رئيس البعثة الأثرية اليونانية يكشف مكان مقبرتى الإسكندر الأكبر وكليوباترا.. هارى تزالاس يحذر فى حوار «انفراد» من إنشاء متحف أثرى تحت الماء.. والقنبلة اليدوية من العصر الإسلامى أهم الاكتشافات

نقلا عن العدد اليومى... مازال معرض «أسرار مصر الغارقة»، الذى يعرض فى المتحف البريطانى بإنجلترا، يحقق إقبالا شديدا من جميع أنحاء العالم، فنسبة الإقبال تفوق كل التوقعات، بعد أن ساعد فى رسم ووضع مصر على خريطة السياحة العالمية، فالمعرض يضم 293 قطعة أثرية مقسمة كالتالى: 23 قطعة من المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، و12 من متحف مكتبة الإسكندرية، و209 قطع من المتحف البحرى، و18 من المتحف المصرى بالتحرير، و31 قطعة من المتحف القومى بالإسكندرية، ونظرا لأهمية الحدث الضخم أجرت «انفراد» حوارا خاصا مع هارى تزالاس، رئيس البعثة اليونانية للآثار الغارقة بمدينة الإسكندرية، ليجيب عن جميع التساؤلات، ومنها هل سنعثر على مقبرة الإسكندر الأكبر أو كليوبترا؟.. وإلى النص الكامل.. ما سبب عمل بعثتك فى مدينة الإسكندرية حتى الآن؟ ولدت بالإسكندرية، وعشت بها فترة وكتبت كتبا عديدة عنها، أنا مؤرخ متخصص فى تاريخ بناء السفن القديمة، وعلم الآثار الغارقة، ومؤسس وعضو فى المعهد اليونانى لدراسات الإسكندرية القديمة، وفى العصور الوسطى، وعملت رئيسا له لمدة من الزمن. كم عدد سنوات عمل البعثة اليونانية فى الإسكندرية؟ وما الهدف الرئيسى للبعثة؟ - فى عام 1997 حصلت البعثة اليونانية للمعهد اليونانى لدراسات الإسكندرية القديمة، وفى العصور الوسطى اليونانية، على تصريح من المجلس الأعلى للآثار بمصر لمسح مساحة تقدر بحوالى 14 كيلومترا مربعا من سواحل الإسكندرية، والتى تمتد من منطقة «السلسلة» إلى «المندرة»، وقد قامت البعثة بتنفيذ 29 بعثة استكشافية خلال 19 سنة متواصلة من المسح الأثرى تحت الماء والدراسات الجيوفيزيائية. ما أهم الصعوبات التى تواجه عمل البعثة؟ - فى الواقع تواجهنا عدة صعوبات، على الرغم من أن العمق لا يمثل مشكلة حقيقية، فإن المشكلة الرئيسة تكمن أننا نعمل فى منطقة مكشوفة تماما، مع عدم وجود حماية من الرياح الشمالية والشمالية الشرقية السائدة فى المنطقة، وفى كثير من الأحيان فإن الرؤية محدودة جدا، ومعظم المكتشفات وزنها يتخطى الطن، والتى تجعل انتشالها ودراستها صعبة ومكلفة للغاية. ما أهم الاكتشافات بعد هذه السنوات من العمل؟ - تم اكتشاف قنبلة يدوية من العصر الإسلامى فى جزيرة ميامى، ربما يرجع تاريخها إلى القرن الثامن الميلادى، وهى ذات أهمية خاصة، وكذلك تم العثور على محجر كبير فى المياه الضحلة فى منطقة الإبراهيمية، والذى يرتبط ببناء أول جدران دفاعية فى الإسكندرية، ولكن الاكتشاف الأكثر أهمية على الإطلاق، هو اكتشاف وانتشال برج من الجرانيت الأحمر يعود لصرح يشكل جزءا من مدخل معبد إيزيس لوكياس بمنطقة «السلسلة»، وهذا المعبد يرجع لعصر كليوباترا السابعة، آخر ملكة لمصر، وهذا العمود موجود الآن فى منطقة «كوم الدكة» بعد أن تم ترميمه وحفظه. وماذا عن التماثيل الضخمة التى يتم اكتشافها، هل من السهل انتشالها ونقلها؟ - فى نطاق عمل البعثة لم يتم العثور على تماثيل ضخمة، ولكن كان هناك تمثال كبير فى منطقة «السلسلة» تم اكتشافه فى أوائل عام 1960، والذى عثر عليه الغواص الشهير كامل أبوالسعادات، الذى يرجع له الفضل فى كثير من اكتشافات الآثار الغارقة فى الإسكندرية. ماذا عن القطع التى يتم انتشالها، هل يتم إرسالها إلى متحف أو مخزن وغيره؟ - باستثناء العمود الجرانيتى الذى تم انتشاله وترميمه وعرضه فى منطقة «كوم الدكة»، فإنه غير مسموح بانتشال أى قطع أثقل من 100 كيلوجرام بدون الحصول على إذن خاص. أثناء عملك بالبعثة اليونانية، ما أبرز المعلومات عن وجود مقبرة كليوباترا؟ - هناك فرق بين ضريح كليوباترا، الذى شيدته فى حياتها باعتبارها ملكة مصرية، والمعروف موقعه بشكل تقريبى، وبين قبرها الذى دفنت به بالفعل، أما المقبرة الملكية وحسب تخمينى الشخصى فهى ربما تقع فى أقصى شرق الإسكندرية، خلف حدائق الشلالات، ولكن لا بد أن نأخذ فى الاعتبار أن العديد من الآثار القديمة قد اندثرت واختفت تماما نتيجة التوسع العمرانى للمدينة فى القرن الـ19، وكذلك نتيجة الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والتسونامى وغيرها. وماذا عن اكتشاف موقع مقبرة الإسكندر الأكبر؟ - هناك إشارات فى أكثر من 20 مصدرا تاريخيا تؤكد أنها تقع بمدينة الإسكندرية، تلك المدينة التى أسسها بنفسه، وحتى عام 1960 كان هناك اعتقاد سائد بأنها تقع بالقرب من مسجد النبى دانيال، ولكن الحفائر البولندية أثبتت آراء مختلفة عن ذلك، خاصة أن وسط مدينة الإسكندرية فى العصر الرومانى المتأخر يقع أسفل «كوم الدكة»، وفى اعتقادى أن مقبرة الإسكندر قد دمرت بنفس الطريقة التى دمرت بها مقابر البطالمة، وقد يمكننا فى المستقبل، وعن طريق صدفة بحتة أن نعثر على دلائل تشير إلى مكان وجود المقابر الملكية، ولكن لا نتوقع العثور على مومياء للإسكندر الأكبر. ما رأيكم فى إنشاء متحف تحت الماء فى الموقع؟ - فى رأيى بشكل عام، فإن تخطيط وإنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة فى جميع مواقع البحر المتوسط بشكل عام هو نهج خاطئ، ومثل هذا المتحف لن يكون مفيدا أبدا فى الإسكندرية، ويعد إهدارا للمال دون نتائج إيجابية، ودعونا نفترض أن المتحف المقرر سيكون فى منطقة مفتوحة من الساحل الشرقى، حيث تعمل البعثة اليونانية، فإن مدى شدة الرياح الشمالية الشرقية، وعدم وضوح الرؤية تجعل المتحف متاحا فقط عدة أيام على مدى العام، والشىء نفسه أيضا فى منطقة «قايتباى»، حيث إن إنشاء متحف تحت الماء داخل الميناء الشرقى يؤدى إلى أن يتم تغطية القطع الأثرية باستمرار تحت الرمال، وعليه فهى فكرة ليست جيدة، حتى لو تم إنشاء مثل هذا المتحف، فسوف يزوره فقط عدد قليل جدا من الزائرين. هل تم اكتشاف أى آثار مصرية مماثلة لتلك اليونانية؟ - بالنسبة للآثار الغارقة فى اليونان، فإن انخفاض وهبوط الساحل اليونانى فى البحر المتوسط يختلف عنه فى مصر، مثل منطقتى «قايتباى» و«أبوقير» مثلا، حيث عثر فيهما على العديد من التماثيل الأثرية، وفى السواحل اليونانية تم اكتشاف عدد يقارب الـ 1000 من حطام السفن، وبعضها عثر عليها بحمولتها كاملة، وكذلك تم العثور على نماذج جميلة من التماثيل من العصور القديمة والهيلينستية، والتى استخرجتها شباك الصيادين، وكذلك توجد بعض المواقع التى ترجع لعصور ما قبل التاريخ، وفى مصر وفى دلتا النيل تحديدا كانت تقع العديد من المدن التاريخية الكاملة، التى تعود لعصور إغريقية، مثل ميناء «كانوب» و«مينوثيس». فى رأيك، هى الآثار المعروضة فى المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية تعد كافية لتوضيح طبيعة هذه الحقبة؟ - من المؤسف أنه لم تتم إعادة بناء المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية لسنوات عديدة، وظلت هذه التحف فى المخازن بعيدا عن متناول الباحثين والزوار، ذلك أن المجموعة التى يحتويها هذا المتحف تعد من أهم المجموعات فى العالم التى تعود لتلك الحقبة، وأتمنى أن يعاد افتتاح المتحف فى أقرب وقت ممكن. ما اقتراحاتكم لتعزيز العلاقات الثقافية بين مصر واليونان؟ - نظم أحد متخصصى علم المصريات باليونان، وهو الدكتور فاسيليس خريسو كوبولوس، زيارة لـ 100 فرد من العلماء اليونانيين إلى معبد لبعض الآلهة المصرية فى منطقة «ماراثونا» بالعاصمة أثينا، ذلك المعبد المعروف لعدد قليل فقط من اليونانيين أنفسهم، ولهذا كان من المهم جدا التعرف على موقع هذا المعبدالمصرى، والعديد من التماثيل المخصصة للآلهة المصرية القديمة، مثل المعبودة إيزيس على سبيل المثال، وغيرها من المعبودات المصرية القديمة، وهذا يوضح لنا أن التأثير المتبادل بين الحضاريتين يعود لآلاف السنين.








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;