى الفريد وهو ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل، لافتاً إلى أن أولى الاستعدادات بدأت من خلال تشكيل فريق ترميم من الأخصائيين الأثريين، لإجراء الصيانة والترميم اللازمة لواجهة المعبدين وتنظيفهما من الأتربة ومخلفات الطيور، وإزالة البقع الناتجة عن مخلفات الطيور عن طريق أخصائي الترميم، مع تثبيت الألوان وإجراء التنظيف الميكانيكى والكيميائى، واستكمال باقى الصيانة الدورية التى تتم بصفة مستمرة للحفاظ على أثرية ورونق المكان. وتابع الدكتور عبد المنعم سعيد، أنه تم تركيب شاشتين عملاقتين لعرض الظاهرة أمام المعبد لتفادى الزحام داخل الممر المؤدى إلى قدس الأقداس، لافتاً إلى صيانة عربات الكهرباء "الجولف" والتي تنقل الزوار من بوابة الدخول إلى ساحة المعبد وعودتهم، بهدف راحة ومساعدة كبار السن والمرضى من الزوار، مضيفاً أن من أعمال تجميل وصيانة المعبد أيضاًَ، هى إجراء صيانة كاملة لشبكة الإنارة والإضاءة داخل المعبد وخارجه، بزيادة مساحة اللاند سكيب المحيطة بالمعبد، وصيانة كاميرات المراقبة والبالغ عددها 64 كاميرا لتأمين منطقة المعبدين بالكامل. وصرح مدير عام آثار أسوان والنوبة، أنه سيتم فتح أبواب المعبد أمام الزوار السائحين الأجانب والمصريين من الساعة الثالثة فجراً وتنظيم دخول وخروج الزائرين بعد خضوعهم لبوابات التفتيش الإلكترونى وتوفير سبل الراحة لهم من خلال تزويد المعبد بعربات كهرباء "جولف" لنقل السائحين وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، إلى داخل ساحة المعبد. وأوضح "سعيد"، أنه تم تشغيل نظام حجز التذاكر الإلكترونية للمواقع الأثرية، داخل معبد أبوسمبل ضمن خطة وزارة السياحة والآثار لتطبيق منظومة التحول الرقمى، ضمن 4 مواقع أثرية تم تشغيل المنظومة الإلكترونية فيها كمرحلة أولى، وهى: "أبوسمبل والمسلة الناقصة ومتحف النوبة ومعبد فيلة"، ومن المنتظر تعميم المنظومة فى باقى المواقع الأثرية الأخرى، لافتاً إلى أن المنظومة تتيح للسائح فرصة حجز تذاكر الدخول للمواقع الأثرية من خلال استخدام ماكينة الحجز الإلكترونى الموجودة أمام المعابد والمواقع الأثرية المراد زيارتها، ويمكن للسائح اختيار طريقة الدفع الإلكترونى والتى يتم ربطها على الشبكة الموحدة بنظام واحد على نطاق الجمهورية. وعلى الجانب الآخر، تقدم فرق الفنون الدولية والمحلية والبالغ عددهم 21 فرقة، عروضهم الفنية بساحة معبد أبوسمبل في صبيحة يوم التعامد، بعد انتهاء متابعة الظاهرة والتى تصل مدتها لنحو 20 دقيقة فقط، ويقدم أعضاء الفرق الفنية والتى منها 10 فرق أجنبية وهى: "فلسطين والسودان وسريلانكا واليونان وبولندا والمكسيك ورومانيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا"، بجانب 13 فرقة مصرية وهى: "أسوان وتوشكى والأقصر وقنا وسوهاج وبورسعيد ومرسى مطروح والحرية والإسماعيلية والعريش والشرقية"، العروض الفنية والتابلوهات الاستعراضية المختلفة التى تلاقى استحسان وإعجاب الجمهور من الحاضرين بمدينة أبوسمبل السياحية. في المقابل، سعت الوحدة المحلية لمدينة أبوسمبل السياحى، إلى تهيئة الأجواء وتوفير مختلف الإمكانيات المتاحة، وتوزيع أدوار العمل والمهام والتكليفات على الجهات التنفيذية، مع الاستمرار فى أعمال النظافة العامة ورفع كفاءة الإنارة فى مواقع عروض الفرق الفنية، وأيضاً أعمال التطوير والتجميل ورفع كفاءة الطرق والشوارع بالمدينة السياحية، بجانب التأكد من توافر وسائل الأمان والحماية والسلامة المهنية، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعداد فى المستشفيات ونقاط الإسعاف والحماية المدنية.




























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;