" انفراد " ينشر مذكرات النقيب عبد الحميد خليفة قائد السرية الثانية من الكتيبة ( 83 ) الفائز بالجائزة الأولي في مسابقة القوات المسلحة لعام 1990

بعد مرور 43 عاما علي حرب أكتوبر المجيدة ينشر " انفراد" قصة 200 يوم خلف خطوط العدو في الفترة 6 أكتوبر 1973 وحتى 22 إبريل 1974 والفائزة بالجائزة الاولي في مسابقة القوات المسلحة لعام 1990 بقيادة النقيب آنذاك عبد الحميد خليفة وهو قائد السرية الثانية من الكتيبة 83 صاعقة .

ويروي النقيب في قصته عن مرارة هزيمة يونيو 1967 ويؤكد أن الجنود المصريين كانوا رافضين أخذ إجازات استعدادا ليوم حاسم وهو الحرب حيث قامت القيادة بالتدريب والتخطيط لبعض العمليات السلبية والايجابية المحدودة ضد الاسرائيلين علي الجبهة المصرية .

ويضيف النقيب أنه كان له عظيم الشرف في قيادة الجنود في هذه العمليات وكان أخرها " السبت الحزين" لأنها كانت يوم السبت 30 مايو 1970 والتي تم قبول وقف اطلاق النيران وقتها ويؤكد أنه طال انتظار هذه الهدنة حتي تنتهي ولكنهم لم يتوقفوا عن التدريب المتواصل والشاق في انتظار يوم آت لا محالة وخاصة بعدما استدعاه رئيس الجمهورية الرئيس محمد انور السادات ضمن مجموعة خاصة من الضباط ليؤكد أن المعركة أتيه طالبا منه أن يقص ما حدث لزملائه ويؤكد لهم علي قرب يوم "السبت الحزين ".

وأكد النقيب أن المجموعة تحركت ككتيبة من مكان التمركز الي منطقة البحر الاحمر وكان في اول رمضان المبارك 1973 وكان بداخله شئ قوي يؤكد أنهذا بداية التحرك لليوم المرتقب ولكنه مجرد احساس داخلي وليس معلومة وبعد تسلم المهام بدأ في الشرح التفصيلي حتي تأكد من تفهم الجميع لمهامهم القتالية .

بداية قصة العبور

وأوضح النقيب أنه قام بركوب الطائرات " الهيل " بالترتيب المتفق عليه والجلوس داخل كل طائرة مضيفا أنها رأي بريق الأعين وشعر بالفرحة لدي الجنود وأقلعت الطائرات وصاح الجميع ( الله أكبر ..الله أكبر ... تحيا مصر ) والوصول إلي الخليج وكان لزاما علي الطياريين أن يطيروا علي ارتفاعات منخفضة حتي لا تكتشفهم رادارات العدو فبدأت مراوح الطائرات تداعب مياه الخليج فكأنها تشاركهم الفرحة بالعبور حتي الوصول للشاطئ الأخر فالتزم الجميع الصمت والحذر ونزلوا إلي منطقة الأبرار بالترتيب المتفق عليه والوصول إلي قاعدة الدوريات والتحرك لبث الألغام وعمل الكمائن في طرق تحرك الإسرائيلين وفي صباح اليوم التالي تم الاشتباك مع احدي دوريات العدو التي حاولت المرور في وادي بعبع والقضاء عليه .

ويوضح النقيب أن الإسرائيلين أنتابهم الذكر والخوف وخاصه أنهم غير قادرين علي تحديد المكان وفي اليوم الثالث فتحت مجموعة من افراد مجموعنا النيران علي احدي دوريات العدو التي كان ارسلها لتحوم في المنطقة كجس نبض مجموعتنا واصيب منهم الكثير وفر الباقون.

ودفعت القيادات بأعداد كبيرة من طائرات " الهيل " المجهزة للقتالودارت معركة كبيرة بين مجموعته والقوات الاسرائيلية المحمولة جوا وكثف العدو النيران بالطائرات الهيل وبأفراد الابرار .

مفاجأة غير متوقعة

وكانت المفاجأة الغير متوقعة هي أن الذخيرة الموجودة قد نفذت جميعا عدا بعض الطلقات مما جعلهم لا يتمكنوا من السير طويلا واختاروا ممرا مجوفا طويلا في بطن الجبل وجلسوا فيه واحدا تلو الاخر ومر الاسررائيلين من أمام ولم يشعروا بهم .

ويؤكد النقيب أنه بعد نصف ساعة من المرور بدأ الظلام وأخذ الجنود وبحثوا عن ذخيرة من اماكن أخري وقاموا بدفن أصدقائهم الشهداء وفي فجر اليوم التالي قاموا بالتحرك نحو الشمال لمقابلة طلائع بعض القوات التي كان من المقرر وصولها لمنطقة معينة وهي مجموعة اللواء الاول القادمة من عيون موسي .

اللحظة الحاسمة

وأكمل النقيب أن طلقات الجنود المصريين وقذائفهم كانت أسبق من تفكيرهم في الموقف وعلت كلمة " الله أكبر – الله اكبر – الله أكبر " التي رددوها دون اتفاق مسبق وامرت مجموعته بالضرب وتسلق الجبل مما أدي لسقوط البطل عبدرالروؤف مصابا اصابة بالغة وأثناء استطلاعهم للجانب الخارجي قاموا بكتم أنفسهم حتي قربت هذه المجموعة لمسافة حوالي 10 أمتار وجهزوا قنابلهم اليدوية .

وأخذ البطل أعداد كبيرة من طائرات " الهيل " التي كانت تحوم حول في محاولة لاكتشاف طريق التحرك دون جدوي لدرجة أن كثيرا من الطائرات كانت تحلق فوق المغارة بارتفاعات منخفضة وصلت لأمتار قليلة وبدأو مزالة النشاط مرة أخري وقام اثنين من البدو بالتحرك حول المنطقة وأمر بالقبض عليهم دون ايذاء اعتقادا منهم انهم يعملون لصالح اسرائيل وعند التأكد قام بتهنئتهم وتعجبوا من هدوء تعامل القوات المصرية .

البدو في الصحراء

وعرض النقيب عليهم بعض المهام بعد معرفة تفاصيلهم وحياتهم كاملة وقدموا عرضوا بالطعام والشراب وذهبوا معهم لقريتهم حتي يعلموا مكان تواجدهم ويطمئنوا من عدم ولائهم للإسرائيلين ويقول أن القرية كانت في ظلام دامس وعند سماعهم صوت أمر الجنود باتخاذ اوضاع ضرب النيران وظن أن الصوت من جندي إسرائيلي وفؤجئ بأنه زميل له النقيب مجدي شحاته كان إحدي مجموعات الصاعقة المصرية حيث أمره بالتقدم نحوه ثم واصلوا السير وبعد ساعة عادوا ومععهم التمر والدقيق وبعض الشاي والسكر والمياه وتعاهدوا علي عدم الخيانة بقراءة الفاتحة ودخلوا الجبل الذي اتخذ منه ساترا وفؤجئوا بدورية للعدو فقاموا بإطلاق وابل من النيران ودمروا سيارتين ووجد أحد أفراد المجموعة ينهض مسرعا دون استخدام اي ساتر ويجري في المسافة التي بينهم وبين أي عربة.

وبدأ ينزف البطل عبد الرؤوف مرة ثانية بدأ يضعف وتخور قواه وخاصة مع عدم وجود تغذية ووصلوا إلي أحد المخازن وكان عليه قفل كبير يصعب فتحه ورفعوا الصاج علي ايديهم وأمر عبد الرؤوف بأخذ كميات من التمر والخبز ووضع خمسين جنيه أسفل القفل وثبتها بفتلة رفيعة بحيث لا يلاحظها أحد فعرف البدو أن رجال الصاعقة مثال مشرف للجنود المصريين وكان اليهود ينشطون في المنطقة والمناطق المجاورة مع كل اشتباك في الحصول علي الذخائر والمؤن و كانت زوجة علي رحمها الله تقوم برعي الأغنام في المنطقة التي تتفق علي مقابلتها فيه وتكون معها كل الأخبار .

ويؤكد النقيب أنه في طريق عودتهم متسللين دخلوا اكثر من مرة في مواقع الإسرائيلين دون قصد وخرجوا منها دون أن يدركوا حتي وصلنا إلي خط الفصل بين القوات والتي كانت تحتله قوات البوليس الدولي بعد اثنتي عشرة ليلة من السير المتواصل ، حتي مرت دورية البوليس الدولي فأخذنا المسافة الفاصلة عدوا .

وأنهي النقيب قصته بمقابلة وزير الدفاع في اليوم التالي الذي هنأهم بسلامة الوصول وحضر اللواء طيار آنذاك محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية.

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;