جاءت وفاة العالم المصرى الكبير أحمد زويل صدمة لكثير من السياسيين والعلماء البارزين فى مصر والعالم أجمع، واتفق كثيرون على أن الراحل وهب حياته فى خدمة العلم والإنسانية. فى الوقت نفسه نال تكريمًا كبيرًا من كثير الدول والجامعات والمحافل الدولية والمؤتمرات العلمية رفع من خلالها اسم مصر عاليا فى كثير من بقاع الأرض.
من جهته، أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق أن العالم المصرى أحمد زويل لا يحتاج إلى تكريم لأنه حصل على أعلى درجات التكريم العالمى والمصرى والكل يقدره جيدا ويقدر علمه واكتشافاته العالمية وهو مثل يجب أن تحتذى به الأجيال والشباب ليكون منارة يضىء لهم طريق العلم بعيدًا عن التفاهات والصغائر والاستناد إلى العلم والقانون واحترام النفس.
أضاف موسى فى تصريحات لــ"انفراد"، أن زويل بدأ فى بناء مدينة للعلوم والتكنولوجيا ونرجو أن يستمر ذلك فى إطار الاتفاقيات والسياسات المتبعة لدعم حركة العلم والبحث العلمى فى مصر وينبغى علينا جميعا بأن نعلم أن وفاة زويل لا تعد نهاية له؛ بل بداية لتخليد ذكراه فى إطار العلم ونحن لا نحتاج إلى تكريمه من خلال الأغانى أو فى الشوارع، وإنما من خلال تخليد علمه واستثماره لينفع الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة.
وقال المفكر السياسى مصطفى الفقى أنه يعرف زويل منذ أكثر من 60 عاما حيث كان زميل دراسة فى محافظة البحيرة مشيرا إلى أنه التقى الراحل خلال آخر زيارة له فى مصر وحكى له زويل عن زوجته سورية الأصل، قائلا: "كانت تجلس إلى جانبى طوال الليل لتعطينى الدواء، أنها وفية للغاية، وكنت كلما أفتح عيناى أجدها إلى جوارى ودام ذلك لأشهر عديدة فهى نموذج يحتذى به فى الوفاء".
أضاف الفقى أن مصر فقدت عالما جليلا متابعا: فقدت الدولة عالما جليلا وفقدت أنا صديقا عزيزا وأفضل تكريم له هو المضى قدما لإحياء روح العلم والبحث العلمى، مشيرا إلى أن كل من يحصلون على جائزة نوبل فى الفيزياء والكيمياء يستحقونها ويستحقون تكريمًا كبيرًا بخلاف جائزة نوبل فى السلام التى تخضع للأهواء الشخصية فى بعض الأحيان كذلك فى الآداب التى تمنح وفقا للمكان الجغرافى.
بدوره قال محمد غنيم أن آخر لقاء جمعه مع العالم المصرى أحمد زويل كان منذ عام تكريم وتحديدا عقب حضوره حفل افتتاح قناة السويس، كما أن هناك اتصالا هاتفيا جرى بينه وبين العالم الراحل فى أعقاب عيد الفطر الماضى تبادلًا فيه التهنئة بمناسبة العيد.
وطالب غنيم بضرورة استكمال مشروع زويل العلمى ودعمه، لافتا إلى أن زويل افتقدته مصر والعالم بعدما فتح آفاقا واضحة للعلم وعلينا جميعا أن نتجاوز الأحزان إلى استكمال مشروعه الأكبر فى تطوير التعليم بمصر.
فيما يرى الأمين العام السابق للجامعة العربية، نبيل العربى، إن الراحل أحمد زويل كان شخصا وطنيا لأقصى الدرجات، ويريد خدمة مصر بشتى الطرق، مضيفا أن هناك طرقا عديدة لتكريم أحمد زويل، منها إطلاق اسمه على إحدى الجامعات إلى جانب تدريس سيرته الذاتية فى المناهج الدراسية.
فيما أكد الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشارى العلمى للرئاسة، إن العالم الراحل أحمد زويل كان رمزا مشرفا لمصر أمام العالم أجمع، كان عالم قدير ومصرى محترم ويضيف للعلم على الدوام وكان مستمرا فى دعم الشباب فى مصر، وقام بأشياء عديدة أراحت ضميره وكان رمزًا مشرفًا لمصر أمام العالم بأكلمه.
وأضاف عضو المجلس الاستشارى العلمى للرئاسة أن زويل توفى كجثمان ولكن ذكراه خالدة وروحه وانتاجه العلمى حاضرين فى أذهان الملايين.
وأشار الباز إلى أن "زويل كان عالما متميزا ويجب السير على نهجه فى إصلاح المنظومة التعليمية، مؤكدا أنه كان قليل التكبر كثير العمل وكان عالما قديرًا وشرفنا كثيرًا وستبقى ذكراه خالده.