خالد أبو بكر يكتب .. نصف كلمة حق .. رئيس الوزارة الحالى يرفع شعار «ما باليد حيلة».. والمسؤولون سيرون فى المنام وزير التموين

نظام سياسى فريد فى حكم مصر هكذا هو النظام الحالى، رئيس دوله يعمل ليل نهار يدقق فى كل صغيرة وكبيرة يفاصل مع من يتعاقدون مع الدولة، يتحدث عن مشروعات عملاقة وينفذها فى ضوء إمكانيات متواضعة، يحكم منذ عامين، ويفكر فى سياسات لعشرين عاما، يتخذ من القرارات الموجعة للإصلاح، ولا يبالى بما يسمى شعبية، وإنما سيعطيك الدواء كى تشفى رضيت إم لم ترض سلاحه بقى واستمر كما بدأ «القوات المسلحة»، ولا غيرها ويبدو أنه محق فإذا انتظر أن يصلح الفاسد، فأمامه دهر، وهو ليس لديه رفاهية الانتظار، فالدنيا كلها الحبيب قبل الغريب ينتظر منه الكثير». مشاهد تحدث تستطيع أن تقرأ منها معانى واضحة يحضرنى المشهد الأول: كان أحد الوزراء على المنصة يتحدث عن إنجازات فى مشروعات تحققت، فإذا بالرئيس فجأة يقول بالحرف: «يا كامل يا وزير إحنا مش قولنا الموضوع ده يخلص فى ميعاده». وتشعر وكان الوزير «مش كامل الوزير» غريب عن هذا الحوار تماما فهو حوار بين اتنين فاهمين بعض وعارفين هما فين، ومعاهم كام، وبيعملوا إيه، اللى هما الرئيس السيسى وكامل الوزير، والأغرب أن الرئيس لم يوجه حديثه للوزير المسؤول فى الحكومة، وإنما وجه العتاب لرئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتشعر بأن هناك قاموسا بينهما لا يفهم مفرداته إلا من عاش داخل هذه المؤسسة العريقة. والموضوع ببساطة عند الرئيس أنه لازم يفوز بالماتش، ما عندوش رفاهية الهزيمة، وعنده لاعب جاهز يستطيع وعن تجارب سابقة أن يحسم النتيجة لصالحه ولصالح شعبه، فبطبيعة الحال سيستعين به فورا ودائما قبل أن يضيع الوقت. هذا ما يفعله الرئيس يطلب من القوات المسلحة التى يعرفها عن ظهر قلب أن تخطط وتتعاقد فورا، وتضاعف ساعات العمل وتسلمه المشروعات فى وقت بكل المعانى لا تقوى عليه كل الأجهزة المدنية وللأمانة أيضا فالمقارنة فى الإمكانيات صعبة. المشهد الثانى وهو متكرر بشكل يومى تجد الوزير المختص وملفات كثيرة واجتماع مطول وجها لوجه مع رئيس الدولة، وأعتقد أننا رأينا هذا المشهد مئات المرات، وهذه هى اللقاءات المعلنة، ناهيك عن الاتصالات اليومية واللقاءات غير المعلنة، وهذا أيضا مشهد لا نراه فى الوطن العربى كله، عارف ليه؟ لإن زى ما قولتلك الراجل ماعندوش رفاهية الوقت ويعرف إن النجاح فى الداخل هى القضية الأهم التى يستطيع بها مواجهة العالم أجمع. واعتمادا على رصيده يعطيك الدواء الصعب كى تشفى حتى وإن غضبت أو انتقدت فهو لن يبالى بأحد، ولا يضع نصب عينيه سوى الصالح العام. وطبعا المواطن عاوز يتعالج ويتعلم ويأكل ويشرب، ودى أمور ما فيهاش هزار، يعنى لو ما حصلتش الصورة بتتغير تماما حتى مع وجود شعبية طاغية لمن يحكم. وتبقى فى الدور العاشر وفجأة تنزل للدور الأول، لأن من الغريب بالنسبة لى تماما هو رئيس الوزراء الحالى وهو الذى بات واضحا من سياساته أنه يفضّل الحديث فى الغرف المغلقة ولا يهتم بموضوع الحديث للمواطنين وفى أحسن الظروف يكتفى بشرح ما لديه لبعض الصحفيين. لكن السؤال الذى يسأله كل مواطن ومن حقه: ماذا لدى رئيس الوزراء بالفعل كى يقدمه؟ وهنا أتحدث عن سياسات وخطط اقتصادية أتحدث عن شرح للناس مفصل أتحدث عن لقاءات جماهيرية أتحدث عن أحاديث فى تليفزيون الدولة ولو مرة فى الشهر، لكن يبدو «وقد أكون مخطئا» أنه يتابع سياسة رسمت من غيره وأنه فقط منفذ وليس مفكرا. وأنا لا ألوم على نقص الإمكانيات، فهذا قدرنا جميعا لكنى أقف عند نقص الأفكار التى ستوظف ضعف الإمكانيات لسد الاحتياجات كل ذلك كان مع رئيس الوزراء بالنسبه لى كمواطن أمر يأتيه ولا يصنعه، حتى المتحدث الرسمى باسم الحكومة بات ظهوره للمواطنين أشبه بالعنب البناتى ووجوده فى الأسواق. ما الأفكارالتى خرجت عن رئيس الوزراء؟ متى كانت هذه المرة التى رأيناه يتحدث عن طرق فعليه لحل مشاكل حيوية؟ لماذا يعتقد أن العمل هو وحده يكفى إنما شرح العمل للناس رفاهية؟ يوما بعد يوم يزداد دور المؤسسة العسكرية فى مرحلة البناء وبالنسبة لى الأمر لا يخرج عن كونى كلفت ابنى الكبير بقيادة السيارة لمسافة طويله وقاسية، لحين تمكن ابنى الأصغر من القيادة. لكن المشهد الذى لم يغيب عن بالى فى الأيام القليلة الماضية هو مشهد ما يحدث مع وزير التموين الحالى الأستاذ الدكتور خالد حنفى، وأنا ذكرت الأستاذ والدكتور لأَنِّى متأكد من هذه الدرجة العلمية التى شكك البعض فيها للأسف دون الحقيقة. الحكايه باختصار إن وزير التموين اتفتحت عليه نار جهنم بشكل يفهم من كواليسه أنه سيدخل المواجهة بمفرده، ولا أفهم كيف يقف رئيس الوزراء صامتا أمام ما يحدث مع أحد وزرائه، بل استعجب كيف لا يفهم رئيس الوزراء أن مسؤولية الحكومة تضامنية وأنه عندما يقال لوزير فى حكومته من أين أتيت بمصاريف نومك وأكلك وشربك فإنما ذلك يعد اتهاما للحكومة بأكملها ولرئيسها، ومن الذى يدافع عن الوزير اللى بالتأكيد أنت هتتفق مع بعض سياساته وتختلف مع البعض الآخر كما هو الحال فى كل القضايا ومع جميع المسؤولين. لم أفهم الموقف السلبى لرئيس الوزراء مع وزير التموين، لكنى على الجانب الآخر رأيت تأثير الهجوم على خالد حنفى وقد بات واضحا على الحكومة بأكملها، لأن اختيار وزير التموين لتصويره بصورة تعبيرية بأنه شخص ثرى يبالغ فى الإنفاق وفى نفس الوقت يدعو الناس إلى التقشف، أمر يثير حفيظة المواطن الكادح. لقد نال هذا الهجوم من الحكومة بأكملها وبات المواطن العادى الذى تستفذه الأرقام الكبيرة لضيق حاله، بات يسأل الحكومة: إية الحكومة دى اللى بتقول ترشيد إنفاق وهى بتصرف بالملايين على الأوتيلات لإقامة وزرائها؟ وطبعا لو جبت له ميت دليل هو خلاص لقط الصورة ومش هاتعدى من راسه الحق يا جدع الوزير والسكرتارية والحرس بيقعدوا فى الأوتيل ودفعوا سبعه مليون جنيه وشاطرين بس بيقولولنا شدوا الحزام ويروحوا صندوق النقد وفواتير الكهربا اللى غليت ما الأولى يقولوا للحكومة. هذه البلبلة لصالح من؟ ولماذا تحدث؟ ولمصلحة من؟ هل سيستطيع وزير التموين أن يؤدى يعمله بعد هذه الضجة؟ هل سينام أى وزير آخر مرتاح وهو يرى الرأى العام ينقلب على زميله فى لحظة لدرجة تشكك فى ذمته المالية؟ هل الحكومة تستطيع أن تدفع للوزير هذا المبلغ الإقامه؟ طبعا لا. بس إيه الموضوع وإيه اللى حاصل ده شغل الأجهزة الرقابية ومابقاش ده السؤال دلوقتى، لأن السؤال اللى بيطرحه المواطن البسيط أصبح هو الأهم: إشمعنى هما؟ دول ما بيتشطروش إلا على الغلابة. بكل أمانة والله حرام فى التوقيت ده تحصل هذه البلبلة بالذات ونحن نعلم جميعا أن لدينا من أهلنا وناسنا من هم يتأثرون كثيرا بحكم ثقافتهم المتواضعة بمثل هذه الأمور. إننى أدعو رئيس الحكومة أن يكون أكثر إيجابية فى الدفاع عن أفراد حكومته، وليعلم أنه إن لم يفعل فسيناله هذا الأمر هو نفسه قريبا، كما أدعوا الأجهزة الرقابية إلى إظهار الحقيقة سريعا. الوظيفه العامة لم تعد مغنما، وهذا لا يمنع من انتقاد المسؤول، لكن إن يصل الأمر إلى أن يفقد المواطن ثقته فى الحكومة فهذا أمر يسأل فيه رئيس الحكومة نفسه، لماذا تسمح بذلك؟ ده النصف الأول من كلمة الحق لما ييجى الوقت المناسب هنقول النصف الثانى.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;