عمال صناعة سبائك الألومنيوم فى الدويقة يستنشقون الموت من أجل لقمة العيش.. ينقلونه إلى أفواه المستهلكين بأوانِ ملوثة بالمعادن الثقيلة.. والدخان المحمل بالمواد المسرطنة يضرب المناطق المجاورة

فى منطقة ليست بعيدة عن "حى الزبالين" بالمقطم تتراص مخلفات الألومنيوم التى تم فرزها واستخراجها من محتويات القمامة، تنتظر أن يمنحونها حياة أخرى بعد عملية معقدة وشاقة، لتستقر بعدها فى شكل سبائك لامعة يعاد استخدامها من جديد فى التصنيع.

هذا الحديث عن عملية لإعادة التدوير وصناعة سبائك الألومنيوم يجعلك تتخيل مصنعًا ضخمًا مجهزًا بما يلزم من احتياطات الأمان، وعملية دقيقة لا مجال فيها للعشوائية، يجعلك تصدم برؤية الواقع الحقيقى لما يحدث بتلك المنطقة فى الدويقة، حيث المسابك التى تعمل دون حتى الحد الأدنى لمتطلبات الأمن الصناعى ويستنشق العمال فيها الموت فى كل مرحلة من مراحل تصنيع السبائك.

مراحل تصنيع سبائك الألومنيوم جميع مراحل تصنيع السبائك فى تلك المنطقة قاتلة، سواء كانت مرحلة صهر المخلفات الألومنيوم فى الأفران الحجرية بالمسبك أو تبريدها فى الرماد ثم استخراجها منه وصهرها من جديد لتكوين السبائك.

ورغم الخطورة البالغة لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة أثناء عملية صهر الألومنيوم أو الرماد طوال 8 ساعات عمل كاملة أو أكثر لا تجد واحدًا من العمال يستعين بكمامة على الأنف، ولن تجد أحدًا يرتدى قفازًا ولا حتى ملابس ملائمة لهذا العمل المعقد.

الموت من أجساد العمال لأفواه المستهلكين الأسوأ مما يتعرض له العمال من مخاطر فى تصنيع سبائك الألومنيوم هو أن المواد الناتجة فى النهاية لا تصلح للاستخدام الآدمى وتشكل خطورة كبيرة على الصحة إذا تم استخدامها فى تصنيع الأوانى المنزلية لأن السبائك تتم صناعتها بعيدًا عن أى إشراف ورقابة، خاصة أنها كانت فى الأصل مخلفات يمكن أن تحتوى على معادن ثقيلة ضارة.

من جاور "المسابك" اكتوى بنارها الموت الذى يحاصر العمال فى المسابك لا يقف عند أنوفهم وإنما يمتد الدخان بما يحمله من مواد سامة ومسرطنة كالأمونيا والنيتروجين وأكاسيد الكربون لينشر ضرره بين السكان فى المنطقة المحيطة ويؤذى جهازهم التنفسى وجلدهم.

أخطر بؤر "المسابك" فى مصر المسابك العشوائية التى تعمل دون أية احتياطات أمان ولا رقابة لا تنتشر فى الدويقة وحدها وإنما تشكو عدة مناطق فى مصر من المشكلة نفسها فالربح المرتفع لأصحاب المسابك يجعلها تنتشر فى العديد من المناطق فى مصر، ففى ميت غمر بمحافظة الدقهلية تنتشر مسابك الألومنيوم بكثافة أكبر من أى محافظة أخرى.

وفى الإسكندرية تتركز صناعة السبائك فى منطقة الفراهضة وتنتشر بها المسابك غير الطابقة للمواصفات، أما فى منشية ناصر بمصر القديمة فتتركز المسابك فى منطقة عزبة العرب.












































الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;