حكاية 7 آلاف عام إبداع هندسى لمواجهة السيول.. الفراعنة ابتكروا حلولا هندسية للاستفادة من الأمطار بـ"طيبة".. أقاموا سدودا حجرية حول الكرنك.. وتفننوا فى تصريف المياه من أسقف المعابد والمنازل

منذ 7 آلاف سنة مضت وعلى أرض مدينة "طيبة" قديما كانت تهطل الأمطار، وتأتى فى كل عام الفيضانات التى تعتبر من الكوارث الطبيعية حاليا، ولكن قديما كانت تعتبر موسما للرخاء والنماء والزراعة وخلافه، فقد أثبت الفراعنة على مر العصور وفى كل كارثة تحدث فى مصر، أنهم كانوا حضارة جبارة واستطاعوا عمل كل شيئ وحل كل الأزمات بأفكار، وإبداعات مبتكرة جعلت العالم بأكمله يتحاكى ويعشق التاريخ الفرعونى القديم، فمنذ أيام قليلة أعلن هيئة الأرصاد الجوية احتمالات هطول أمطار غزيرة وسيول على عدد من محافظات جنوب الصعيد وحذرت من عواقبها، فتحركت بدورها القيادة فى محافظة الأقصر لعمل خطوات استباقية قبيل وصول تلك التحذيرات وتحولها لواقع. وبالفعل نفذت محافظة الأقصر خطوات للعمل على مواجهة السيول عبر عدة جوانب كانت أهمها هى القيام بحملات مكثفة وجولات لكافة قيادات المدن والقرى والمحافظ محمد بدر على كافة مخرات السيول فى المحافظة، التى حدثت عليها تعديات كارثية منها البناء على المخرات من قبل المواطنين للحصول على مأوى لهم أو تعرض عدد منها للتلف والانسداد لعدم المتابعة المستمرة فى كافة شهور السنة والاهتمام بها مع دخول فصل الشتاء فقط، وكذلك وجود ظروف قد تودى بكوارث حال تعرض الأقصر للسيول وهى قرب عدد كبير من القرى والمنازل للمناطق الجبلية، التى تتجمع فيها المياه، وأيضا مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية فى مختلف مدن المحافظة بجانب تلك المخرات. ويعود الطيب غريب، كبير مفتشى معبد الكرنك، للحديث عن ما قبل 7 آلاف عام، قائلا إن الفراعنة ملوك الدولة القديمة، كانوا يستعدون كل عام لتلك الأمطار والفيضانات التى تحدث فى مدينة طيبة عاصمة الدولة المصرية القديمة، بابتكارات مختلفة تماما حيث استغلوها فى الزراعة والنماء، وكذلك أقاموا ما يسمى بـ"السد الحجرى" أمام معبد الكرنك فهو كان عبارة عن حائط صد للفيضان، وكان أكبر وأعظم سد أقيم فى التاريخ القديم، الذى تم اكتشاف حوالى 400 متر منه حتى الآن، والتى كانت تحيط معبد الكرنك من مختلف الجهات للحفاظ على موروثاتهم وتاريخهم القديم. ويضيف الطيب غريب فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الفكر الهندسى عند المصرى القديم كان يساعده فى التغلب على مياة الأمطار الغزيرة بابتكار حوائط صد مميزة للغاية، حيث نجحوا فى عملية "تصريف للمياه" فى كثير من المعابد المصرية فكانوا يقومون بعمل ما يشبه "الميازيب" لتصريف المياه من الأسقف للحفاظ على ألوان المعابد، وتفننوا فى عملها باشكال فنية على شكل حيوانات، ما يشبه الممرات والأخاديد لتصريف مياه الأمطار قبيل تسببها فى أية أضرار بجدران وأعمدة المعابد. أما فى عام 2016 وقبيل أيام من دخول فصل الشتاء بكامل قوته فى الأقصر، فقد قامت المحافظة بعدة خطوات لمواجهة السيول والأمطار الغزيرة، التى تصيب القرى ومنازلها وشوارعها، ذات الطابع القديم المبنية بالطوب اللبن، والشوارع غير الممهدة بصورة تليق بالمواطن، وكذلك المنازل والمبانى والمدارس المتراصة بجوار الجبال وبالقرب من مخرات السيول فى مدن إسنا وأرمنت والقرنة والطود فى الغرب والشرق، فمن جانبهكلف الدكتور أسامة الدسوقى، وكيل وزارة الصحة بالأقصر فريق إدارة الأزمات بالمديرية المكون من الدكتور عبدالرءوف الأمير، مدير الطب الوقائى والدكتور خلف عمر مدير مستشفيات الأقصر، والدكتور محمود عبدالناصر، مدير إدارة الطود الصحية، وفريق الطب الوقائى بالمديرية، بمتابعة كافة البلاغات وحالة الطقس أولا بأول بصورة يومية، لكى يكونوا مستعدين تمام لمواجهة أية أمطار أو سيول تحدث فى المحافظة خلال الفترة المقبلة. أما محمد بدر، محافظ الأقصر، فقد عقد عدة اجتماعات مع كافة قيادات المدن والقرى والمديريات المختلفة بالمحافظة لوضع تصورات ورؤى المسئولين لمواجهة أزمة السيول التى عصفت بعدة قرى ومحافظات أخرى وخلفت دمار كبير خلال الفترة الماضية، وذلك لعدم تكرار تلك الكوارث فى الأقصر. فيما قام اللواء هانى عبد المقصود، سكرتير عام محافظة الاقصر، وكافة المديريات والجهات المعنية، بتنفيذ خطة مجابهة السيول، التى تشمل تحرك عناصر إدارة الأزمة إلى موقع السيول والأمطار الغزيرة، وإخطار الجهات المعنية وإبلاغ مسئولى الكهرباء لفصل التيار عن المنطقة موقع الحدث ومسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى والوحدات المحلية للدفع بسيارات الكسح لشفط المياه من الشوارع، وحال تلقى بلاغات بإنهيار منازل أو نشوب حريق جراء السيول والأمطار، سيتم الدفع بسيارات مطافئ وإسعاف للسيطرة على الوضع، بالإضافة الى فتح معسكرات إيواء مجهزة بالخيام بمختلف المناطق المتوقع هطول السيول والأمطار عليها، وفتح وحدات سكنية مخصصة لتسكين المتضررين. كما شملت الخطة التى أعدتها المحافظة لمواجهة السيول وأخطارها إبلاغ وتوجيه أجهزة المرور لإجراء التحويلات المرورية، وتوجيه قائدى المركبات إلى طرق بديلة بعد وقف حركة المرور فى الطرق المتضررة بالتنسيق مع هيئة الطرق، وكذلك قيام مسئولى الرى بالاقصر باتخاذ الإجراءات العملية لمجابهة زيادة منسوب المياه بالترع، وتوجيه مسئولى الصحة للدفع بطاقم طبى لمكان الحدث لمعالجة أى مصابين جراء السيول، وكذلك التنبيه على مسئولى الزراعة بإخلاء الجمعيات الزراعية من المبيدات والتعامل مع الحيوانات النافقة وطرد الزواحف ومرور فرق على الترع لطرد منسوب المياه المرتفع، وكذلك قيام مسئولى التعليم بتنفيذ إخلاء للمدارس القريبة من مواقع السيول أو المخرات ووقف الدراسة بهما وأخيرا إعلان رفع درجة الاستعداد لمواجهة الطوارئ للحالة القصوى.




















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;