بالصور .. أهالى البرلس يطالبون بالحفاظ على صناعة السفن من الاندثار.. صاحب ورشة لتصنيع المراكب: المحليات تحاربنا والخدمات معدومة وهروب الصيادين وتوقف التراخيص أهم عوامل انقراض المهنة

تمتلك محافظة كفر الشيخ أكبر أسطول مراكب بمصر، ففيها أكثر من 900 مركب، ما بين صغيرة وكبيرة لتميزها بصناعة المراكب، وما تم بيعه للدول العربية خلال السنوات الماضية ضعف هذا العدد، إضافة لوجود المئات من المراكب التى يمتلكها الصيادون بمدينة برج البرلس وبقرية برج مغيزل والجزيرة الخضراء، وعمل بعض المراكب بتصاريح فى المياه الإقليمية لبعض الدول العربية، وهذا الكم الهائل من السفن ودقة الصناعة من سنوات عدة دفع "باتريس بوميه" مدير أبحاث المركز الوطنى الفرنسى للبحث العلمى وعالم الآثار البحرى بإنتاج فيلم تسجيلى لـ"ريمون كوبيه" عن هذه الصناعة بالتعاون مع المركز القومى للبحث العلمى ومركز الدراسات بالإسكندرية .

وقال أحمد الجزايرلى، شيخ الصيادين بالبرلس، إن إنتاج فيلم عن صناعة السفن بالبرلس دليل على عراقة تلك الصناعة، مضيفًا أنه لا ينسى مقولة باترس، التى عبر فيها عن تنوع السفن والمراكب بالبرلس قائلاً "إن الشيء اللافت للانتباه هو التنوع الكبير فى مراكب البحيرة وكل نوع مخصص لاستخدام معين، وهناك الفلوكة التى تعمل بالشراع الصغير وتستخدم أشكالاً عديدة للصيد بالشباك وهناك السمبك وهو زورق صغير وخفيف لصياد واحد يعمل به منفردًا، وهناك أنواع فلايك أخرى تستخدم فى نصب شبك الترقيد أو شبك اللفة والشورى، وهناك المركب الكبيرة والشراع المثلث، وهناك مراكب ذات الساريتين وتستخدم كشاحنات لنقل العديد من الأسماك والاستخدامات الأخرى، كنقل البوص الذى يستخدم فى الكثير من الصناعات.

وقال على عبد الرحمن القصاص، صاحب ورشة لصناعة السفن، لدينا أكثر من 8 ورش لتصنيع المراكب بمختلف الأحجام بدءًا من 12 مترًا طولاً إلى 32 مترًا ويختلف تصميم كل مركب حسب المقاس ونوع الصيد فمثلاً مركب الشنشلا الذى يقوم بالصيد على عمق 5 أمتار تقريبًا لابد أن يكون مرتفعًا وهو النوع الذى يعمل فى البحر حتى آخر حدود المياه الإقليمية ويتحمل البقاء به لثلاثين يومًا وحمولته 100 طن تقريبًا ويعمل عليه 50 صيادًا.

وأضاف القصاص كل ورشة يمكنها إنتاج 10 مراكب سنويًا حسب الطلب الخارجى ورواج سوق الصيد داخليًا وتصنع المراكب الخشبية من أخشاب أشجار الكافور والسنط واللبح والتوت المشتراة من المناطق الريفية فى محافظات المنوفية والغربية والبحيرة والدقهلية والأفضل الأشجار القديمة التى يزيد عمرها على 100 عام، لافتا إلى أن الذى به اعوجاج يكون سعره أغلى لأن الطلب عليه أكثر حيث يتم تصنيع معظم المركب والهيكل منه أما الألواح فتستخدم الآن خشب السويد المستورد وهو للأسف أقل جودة من الأخشاب القديمة الباتش باين التى نشتريها من أنقاض المنازل والقصور القديمة، و خشب التك وكان أغلى من الأرو والزان ولا تؤثر فيه الريح أو المياه، وظلت ورش تصنيع المراكب فى البرج تستخدم هذه الأنواع من الأخشاب المستخرجة من المنازل والقصور القديمة وكانت أعمارها الافتراضية لا تقل عن 30 عامًا ولكن المراكب المصنعة من أخشاب السويد لا تتحمل أكثر من 15 عامًا فى أفضل الأحوال بشرط استمرار الصيانة ولذلك فإن أغلب ورش تصنيع المراكب وغيرها بدأت تتجه الآن إلى استخدام الحديد فى صناعتها.

وأضاف أن هذه الصناعة لا تقتصر على مراكب الصيد فقط فنفس هذه الورش تقوم بتصنيع المراكب السياحية المستخدمة فى الغردقة وشرم الشيخ والمراكب النيلية، وتقوم بعض الورش فى قرية البرج بتصنيعها وتصدير هذه المراكب إلى المناطق السياحية وقبرص واليونان وتونس والمملكة العربية السعودية، وحجمها يتحدد حسب الطلب وإن كان أكبرها طوله 30 مترًا وعرضه 8 أمتار ويضم 9 كبائن والتصميم الرئيسى واحد ولكن الاختلاف يكون فى الإمكانات والتجهيزات وتصميم أعلى المركب ولا فرق بين مراكب السياحة أو الصيد إلا فى الفرش والتجهيزات أما أجهزة الملاحة فهى واحدة.

وقال القصاص، رغم أن هذه الصناعة توفر العمل لآلاف من الصناع المهرة المحترفين وتمثل علامة مهمة لمجتمعات السواحل وتدر دخلاً من العملة الصعبة خلال التصدير فكل ورشة تستطيع أن تقوم بتصنيع 10 مراكب سنويًا على الأقل إلا أن العدد تراجع لأكثر من 70%، لتراجع الصيد فى أعالى البحار وأمام سواحل الصومال واليمن وليبيا وصعوبة الحصول على تصاريح الصيد وصدور قرارات بوقف الصيد داخليًا فى البحيرات فى مصر فى فترات طويلة من كل عام.

وأضاف على القصاص، أن مهنة صناعة السفن تراجعت فكنا نصدر 10 مراكب فى العام أما هذا العام يتم صناعة اثنين لتصدريهما للسعودية، وما يعوق عملنا مطاردة مجلس مدينة البرلس بالمحاضر والغرامات وإزالة التعديات فى المنطقة التى نمارس فيها تصنيع المراكب ومضاعفة الأعباء المالية نظير حق الانتفاع ورغم أن المساحة لا تزيد على 1000 متر إلا أن مجلس المدينة يزيدها إلى 2000 متر على الورق بهدف مضاعفة ما أدفعه من رسوم.

وأضاف أن صناعة السفن ومراكب الصيد بدأت فى الانقراض لعدم توفر الأخشاب وغلو الأسعار، وعدم تجديد الصيادين لمراكبهم لتوقف التراخيص، فلا يوجد إحلال وتجديد للمركب، وهناك عدد كبير من الصيادين تركوا المهنة وسافروا للدول العربية للعمل بها والمحليات غير متعاونة.

وقال القصاص: نحن نعمل بدون تقنين وضع منذ 2008م، ونسدد مقابل انتفاع، وللأسف الشديد المحليات لا توفر الخدمات لا كهرباء ولا مياه، وتحرر لنا المحاضر، ومهما حرروا محاضر لنا فلن ترك موقع الورش المجاورة لشاطئ البحيرة لأن صناعة المراكب تستلزم وجود الورش بجوار الشاطئ، ونظرًا لتدنى الخدمات نضطر لتشغيل موتور خاص بالكهرباء، والصياد لا يستطيع دفع ثمن المركب والصيادين هربوا من مهنة الصيد حتى الصناع هربوا واتجهوا للعمل فى الخارج فى مهن متعددة .






























































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;