فصل رئاسى نسائى جديد، تكتبه فى التاريخ "تساى إنج وين" أول رئيسة امرأة لتايوان فى تاريخها، تلك البلد المعروفة بنزعتها الذكورية الشديدة، وعدم تقبلها لتقلد النساء أرفع منصب فى الدولة، إلا أن التخطيط الصحيح وفساد الرئيس التايوانى السابق "ما ينج جو" كانا السببين الرئيسيين اللذين دفعا الشعب التايوانى لاختيار امرأة رئيسة لهم لأول مرة عندما ذهبوا اليوم إلى مراكز الاقتراع.
"تساى إينج وين" تفوز بمنصب أول رئيسة لتايوان
وأكدت جريدة الـ"واشنطن بوست" الأمريكية، أن المرشحة "تساى إنج وين" رئيسة الحزب الديمقراطى التايوانى، تحظى بشعبية كبيرة حسب جميع استطلاعات الرأى التى انتهت قبل ساعات من بدأ الانتخابات.
وقالت الـ"واشنطن بوست" إن تفوق "تساى" بدا واضحاً على منافسها إريك تشو مرشح الحزب الوطنى الحاكم الذى ينتمى إليه الرئيس المنتهية ولايته "ما ينج جو"، والذى تعرض وحزبه لانتقادات كثيرة خلال فترة حكمه.
"تساى" تقنع أكثر الشعوب ذكورية بقدراتها
وبالرغم من أن "تايوان" كبلد آسيوى معروف بميله لتفضيل المرشحين الذكور، ووضعهم فى المناصب القيادية، إلا أن الرئيسة "تساى" استطاعت إقناع هذا الشعب بقدراتها، وتؤهلها للحصول على أرفع منصب فى البلاد.
يرجع السبب فى تفضيل المرشحة "تساى" أيضاً إلى الاستياء واسع النطاق إزاء سياسات الرئيس ما ينج جو، فى حين يأتى فى المرتبة الثالثة فى قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة "جيمس سوونج".
وشملت القضايا المطروحة خلال الحملة الانتخابية نظام المعاشات الذى أوشك على الإفلاس، وسلامة الغذاء، وارتفاع أسعار العقارات، والركود الاقتصادى، والرعاية الاجتماعية فى مجتمع يتجه نحو تزايد أعداد المسنين فيه مع انخفاض أعداد المواليد.
علاقات الصين وتايوان على المحك بعد فوز "تساى"
وتعد قضية العلاقات بين تايوان وبكين الأكثر اثارة بين الآراء التى طرحتها "تساى"، حيث تفضل هى والحزب التقدمى الديمقراطى المعارض الاستقلال عن الصين، الأمر الذى يجعل العلاقات بين البلدين على المحك، بعد فوزها بمقعد الرئيس بالفعل.
ولا شك أن الأيام القادمة ستشهد فتح هذا الملف بتوسع، وتدهور فى العلاقات أو على الاقل توتر بين البلدين.
رئيسة تايوان تنافس إنجيلا ميركل وهيلارى كلينتون على خطف الأضواء
وبالرغم من وصول عدة سيدات لمناصب رفيعة فى أكثر من دولة تقدمية، إلا أن فوز "تساى" بمقعد الرئاسة التايوانى له طعم خاص، لأنه يأتى لأول مرة، ولأنها أيضاً فازت من أول مرة تترشح فيها، الأمر الذى جعل عدداً من الوسائل الإعلامية يقارن بينها وبين "إنجيلا ميركل" و"هيلارى كلينتون" أبرز سيدتين فى عالم الرئاسة، ولكن ربما تخطف "تساى" بتصريحاتها الجريئة، وسياساتها الدولية المختلفة الأضواء من هاتين الاثنتين وتتفوق عليهما فى الظهور الإعلامى.