على الرغم من قانون مكافحة المحسوبة فى الولايات المتحدة، الصادر عام 1967، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، سعى لطلب إجازة أمنية سرية لجارد كوشنر، زوج أبنته تمهيدا للانضمام إلى الفريق الرئاسى الجديد.
خطوة ترامب غير المسبوقة، ربما تثير الجدل داخل الأروقة السياسية خلال الأيام المقبلة. وقد أكدت شبكة "إن بى سى نيوز"، الأمريكية، بحسب عدة مصادر، أن ترامب عين كل من كوشنر والجنرال المتقاعد مايكل فلين، كمسئولين عن الإحاطات اليومية التى تقدم للرئيس، حيث حصل على أول إحاطة أمس الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام أخرى من بينها شبكة "سى.إن.إن" أن ترامب يسعى للحصول على إجازات أمنية مماثلة لأبنائه الثلاثة الأكبر إيفانيكا وإيراك ودونالد جونيور. وهو ما يفتح الجدل حول شرعية مساعى الرئيس الجديد لتعيين أبناءه وأقاربه فى الإدارة الأمريكية.
ويحذر القانون الصادر عام 1967 الرؤساء الأمريكيين من تعيين أقاربهم للعمل فى الحكومة الإتحادية. وقد تم إصدار هذا القانون ردا على قيام الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى بتعيين شقيقه روبرت كيندى كمدعى عام. ويذكر القانون "صهر الرئيس"، ضمن الأقارب المحظورين من العمل فى الحكومة الفيدرالية.
وربما يكون هناك سبيل للالتفاف حول القانون. بحسب "سى.إن.إن"، فإن القانون ينص على أنه فى حالة تعيين أى شخص بشكل ينتهك القانون فإنه غير مسموح له أن يتقاضى راتب من الحكومة الإتحادية، مما يعنى إمكانية عمل كوشنير أو أى من أبناء ترامب فى الإدارة الجديدة مع التخلى عن رواتبهم.
غير أن هذا الأمر يشكل خطورة أخرى حيث يفتح الباب أمام الطعن فى قراراتهم وتحديها قانونيا، مما سوف يتسبب فى توتر داخل الإدارة الأمريكية، وهو ما حذر منه خبراء أمريكيون تحدثوا لمحطة سى.إن.إن.
ومع ذلك يمكن لأقارب ترامب العمل فى أدوار أخرى بعيدة عن مظلة الفرع التنفيذى، إذ يمكنهم شغل وظائف فى الكابيتول هيل، ليعملوا كحلقة وصل بين إدارة أبيهم والمشرعين الأمريكيين داخل الكونجرس. كما يمكنهم العمل كرؤساء لقوات مهام مثلما عملت هيلارى كلينتون خلال إدارة زوجها بيل كلينتون فى التسعينيات.
ويبدو أن صهر ترامب، رجل الأعمال وناشر صحيفة نيويورك أوبزرفر، يحظى بنفوذ واسع داخل الفريق الإنتقالى، حيث أشارت مصادر إلى أن عملية تطهير الفريق من الموالين لكريس كرستى، والتى شملت الإطاحة بالنائب الجمهورى السابق مايك روجرز، يقف وراءها كوشنر بسبب أحقاد بين الطرفين. وبحسب "سى.إن.إن" فإن والد كوشنر تعرض للمحاكمة فى قضية تهرب ضريبى عام 2004 حيث كان النائب العام وقتها كريس كرستى.
وعمل كوشنر، وهو يهودى، كمستشار رفيع لحملة ترامب الإنتخابية، بما فى ذلك مساعدته فى صياغة خطابه أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية، الصيف الماضى.