الدكتور أحمد عكاشة لـ"انفراد": الرئيس أخد البلد على الزيرو ويسعى للإبقاء على هذه الدولة.. نحن نعيش حالة حرب.. المسئولون لم يواجهوا المصريين بالحقيقة بعد 25 يناير.. وأطالب الشعب بالصبر والتقشف

أكد الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أخذ الدولة «على الزيرو»، وليس هناك زراعة أو اقتصاد أو تعليم، ولا أى شىء يصنع دولة، الكبارى والسكة الحديد لم تجدد منذ استعمار الإنجليز، فيتم تغييرها وتجديدها الآن. وأوضح أحمد عكاشة فى حواره مع «انفراد» أن ثورة 25 يناير مثلت عنصرًا فارقًا فى الشخصية المصرية التى رأى أنها منذ ذلك الحين بدأت فى التمرد على حالة السلبية والخنوع التى خضعت لها على مدى سبعة آلاف سنة، إلى نص الحوار.. ما رأيك فى دعوة الشعب المصرى لثورة مشابهة لثوره يناير فى 11/11 تحت اسم «ثورة الفقراء»؟ - ثورة يناير لم تقم بسبب الجوع، لكن من قاموا بها هم أبناء الطبقة الوسطى، من خلال ثورة إلكترونية تم فيها تجميع الناس بواسطة مواقع التواصل الاجتماعى، وقياداتهم كانت مدربة بواسطة أمريكا، لأن هناك كتابًا لكاتب يدعى «جين شارب»، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة ماساتشوستس تحت عنوان «كيف تسقط النظام الديكتاتورى بطرق سلمية؟»، وهو ما تم تنفيذه فى ثورة يناير. ما رأيك فى مشكلة غلاء الأسعار، وأزمة السكر، وتدهور الاقتصاد، وعدم توافر وظائف لخريجى الجامعات؟ - الرئيس عبدالفتاح السيسى أخذ الدولة على الزيرو، وليس هناك زراعة أو اقتصاد أو تعليم، ولا أى شىء يصنع دولة، الكبارى والسكة الحديد لم تجدد منذ استعمار الإنجليز، فيتم تغييرها وتجديدها الآن، «أوحش حاجة فى المصريين هى سعيهم للإشباع الفورى»، والبلد فى أزمة، ويجب على الشعب أن يتحلى بالصبر. الدولة لا تحتاج لمؤهلات جامعية، بل تحتاج إلى التعليم الفنى حتى تنهض، كما أن 70% من اقتصاد ألمانيا هو تعليم فنى، مثل الكهرباء والميكانيكا والزراعة. ما الحلول التى تقدمها للمسؤولين لبناء الإنسان المصرى وحل مشاكل البلاد؟ - تطبيق العدل، لأن بطء العدل ظلم يجعل أخلاق الناس سيئة، العدل ليس أن تظل 4 سنوات فى محاكمة شخص، كما أن طريقة التقاضى خطأ كبطء العدالة وتنفيذ القانون، لذا يجب تنفيذ العدالة والأمن الاجتماعى، والشرطة فى خدمة الشعب.. تنفيذ جميع العوامل منظومة لبناء الإنسان المصرى. ما التغيير الذى أحدثته ثورة 25 يناير على الشعب، وهل غيرت من سماته؟ - 25 يناير كان لها دور إيجابى انعكس على شخصية الشعب المصرى، فقد قادته إلى عدم الخوف من السلطة، لكن الشعب المصرى أصبح لا يحترم الكبير أو أى شخص بعدها، ولم يعد يفرق بين الفوضى والديمقراطية، وإلى الآن الشعب المصرى فى حضانة الديمقراطية، لكنه على أى حال بدأ يغير سمات شخصيته التى لم تتغير منذ 7000 سنة. ما رأيك فى وصف الشعب المصرى بأنه «ابن نكتة»؟، وما تقييمك للسمات الشخصية المصرية؟ - النكتة تعبير عن عدوان سلبى يهدد الحالة النفسية، والشخصية المصرية سلبية، تتسم بالخنوع ونفاق السلطة والحاكم، وروح السخرية والفكاهة عدوان سلبى، ومن سمات الشعب المصرى منذ 7000 سنة أنه يعتبر الحاكم إلهًا، ويعتبر نفسه مستعبدًا من الأسياد. انتشرت فى المجتمع العديد من الظواهر غير الأخلاقية، مثل العنتيل، وبعض الحوادث الغريبة والشاذة، ما سبب كل هذا الانحدار المجتمعى؟ - السبب وراء هذه الظواهر الشاذة عن المجتمع المصرى مثلث الفقر والأمية والمخدرات، فالمخدرات تعمل على تغييب الفص الأمامى للمخ، المسؤول عن معرفة حدود التقاليد الاجتماعية، وعدم عمل هذا الفص فى حالة تعاطى الحشيش أو الترامادول أو الهيروين يجعل الإنسان غير مدرك لما يفعل. الإحصائيات الأخيرة تؤكد أن سائقى سيارات النقل الكبيرة يتعاطون الترامادول والحشيش بنسبة تتراوح بين 27 و30%، كما أن أكثر من 80% من السائقين يتعاطون الحشيش، بينما تبلغ نسبة تعاطى الحشيش والترامادول معًا 60 %، لأنهما يعطيان قدرة على التحمل. تتصدر الفضائح الجنسية المشهد بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية خلال السباقات الرئاسية، فهل تثير السلطة الشهوة الجنسية؟ - نعم السلطة تثير الشهوة الجنسية، بل إن أقوى محفز ومنبه جنسى هو القوة، فأى شخص يتمتع بسلطة مالية أو سياسية أو دينية تزداد لديه الرغبة الجنسية، والدليل على ذلك أن أكثر الأشخاص تدينًا يتزوجون من ثلاث إلى أربع نساء، فالقوة التى يستمدون زخمها من التدين تعطيهم إحساسًا بالتفوق يزيد لديهم الشهوة الجنسية، لأن القوة بوجه عام تعطى شعورًا بالثقة فى النفس، كما تعد محفزًا جنسيًا. بالنسبة لارتفاع نسبة الفضائح الجنسية فى أمريكا، يمكن القول إن هذا يعود لكون أهلها بطبيعة أحوالهم من المحبين للفضائح ونشر الشائعات، بخلاف دول أخرى يحرم فيها الدخول فى الشؤون الخاصة، مثل فرنسا وبريطانيا. لماذا لا نسمع عن فضائح جنسية بين أهل السلطة فى المجتمعات العربية بنفس الدرجة الموجودة فى دول الغرب؟ - هناك فضائح جنسية فى المجتمعات العربية، لكنها تظل فى الغالب طى الكتمان، فلا يصح مطلقًا فى المجتمعات العربية سواء الإسلامية أو المسيحية الحديث عن العلاقات الخاصة. هل هناك سبب نفسى وراء ارتفاع نسب الطلاق فى مصر؟ - لا، لكن غالبية الأشخاص يتزوجون بغرض إرضاء الشهوة، وليس الحب الحقيقى الذى يعتبر نفحة من الله، لذا فإن العوامل الأساسية التى أدت لارتفاع نسب الطلاق هى سوء الاختيار، والبحث عن إرضاء الشهوة، وصغر السن، ومن الضرورى التفرقة بين الحب والشهوة. ووفقًا لمركز الإحصاء والتعبئة فإنه يوجد فى مصر 50 % من المتزوجات يُطلقن خلال 5 سنوات، ويرجع ذلك للزواج من أجل الشهوة، وسوء الاختيار، فإذا اختفت الشهوة يحدث الطلاق. ذكرت أبحاث علمية نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية أن القاهرة من أكثر مدن العالم إرهاقًا وإجهادًا، وسكانها الأكثر عرضة للاكتئاب فى العالم، ما تفسيرك لهذه الدراسة؟ - هذا الكلام غير صحيح، ومبنى على أفكار غير علمية، لأن الاكتئاب مرض يعالج بواسطة الأطباء، ونسبته فى العالم من 3 إلى 5% من مجموع أى شعب، ولا يوجد فرق فى الاكتئاب بين الشعب الفقير والغنى، والدليل على ذلك أن أكثر البلاد غنى فى العالم ترتفع بها نسبة الاكتئاب لسهولة وتوافر كل شىء، وعدم وجود الحماس لديهم للوصول لأى شىء. أما بالنسبة لمصر، فما يوجد بين الناس هو ضعف الروح المعنوية وليس الاكتئاب، لأن توقعات الناس بعد ثورة 25 يناير كانت عالية جدًا، ولم يتم الوصول إليها، مما أدى إلى إصابة الشعب بالإحباط، فالخطأ الأكبر للمسؤولين بعد ثورة 25 يناير كان وعدهم للناس بزيادة الرواتب، وتوفير فرص العمل، وغيرها من الوعود التى أعطت أملًا للشعب، ولكنها أدت إلى إحباطهم بعد ذلك لعدم تحقيقها، لعدم توافر أموال فى البلاد أو موارد توفر الإشباع الفورى للشعب. عمومًا توقعات الناس بعد ثورة 25 يناير كانت عالية جدًا، والبلاد ليست بها موارد مالية، والمسؤولون لم يواجهوا الشعب بالحقيقة، مثل العديد من البلاد الأخرى التى تواجه شعوبها بالحقيقة وتعيشه حالة من التقشف، لذا يمكن القول إن أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين المصريين هو القلق النفسى. وفى النهاية وجه الدكتور أحمد عكاشة رسالة إلى الشعب المصرى قائلًا: «نحن فى محنة وحالة حرب، كل بلاد العالم تريد لمصر أن تختفى كدولة، والرئيس يعمل للإبقاء على هذه الدولة، وحتى تتحسن البلاد يجب أن نعيش وقت المحن، وإذا ما أردنا التذكر، فإن كل الرؤساء السابقين فى عز الحروب التى عايشتها مصر كانوا يعيشون فى أجواء من الرقص والموسيقى والغناء. يجب أن يعيش الشعب التقشف، وعندما أقول التقشف، فإننى أقصد أنه يجب أن يكون لجميع أفراد الشعب وليس الفقراء فقط، وبالصبر وثقافة العمل ستتحسن البلاد. وأقول لمن يريد إشاعة روح التشاؤم، نحن لا نملك رفاهية التشاؤم، لأن البلد على الصفر، ويجب التفاؤل بأن البلد سيتحسن، ومن الضرورى تعزيز المثابرة والإصرار، لأن نهضة مصر لن تتأتى بواسطة مسؤول حكومى، ولكن ببناء الإنسان المصرى الذى يجب أن يتخلى عن السلبية والسعى نحو الإشباع الفورى، ونفاق الحاكم، وعلى المواطن أن يعزز فى داخله قيمة حرية التعبير.








































الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;