بالصور.. رمسيس الثالث أعظم ملوك الفراعنة فى الدفاع عن الوطن ضد الغزو من "شعوب البحر".. أول من ابتكر قوات تشبه "الضفادع البشرية" لإحداث ثقوب بسفن العدو وإغراقها.. وبنى معبد هابو "مدينة الموتى" لآمون

- لغز مقتل "رمسيس الثالث" كشفته بردية بعنوان "مؤامرة الحريم" - "تيا" زوجة الملك تأمرت مع نساء القصر لذبحه وتنصيب ابنها "بنتاؤر" ملكاً للبلاد "أنا رمسيس الثالث دافعت عن حدود مصر.. لقد طردت من جاء من بلاده غازيا.. وقتلت المعتدين من شعوب البحر الطامعة.. لقد دمرت قواتهم وجئت بهم أسرى إلى مصر.. أسرى بعدد حبات الرمال" بتلك العبارات سجل الملك الفرعونى "رمسيس الثالث" على جدران معبد هابو "مدينة الموتى" أهم إنجازاته وهى حماية أرض مصر من غزو "شعوب البحر" الطامعة فى خيرات البلاد وقتها. ويطلق على الملك رمسيس الثالث (أوسر ماعت رع ميرى آمين) بأنه آخر ملوك مصر العظماء، لأنه حمى مصر من خطر كبير كان يهددها وهو غزو "شعوب البحر"، حيث شهد القرن الثانى عشر قبل الميلاد فترة اضطرابات سياسية أدت لسقوط بعض الممالك الواقعة شرق البحر المتوسط، ومنها "مملكة الحيثيين"، وذلك بسبب تفاقم خطر شعوب البحر الذين عرفوا بأنهم "بدو البحر" فهم شعوب أتت من مناطق آسيا الصغرى والبلقان والبحر الأسود، والتى كانت تتربص بالممالك والامبراطوريات الكبرى شرق البحر المتوسط وتنتظر الفرص لإنتزاع أجزاء منها، وقد أدت هجماتهم إلى سقوط مملكة الحيثيين وكبرى مدن شرق البحر المتوسط باستثناء بعض المدن الفينيقية. وطوال تاريخ مصر ولكثرة خيراتها فقد كانت مطمعاً للغزاة من البدو الرعاة، وتمثل دور ملك مصر الأول فى الحفاظ على الحضارة من غزو البدو، فكانت كل حروب مصر القديمة والحديثة التى خاضتها هى لتأمين حدودها وحماية حضارتها من الغزو، وكانت تكمن خطورة "شعوب البحر" فى أنها لا تبنى حضارة فى أرضها وإنما تتحين دائما الفرص لحين ضعف الممالك والحضارات العريقة لكى تقتطع أجزاء منها وتستولى عليها وتستوطنها، ففى الأسرة العشرين بعهد الملك رمسيس الثالث شجع سقوط بعض الممالك فى شرق البحر المتوسط "شعوب البحر" على أن تبدأ حملات منظمة على حضارات الشرق الأوسط العريقة لتقتطع لنفسها مستعمرات فيها، فزحفوا إلى مصر مصطحبين معهم النساء والأطفال مما يؤكد على نية تلك الشعوب فى انشاء مستعمرات لها فى البلاد التى يقومون بغزوها. بدأ هجوم شعوب البحر على مصر منذ عهد الملك مرنبتاح، وكان هجومهم فى شكل موجات وقد تصدى الملك العظيم مرنبتاح لأول تلك الموجات من هجوم شعوب البحر الذين عرفوا بالوحشية والبربرية فقد أبادوا مدنا كاملة أثناء زحفهم لاقتطاع أجزاء من ممالك الشرق الأوسط، وفى عصر الملك رمسيس الثالث أى حوالى 20 سنة بعد الملك مرنبتاح، بدأت الموجة الثانية وكانت فى منتهى الخطورة فقد هجموا على مصر من الحدود الشمالية والشرقية. ولكن الملك رمسيس الثالث وقواته نجحوا فى التصدى لتلك الغزوات البحرية بنجاح، حيث إن رماة الرماح كان لهم دورا كبيرا فى نجاح القوات المصرية، فقد زرع الملك رمسيس الثالث سواحل مصر الشمالية بخط دفاعى من حملة القوس والسهم الذين أمطروا سفن الأعداء بالرماح، كما لجأ الملك أيضا لاستخدام قوات تشبه "الضفادع البشرية" كانت تقوم باحداث ثقوب أسفل سفن الأعداء لإعطابها وإغراقها. وبعد تلك الموجة القوية ومواجهة الملك رمسيس الثالث وقواته لها، فقد إستحق لقب آخر الملوك العظام لمصر، لما قام به من حماية لأرضها المقدسة لقيامه بصد خطر بدو الصحراء الليبيين من الغرب فى بداية حكمه، ثم ما لبث أن ظهر خطر شعوب البحر فجعل رمسيس الثالث مصر مقبرة لهم، ولم تشغله الحروب المقدسة عن السير على نهج أجداده من الملوك فى إكمال منظومة البناء والتشييد، فقد كان البناء والمعمار عملا مقدسا فى مصر القديمة، ولم يوجد فى تاريخ مصر القديم من أهمل هذا العمل المقدس، فكان المعمار والبناء هو صلاة قدماء المصريين لإله الكون. معبد مدينة هابو الذى شيده الملك رمسيس الثالث بالقرنة وبنى الملك رمسيس الثالث كغيره من باقى ملوك مصر معبد مدينة هابو "مدينة الموتى" لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون، حيث يتكون المعبد من مدخل عظيم محاط ببرجين، على هذه الأبراج نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصور لرمسيس الثالث، والطبقات العليا لهذين البرجين كانت مخصصة للحريم الملكى، ويعتبر أفخم المعابد أثاثاً ونقشاً، وكان تمثال (آمون) به مزيّن بالأحجار الكريمة وعلى جدران المعبد نجد نقوشاً قيمة، فمنا منظر يصور الانتصار البحرى على قبائل شعوب البحر، ومناظر أخرى تمثل الحملة البحرية على الليبيين كما يوجد بعض المعبودات حاملة القرابين من الضياع الملكية تحضرها للمعبود آمون فى المعبد، وأشرف على بناء المعبد "أمون مس" أمين خزانة معبد آمون. ويرجح عدد من العلماء الآريين أن كلمة هابو تشير إلى أمنحتب ابن حابو وزير أمنحتب الثالث، كما أن هناك اعتقاد أن هذه التسمية ترجع إلى الكاهن المسيحى الذى كان يقيم فى هذه البقعة بعد ذلك. وتبلغ مساحة المعبد ما يقرب من 320 مترا طول من الشرق إلى الغرب، و200 متر عرض من الشمال إلى الجنوب، وهو يعتبر المعبد الوحيد المحصن ومن أغلب الظن أنه تم تشييده على مرحلتين، فالمرحلة الاولى تشمل بناء المعبد وملحقاته داخل سور مستطيل، والمرحلة الثانية بدأت أغلب الظن فى النصف الثانى من حكم الملك رمسيس الثالث، وفى هذه الفترة تم تشييد السور الخارجى ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين فى كل من الشرق والغرب وقد شيد بين السورين فى الشمال والجنوب منازل الكهنة والقائمين على المعبد، والذى تم تخطيطه بشكل منظم للغاية. ويشتمل معبد هابو على سورين كبيرين، السور الأول داخلى والآخر خارجى، ويوجد خارج سور المعبد المرسى الخاص بالسفن، فعند الدخول إلى المعبد من مدخلة بالجهة الجنوبية الشرقية كان يجاورها من ناحية الجانبين حجرتان للحراسة لتصل إلى ما يطلق عليه بوابة رمسيس الثالث العالية، وهو بناء فريد من نوعه فى مصر، وقد أمر رمسيس الثالث بتشييده على نمط القلاع السورية التى تعرف باسم "مجدل" وهو يتكون من برجين ذوى شرفات يتوسطهما بوابة وهى التى تعتبر المدخل. كما يضم معبد هابو صالات الأساطين الثلاثة على محور المعبد، ويتبع أحدهما الآخر وتتميز صالة الأساطين الأخيرة بثلاثة مداخل، مدخل فى الوسط للوصل إلى مقصورة قدس الأقداس الخاصة بزورق الإله آمون، والمدخل الثانى يوصل إلى مقصورة زورق الإله خنسو، والمدخل الثالث يوصل إلى مقصورة زورق الإلهة موت، فقدس الأقداس بمعبد هابو هو الجزء الخاص "بثالوث طيبة المقدس" محاط بالعديد من الحجرات المختلفة الاشكال ومختلفة المحاور، البعض منها خاص بالإلهة والإلهات، والبعض الآخر مخصص لمستلزمات المعبد التى كانت تستخدم فى الطقوس والشعائرالدينية بالمعبد، والطقوس التى كانت تفيد الملك المتوفى أثناء رحلتة إلى العالم الآخر. بردية بعنوان "مؤامرة الحريم" تكشف ذبح رمسيس الثالث من زوجته لتوريث إبنها ملكاً للبلاد وفى ديسمبر عام 2012، أعلن الفريق المصرى لدراسة المومياوات الملكية رسمياً، عن كشف أثرى مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته، وقد نشرت اليوم "المجلة الطبية" الإنجليزية الشهيرة رسمياً خبر الموافقة على نتائج البحث الذى استغرق عامين من دراسة النتائج التى توصل إليها الفريق المصرى برئاسة عالم الآثار الدكتور زاهى حواس. وقد تمت دراسة المومياء عن طريق جهاز الأشعة المقطعية من خلال الدكتور أشرف سليم والدكتورة سحر سليم الأستاذين فى الأشعة بجامعة القاهرة، وتم الكشف والتأكد من أن الملك رمسيس الثالث قد قتل بسكين حاد النصل تسبب فى قطع ذبحى فى الرقبة أحدثه القاتل الذى فاجأه من الخلف، وتم تسجيل الجرح الذى وصل إلى عظام الرقبة، مؤكدين أن نتيجة الفحص الدقيق بالأشعة المقطعية أسفرت وجود تميمة عين حورس بالصدر، وكذلك عدد أربعة تمائم يمثلون أبناء حورس الأربعة. ويؤكد علماء الأشعة، أن وجود الجرح الذبحى كان سابقا لعمليات التحنيط، ويفسر الدكتور زاهى حواس الترتيبات الخاصة التى اتخذت عند تحنيط المومياء ووضع التمائم وأماكنها وهى الخاصة بالحماية والحفظ وتأمين حياة الملك فى العالم الآخر بأن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدراً، مؤكداً أن هذا الكشف غير فى تاريخ هذه الفترة وخاصة لأن هناك بردية شهيرة باسم "مؤامرة الحريم" تشير إلى قيام الملكة "تيا" الزوجة الثانوية للملك رمسيس الثالث بتزعم مؤامرة ضد الملك لتنصيب ابنها "بنتاؤر" ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع الذى كان هو الأمير الوراثى لأبيه، وقد اشترك فى هذه المؤامرة البعض من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش، وتشير البردية إلى اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتأمرين وقد حكم على شخص بالقتل وترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم ومنهم الأمير بنتاؤر الذى قام بشنق نفسه وهناك أيضا 21 شخصاً تم شنقهم. وتشير البردية إلى أن الملك رمسيس الثالث لم يمت خلال المؤامرة، ويقول الدكتور زاهى حواس إنه لم يحدث فى التاريخ المصرى القديم أن أشير صراحة إلى مقتل الملك، ولكن كان يقال أن روحه صعدت إلى السماء كما كان يشار إلى موت الملك بحالة الحزن التى تنتاب رجال القصر، مضيفاً أن التمائم التى وضعت فى جسد رمسيس الثالث كان الغرض منها تضميد جراح المؤامرة، وضمان حياة أخرى أفضل فى العالم الآخر. وقد قام الفريق المصرى بدراسة الحامض النووى لمومياء الرجل المجهولة بالمتحف المصرى بإشراف الدكتور يحيى جاد والدكتورة سمية إسماعيل، وكان قد عثر عليها داخل خبيئة المومياوات، وتأكد من خلال الدراسة ارتباط المومياء بصلة الابن للأب أو العكس بمومياء الملك رمسيس الثالث، ولأن الملك رمسيس الثالث بلغ من العمر عندما مات ستين عاما بينما المومياء المجهولة هى لرجل شاب مات فى عمر الخامسة والعشرين لذلك فإن مومياء الرجل المجهولة هى فى الواقع مومياء ابن الملك رمسيس الثالث بنتاؤر والذى كان مشتركاً فى المؤامرة على حياة أبيه، والمفاجأة أن المومياء فى الواقع لم تحنط وإنما تم لف الجسد فى جلد الماعز وليس الكتان المعتاد ولم يكن جلد الماعز طاهراً فى العقيدة المصرية القديمة حيث اعتبر الماعز من الحيوانات التى تعادى إله الشمس "رع"، والمعروف أيضا أن فم المومياء المجهولة وجد مفتوحاً، وتنطق ملامح الوجه بكل مظاهر الخوف والهلع من المصير الأليم، وقد وجد فريق الأشعة علامات مؤكدة لآثار حبال الشنق على منطقة الحنجرة، الأمر الذى يؤكد وفاة الشاب مشنوقاً.
































الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;