فى الذكرى 43 لحرب أكتوبر المجيدة يجرى "انفراد" حوارا مع البطل محمد العباسى ابن مركز القرين بمحافظة الشرقية وأول من رفع العلم على أول نقطة تم تحريرها فى معارك أكتوبر 1973 حيث ولد فى 21 فبراير 1947 وحصل على الشهادة الإعدادية والتحق بالخدمة العسكرية فى 1 يونيو 1967. وكان يعمل قبل خروجه للمعاش فى وظيفة كاتب بالوحدة الصحية بالقرين، محافظة الشرقية ويروى قصص وبطولات وأمجاد الحرب وإلى نص الحوار .
ما هو شعورك عند التحاقك بالجيش المصرى فى أول يونيو قبل نكسة 1967 ؟
تم تدريبنا بشكل كبير وشاق وأصيب الجنود بحالة هستيريا وحزن شديدة لأننا شعب لديه نخوة وعزيمة وإرادة، وتم نقلنا فى الشهر الأول من عام 1968 إلى غرب قناة السويس، حيث كان يبنى الجيش الإسرائيلى خط بارليف حينها واحتلوا سيناء بكاملها وقاموا بوضع المانع المائى و33 دوشمة حصينة، حيث يقول الله تعالى "لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر".
ما نوع الأسلحة الموجودة فى الجيش وقتها ؟
كانت روسيا تعطى الجيش المصرى أسلحة عادية ونوع من الأسلحة يسمى "فهد"، وقامت بإمدادنا بصاروخ تكنيكى كان يسمى "الحية" ومزودة بأحدث الأجهزة تستطيع رصد أى إشارات من جانب العدو بواسطة مهندسين وفنيين.
ما الخطط التى أعدها الجيش المصرى فى حرب الاستنزاف؟
عملت إسرائيل على إضعاف الروح المعنوية للجنود المصريين وقامت بكتابة عبارة على حدودها "ستظل مصر جثة هامدة" عام 1970، ومن أهم أحداث الاستنزاف تكليفى من قائد الكتيبة ومعى 11 جنديا فى دورية ليلا أن نخطف جنديا إسرائيليا وكان لدينا 2 أربيجى وسلاح ونفذنا العملية فى الساعة الثانية ظهرا بنجاح وأسرنا 3 جنود إسرائيليين وعبرنا بهم القناة وكانت فرحة عارمة فى أوساط الجيش وقام الجيش الإسرائيلى بإنزال الطيران صباحا والضرب ليلا ولم يستطيعوا أن يحددوا مخبأ الجنود المصريين، وفى هذا الوقت من يلتحق بالجيش يكون شعاره "النصر أو الشهادة".
كيف استطاع الجيش المصرى رفع الروح المعنوية للجنود وتجهيزهم للحرب ؟
جاء يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 كان الخطبة من التوجيه المعنوى للقوات المسلحة عن الغزوات، حيث تم إلقاء أوامر سرية جدا للجنود ومن المعروف للجنود فى الجيش أن الأوامر السرية ثلاث درجات وهى سرى للغاية ويكون بين القائد والقائد وسرى جدا بين القادة والجنود وسرى بين الجنود وبعضهم البعض وجاءت الأوامر بأن غدا السبت 6 أكتوبر 1973 يوم إفطار، فالرئيس السادات كان يتسم بالعبقرية "لديه مكر الثعالب" وتم توزيع وجبات إفطار علينا ووجبة تعيين يومين والتجهيز للحرب .
كيف كانت لحظات الحرب فى ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 ؟
بدأنا بعمل عمليات تمويه عن طريق نشر غسيل الملابس ولعب كرة القدم أو أى ألعاب أخرى حتى لا يشك فينا أى من جنود الاحتلال والجيش بالكامل كان منتظرا قدوم الساعة الثانية ظهرا وعند بدء المعركة قمنا بضرب الخط الثانى للجيش الإسرائيلى ورجع خط الطيران المصرى بالكامل بعد تنفيذ مهمته ورأينا بأعيننا كلمة "الله أكبر" فى سماء سيناء وأيقنا وقتها أن النصر قادم.
ما هو شعورك بعد أول يوم عودة بعد الجيش ؟
شعرت بفرحة كبيرة والتقيت بالأهل والأحباب والأصدقاء فى القرين وتم تكريمنا تكريما شعبيا ودقت الطبول والأفراح الشعبية وأهل المركز رأوا صورتى فى جريدة الأهرام بجوار الرئيس السادات ومبارك، وكانت الأسعار رخيصة جدا ووصل لتر البنزين 3 تعريفة.
هل ترى أن حرب أكتوبر أخذت حقها التاريخى ؟
الأغانى الوطنية التى تعبر عن الحرب ليست موجودة وهناك الكثير من الأجيال لا تعرف شيئا عن الحرب وهناك تهميش كبير لدور الأبطال الحقيقيين، وأتمنى أن يتم تحديث المناهج الدراسية حتى تحتوى على قصص وحكايات الحرب .
ماذا تطلب من الدولة اليوم ؟
طلبت كثيرا فى وسائل الإعلام المختلفة وفى الصحف أن أذهب لحج بيت الله الحرام على نفقة القوات المسلحة، ولكن الطلب تم قبوله بالرفض، فلا يليق أن يكون هناك شخص حارب من أجل الوطن وعرض حياته للموت ولا يُقبل له هذا الطلب .
