بالصور.. منزل حسن البنا مؤسس الإخوان بالبحيرة يتحول إلى مقلب للقمامة ووكر للمجرمين.. الأهالى: آيل للسقوط ويشكل خطورة على المواطنين.. ومجلس مدينة المحمودية يتخذ الإجراءات القانونية لإزالته

عندما تطأ قدماك شارع بكير بمدينة المحمودية بالبحيرة، لابد أن يباغتك منزل مهجور يضم طابقا وحيدا تهدمت أركانه ينعى حظه مع مرور الزمن الذى ولى.. هذا المنزل المهجور هو مسقط رأس الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التى أثارت الجدل طوال قرن من الزمان، ويعتبرها الكثيرون منبع التطرف والإرهاب فى العالم العربى والإسلامى.

منزل البنا الذى كان يتوافد عليه إلى وقت قريب عدد كبير من العرب والأجانب الباحثين فى تاريخ الإسلام السياسى، أصبح مقلبا للقمامة ووكرا للأفاعى والخارجين على القانون، حتى أن أهالى المنطقة المتواجد بها، طالبوا بهدمه بعد أن أصبح آيلا للسقوط وذلك لخطورته على أرواح الناس.

"انفراد" انتقل إلى هناك فى محاولة لرصد المشهد عن قرب ومعرفة تفاصيل لم تحك بعد عن هذا المنزل الذى يشبه تاريخ الإخوان أنفسهم من رحلة الصعود فى العصر الملكى إلى الانكسار فى العهد الناصرى، مرورا بالخفوت فى عهدى السادات ومبارك حتى مرحلة الانهيار بعد ثورة 30 يونيو.

أحمد عشيبة -صاحب محل أحذية أمام منزل البنا مباشرة - والذى طالب الأجهزة المحلية بهدم المنزل الذى أصبح "خرابة"، يقول لـ"انفراد": " فى السنين الأخيرة أصبح المنزل على وشك السقوط ومشاكله كترت وأصبح وكرا للمجرمين، بيعملوا فيه كل حاجه ده غير انه منبع للقاذورات وللأمراض، وحاولنا نسد الباب بطوب ابيض علشان ماحدش يدخل لاقينا الشبابيك اتفتحت وحقن المخدرات على البحرى..علشان كده لازم الحكومة تشوف حل فى البيت ده يا إما ترممه وتعمله حراسه يا تهده ونخلص منه".

وقال أحمد عبد الله أحد أهالى المنطقة، إن هذا المنزل أصبح رمزا للبلطجة تمارس فيه كافة الجرائم من الدعارة إلى شرب المخدرات مرورا بإيواء الخارجين على القانون، مضيفا أن المنزل معرض للانهيار فى اى وقت مما يمثل خطورة على ارواح المنطقة ولابد من هدمه حتى سطح الأرض.

وأوضح عبد الله أنه منذ فتره شب حريق هائل بالمنزل بسبب اشتعال أكوام القمامة التى بداخله وتمكن الأهالى بشق الأنفس من السيطرة على الحريق.

وأكد جمال خطاب المحامى بالمحمودية، أنه تحدث مع أمين عام نقابة المحامين الاسبق أحمد سيف الإسلام حسن البنا قبل وفاته حول مصير منزل عائلته بالمحمودية، الذى أصبح "خرابة" بمعنى الكلمة، ولكن القدر لم يمهله لتنفيذ مشروعه بالترميم، مضيفا أنه كان من الواجب على جماعة الاخوان أن تتبنى مشروع الترميم، خاصة عندما كانوا فى الحكم إبان وجود الرئيس المعزول محمد مرسى، وطالب بمخاطبة السلطات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهدم هذا العقار المتهالك نظرا لخطورته على المجتمع المحلى بمركز المحمودية بعد أن تحول إلى وكر للأعمال غير المشروعة.

من جانبه، قال حمدى عبد العزيز القيادى بالحزب الاشتراكى المصرى وأحد أهالى المحمودية، أن حال هذا المنزل يعكس عدم اهتمام جماعة الإخوان بإحياء التراث الانسانى وتكالبهم فقط وراء السلطة ومغانمها، مضيفا أن هذه الجماعة الإرهابية التى تحمل افكارا عنصرية لا ينتظر منها اى أفعال حضارية لتوثيق التراث المكانى، فهذه الجماعة همها الانقضاض على السلطة فى اى عصر وأى مكان.

وعن ترميم منزل البنا قال عبد العزيز:" إذا خلدت ألمانيا ذكرى هتلر وإذا خلدت إيطاليا ذكرى موسولينى فلتخلد مصر ذكرى حسن البنا"، لافتا إلى أنه لا يجوز ترميم منزل مؤسس الجماعات الارهابية على حساب الدولة ومن أموال الشعب المصرى الذى عانى كثيرا من الإرهاب المتشح بالإسلام.

من جهته أكد أحمد مشهور رئيس مدينة المحمودية أنه تمت مخاطبة وزارة الآثار بما وصل اليه حال منزل البنا الذى بنى منذ أكثر من 100 عام لاتخاذ شئونها نحوه ولكنها لم ترد حتى الآن، مضيفا أنه من حق مجلس المدينة أن يزيل أى عقار بالقوة الجبرية طالما كان هذا المنزل يشكل خطورة على أرواح الأهالى.

وأوضح رئيس مجلس مدينة المحمودية فى تصريحات خاصة لـ " انفراد " أنه جارى اتخاذ الإجراءات القانونية لإزالة هذا العقار بعد فحصه من قبل لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، تمهيدا لصدور قرارا بإزالته وهدمه حتى سطح الأرض.