يأتى اليوم الاثنين عيد الميلاد الـ27 للنقيب مصطفى يسرى، أو كما يُطلق عليه زملاؤه "الشهيد الحى"، وهو بين الحياة والموت، فهو من مواليد 18 يوليو 1989، وبدلاً من الاحتفال بهذه المناسبة مع الأهل والأصدقاء، فإنه يرقد كالجثة الهامدة فى المستشفى، والنقيب مصطفى فى هذه الحالة التى يُرثى لها منذ ثلاث سنوات.
أصيب النقيب مصطفى يسرى أثناء العمل، عندما أطلق عليه قناصة جماعة الإخوان الإرهابية رصاصات اخترقت فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، فهو الآن يُعانى من تلف فى المخ وشلل رباعى بسبب الإهمال الطبى أثناء العلاج، وبالتالى يرقد فى فراشه، لا يسمع، ولا يرى، ولا يتكلم، ولا يشعر بالدُنيا.
نقيب الشرطة مصطفى يسرى هو الابن الأكبر للسيدة وفاء السيد، واللواء يسرى السيد، والأخ الأكبر للنقيب أحمد يسرى الضابط بالعمليات الخاصة، وشقيق سلمى يسرى الطالبة بالصف الثالث الثانوى.. و"الشهيد الحى" خريج أكاديمية الشرطة دفعة 2010.
التقى "انفراد" مع أسرة البطل يوم عيد ميلاده. الذين أكدوا أنهم راضون بقضاء الله وقدره، بنفس راضية وقلب مطمئن، لأن الله رزقهم صبر أيوب، وقالت أسرة البطل: إن الهدية التى يطالبون بها لمصطفى فى عيد ميلاده هى علاجه من التلف بالمخ، لتتحسن حالته.
انقطاع الأكسجين عن المخ 20 دقيقة بسبب إهمال طبى
فى البداية، قال اللواء يسرى السيد، والد "الشهيد الحى" النقيب مصطفى يسرى، اليوم الاثنين، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن نجلى فقد الوعى تمامًا ودخل فى غيبوبة كاملة منذ إصابته فى الأعمال الإرهابية التى حدثت عقب فض اعتصام رابعة العدوية، يوم 14 أغسطس 2013، أثناء أداء الواجب، حيث أصيب بخرطوش فى الفك والساق.
وأضاف والد النقيب مصطفى يسرى أنه تم إجراء له جراحة فى الفك، وتم نقله للعناية المركزة، وبعد أيام أصر مدير المستشفى على خروجه من العناية المركزة، مما أدى إلى إصابته باختناق، نتيجة انسداد أنبوب التنفس، فانقطع الأكسجين عن المخ لمدة 20 دقيقه بسبب إهمال طبى !! رغم أن المخ لا يتحمل انقطاع الأكسجين 3 دقائق.
"الشهيد الحى" مصاب بفيروس سى
وأكد اللواء يسرى السيد، والد الشهيد الحى النقيب مصطفى يسرى، قائلاً: أصيب نجلى بتلف فى خلايا المخ، كما أصيب بعد ذلك بفيروس سى ويحتاج نقل دم باستمرار، ويعانى من مشاكل فى الكبد، وأصيب بجلطة، والرئة اليسرى مقفولة، ويعانى من التهاب رئوى شديد، وبالتالى يعيش على جهاز تنفس صناعى، ويحصل على التغذية فى الوريد وعنده مشاكل فى الإخراج ولازم حقن شرجية، ودرجة حرارته مرتفعة باستمرار، وحالته الصحية من سيئ إلى أسوأ.
مطالب بعلاج البطل من التلف بالمخ
وقال والد النقيب مصطفى يسرى: أنا مش دكتور حتى أتمكن من الوصول للمراكز الطبية والبحثية فى الخارج، مثل أمريكا وألمانيا وإنجلترا، لذلك نطالب الأطباء المسئولين عن علاج مصطفى وأى دكتور يعرف مكان به علاج لتلف المخ يقول لنا، لأننا نتمنى أن تتحسن حاله مصطفى وعلاجه من التلف فى المخ، فيجب على الأطباء المسئولين عن علاج مصطفى التواصل مع زملائهم الخبراء فى الخارج، المتخصصين فى علاج المصابين بتلف بالمخ، لإنقاذ ابنى من المأساة التى يعانى منها طوال الثلاث سنوات الماضية وحتى الآن.
محافظة القاهرة ترفض إطلاق اسم الشهيد الحى على مدرسة الطبرى
قالت السيدة وفاء السيد، والدة النقيب مصطفى يسرى، اليوم الاثنين، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": اتصل بى تليفونيًا مسئول بوزارة الداخلية، وأكدت أننا نطالب بإطلاق اسم مصطفى على مدرسة طبرى الحجاز فى مصر الجديدة، تقديرًا لتضحياته وتخليدًا لاسمه.
وأضافت أن مصطفى كان طالبًا فى هذه المدرسة أثناء مرحلة الثانوى، بعد أيام اتصلت بنفس المسئول بالداخلية قال لى تحدثنا مع مسئول بمحافظة القاهرة، وقال إن تغيير اسم مدرسة طبرى الحجاز صعب، لأنه اسم تاريخى، لكن لو تحبى ممكن يتم إطلاق اسم الشهيد الحى النقيب مصطفى يسرى على الشارع الذى يوجد به منزلكم.
مطالبات بمقابلة الرئيس ووزير الداخلية
وأشارت والدة النقيب مصطفى يسرى قائلة: أنا أكدت للمسئول بوزارة الداخلية مرة أخرى أننى أتمنى تخليد اسم ابنى على مدرسته أثناء مرحلة الثانوى، وقولت لهذا المسئول بوزارة الداخلية إنه لو فى مشكلة أنا مستعدة أطلب مقابلة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أو اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، لتنفيذ مطلبى.
والدة الشهيد الحى: تضحية ابنى فداء لمصر والحمد لله على كل حال
وأضافت السيدة وفاء السيد، والدة النقيب مصطفى يسرى، أنه يوجد 3 مدارس طبرى ثانوى بنين فى مصر الجديدة، وهم طبرى روكسى وطبرى الحجاز وطبرى شيراتون، وسأظل أطالب بإطلاق اسمه على المدرسة التى كان فيها وهى طبرى الحجاز. وطالبت والدة الشهيد الحى المواطنين بأن يتذكروا دائمًا تضحيات الشهداء وأبطال الشرطة، الذين ضحوا بحياتهم ليعيش المواطنين فى أمن وأمان.
وقالت افتكروا الأطفال اللى فقدوا آبائهم، والأمهات اللاتى فقدن أبنائهن، والزوجات اللاتى فقدن سندهن، وأريد القصاص لضنايا ممن سرقوا فرحتى ودمروا حياتنا، وتضحية ابنى فداءًا لمصر، والحمد لله على كل حال وعلى كل شىء، وحسبى الله ونعم الوكيل.
شقيقة الشهيد الحى: ادعو لمصطفى ربنا يشفيه
وقالت سلمى يسرى، الطالبة بالصف الثالث الثانوى، شقيقة الشهيد الحى النقيب مصطفى يسرى، ياريت نعمل خاتمة قرآن ونوهبها بنية الدعاء لمصطفى، ونطلب من ربنا شفاءه، وطالبت بتكريم والدتها، لأنها فعلاً أم مثالية، وتتحمل الكثير، وتتألم كثيرًا بسبب رؤيتها لابنها بين الحياة والموت باستمرار.