قادة الفصائل الفلسطينية فى ذكرى استشهاد ياسر عرفات: القضية تراجعت لأدنى مستوياتها.. المشهراوى: أبو عمار زعيما خالدا زرع المحبة بين شعبه.. والبطش: ماضون على خطاه وسنعمل على تحقيق الوحدة الوطنية

تحل علينا اليوم الذكرى الثانية عشر لاستشهاد الرئيس الفلسطينى الشهيد ياسر عرفات، الذى حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك إسحق رابين ووزير خارجيته شيمون بيريز، بعد التوصل إلى اتفاقات السلام عام 1993. ويحيى الفلسطينيون ذكرى رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات الذى أسس لمفهوم المقاومة للاحتلال الإسرائيلى والتمسك بالثوابت الوطنية والدفع دوما نحو تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق أهداف الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعيا للشعب الفلسطينى. توفى ياسر عرفات عام 2004، عن عمر ناهز 75 عامًا، فى مستشفى "كلامار"، العسكرى فى العاصمة الفرنسية باريس، إثر تدهور سريع فى صحته لم تتضح خلفياته، عقب حصاره من قبل الجيش "الإسرائيلى" فى مقره بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، لعدة أشهر. فيما دعا قادة الفصائل الفلسطينية لتكريس نهج الشهيد الراحل ياسر عرفات فى تحقيق الوحدة الوطنية وأهداف الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطينى. بدوره قال القيادى البارز فى حركة فتح سمير المشهراوى إن الفلسطينيين يعيشون أسوأ الظروف فى تاريخ القضية الفلسطينية، موضحا أن ذكرى رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات تمر فى وقت تختلف عن السابق فى ظل أجواء الهم والإحباط واليأس التى دبت فى أوساط الشعب الفلسطينى. وأكد المشهراوى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، اليوم الجمعة، أن القضية الفلسطينية تتراجع حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها فى ظل ضعف حركة فتح وزراعة الأحقاد والانقسامات داخل الحركة وفى الوسط الفلسطينى، موضحا أن المواطن الفلسطينى يفتقد زعيم ورمز بحجم الشهيد ياسر عرفات. وأكد المشهراوى أن الفلسطينيين يغلب عليهم الحنين فى هذه الأيام فى ذكرى ياسر عرفات، ويستحضرون فترة حكمه لأنهم فى مرحلة غاية فى الصعوبة والحساسية لأنها مرحلة تيه وضياع يدفع الفلسطينيون للافتقاد لأبو عمار الذى كان يتمتع بصفات يحتاجها الفلسطينيون، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية "تضربها أمواج" الانقسامات والأحقاد فى ظل ضبابية القيادة الحالية وفشلها فى كل المحطات. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تحت قيادة محمود عباس فى هذه المرحلة تدفع الفلسطينيين لاستحضار الشهيد أبو عمار بصفته رمزا وطنيا لم يتكرر فى الساحة الفلسطينية، موضحا أن أبو عمار رسم خارطة فلسطين على "الكوفية" التى أصبحت جزءا من هوية الشعب الفلسطينى. وتابع المشهراوى أبو عمار زعيم يستطيع أن يقود شعبه ويمتلك من الحب يفيض به على الناس ويزرع المحبة بين أبناء شعبه فهو كان حريص على وحدة الشعب الفلسطينى، فلو كان أبو عمار حاضرا لما حدث الانقسام بين غزة والضفة،ولو كان أبو عمار حيا لما حدث انقلاب حماس.. كان سيلجأ لأخذ طائرته والذهاب لقطاع غزة مثلما فعل فى طرابلس". وشبه المشهراوى الرئيس الراحل ياسر عرفات بالقائد الذى كان يتسامى فوق الجراح ويترفع عن الأحقاد ولم يعاقب خصومه، وأن يقطع أرزاق الناس وقوت أبنائهم، مشيرا إلى أن الحنين إليه دائم لذلك يستخدم مصطلح الخالد باعتباره زعيما خالدا فى وجدان المواطن الفلسطينى. فيما أكد عضو المكتب السياسى لحركة الجهاد الإسلامى، خالد البطش، أن حركته تؤكد وفاءها للشهيد الراحل أبو عمار والتمسك بالثوابت وبكل فلسطين، موضحا أن الجهاد متمسكة بالثوابت الفلسطينية والإسلامية والوطنية وتعمل على الحفاظ على فلسطين وعدم الاعتراف بشرعية المحتل الإسرائيلى. وشدد البطش، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، اليوم الجمعة، أن خيار حركة الجهاد الإسلامى سيكون المقاومة التى قضى من أجلها أبو عمار وعدم الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلى، سيبقى خيار الجهاد هو خيارنا التى قضى من أجلها أبو عمار عدم الاعتراف بشرعية المحتل، مشيرا إلى أن حركته ماضية على خطى أبو عمار فى الجهاد ولن تتنازل عن أى شبر، وستعمل على تحقيق الوحدة الوطنية التزاما بما عهده الفلسطينيون من أبو عمار وقادة الفصائل الفلسطينية العظماء. وأكد البطش حدوث تراجع كبير فى القضية الفلسطينية فى ظل تراجع كبير من قبل الدول العربية فى الاهتمام بالقضية الفلسطينية فى ظل الانقسام الفلسطينى الضارب فى البلاد منذ عشر سنوات، مؤكدا أن الربيع العربى الذى جعل القضية الفلسطينية فى ذيل قائمة الاهتمامات العربية، مشيرا إلى تمسك الشعب الفلسطينى بثوابته الوطنية والدليل تمسك فصائل المقاومة بنهج أبو عمار وفتحى الشقاقى والشيخ أحمد ياسين. بدوره قال صالح ناصر عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إنه فى الذكرى الثانية عشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار": نتذكر القائد أبو عمار فى منعطفات كثيرة، نذكره فيما كنا نختلف معه وهو مهم، ونذكره فيما نتفق عليه وهو الأهم، فالرئيس الراحل ترك إرثاً نضالياً كفاحياً كبيراً، لخدمة القضية الفلسطينية التى لن تموت فينا أبداً، وأبرزها الوحدة الوطنية المؤسسة على رفقة الخندق الواحد، وكانت الخلافات تذوب فى بوتقة الوحدة ضد الاحتلال والاستيطان والعدوان، نحن عرفناه فعلاً قائداً وطنياً وحدوياً، عرفناه بصوته المجلجل يا جبل ما يهزك ريح. وأضاف ناصر، برئاسة الرئيس الراحل أبو عمار باتت منظمة التحرير الفلسطينية الخيمة التى يتفيأ بظلها كل وطنى وصارت ائتلافاً وطنياً شاملاً لكل قوى وفعاليات الشعب الفلسطينى لتتجسد فيها مجدداً وحدته السياسية، فقد كان هذا ولا يزال الممر الذى لا مناص منه من أجل انتزاع الاعتراف الدولى بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره واعتراف الشرعية الدولية بحقوقه الوطنية فى العودة والاستقلال والحرية. وأوضح أن الانقسام هو الآفة الكبرى التى تفتك بجسد الحركة الوطنية ويستنزف طاقاتها فى مواجهة قمع الاحتلال واستشراء الاستيطان وتهويد القدس، وهو الذريعة لتشديد الحصار على قطاع غزة وزجه فى الدرك الأسفل من الجحيم، والانقسام يضعف النضال الفلسطينى فى تعزيز الاعتراف الدولى بحقوق الفلسطينيين الوطنية، والانقسام يزج بالنظام السياسى الفلسطينى فى مأزق تآكل الشرعيات، وانتهاك السلطات ومصادرة حق المواطن فى انتخاب ممثليه. وفى إطار ذلك، دعا القيادى فى الجبهة الديمقراطية إلى الإسراع فى إنهاء الانقسام المدمر من خلال حوار وطنى شامل، يزيل العقبات أمام تنفيذ اتفاق القاهرة 4/5/2011 وتشكيل حكومة وحدة وطنية تنقذ غزة من ظلام الانقسام وإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطنى وفق التمثيل النسبى الكامل، وتوحيد المؤسسات وتوفير مقومات الصمود للشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال، ووضع استراتيجية وطنية لانتشال الحركة الوطنية من أزمتها، خصوصاً بعد وصول مشروع اتفاق أوسلو إلى نهايته تضمن تطبيق قرارات المجلس المركزى بوقف التنسيق الأمنى والعمل على إلغاء اتفاق باريس الاقتصادى وسواه، وإعادة الاعتبار للبرنامج الوطنى الفلسطينى الموحد، وشق الطريق أمام الانتفاضة الشعبية على طريق العصيان الوطنى الشامل لدحر الاحتلال وطرد الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. وشدد القيادى فى الجبهة الديمقراطية على ضرورة تدويل القضية الفلسطينية، وتقديم قرار البناء على قرار اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأممى 194، بتقديم مشروع جديد للأمم المتحدة وفق قانون متحدون من أجل السلام، الاعتراف بدولة فلسطين عضواً عاملاً كامل العضوية فى الأمم المتحدة.



الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;