الفقراء يصارعون الموت داخل المستشفيات العامة بالغربية.. المحافظ: الإهمال أدى إلى تراكم المشكلات والشكاوى.. ووكيل "الصحة": 8 ملايين جنيه لشراء الأدوية.. وجارى تشغيل المستشفيات المتوقفة عن العمل

أصيبت المستشفيات الحكومية بمدن ومراكز محافظة الغربية الثمانية بالشلل التام، وأصبحت مثالاً حقيقيًّا وصارخًا على الإهمال والقصور.. فالمحافظة تضم 20 مستشفى حكوميًّا، منها 6 مركزية و4 عامة، والباقى بين مستشفيات لعلاج أمراض الرمد، والصدر، والحميات.

أرض الواقع اثبتت أن حال تلك المستشفيات لا يسر عدوًّا أو حبيبًا، رغم محاولات إصلاح حال هذه المؤسسات الطبية وانتشالها من التدهور الذى تعانيه؛ حتى تكون قادرة على تقديم خدمات طبية متميزة، إلا أن القطاع العريض من المرضى الفقراء والمعدومين يواجه المآسى داخل هذه المستشفيات التى أصبح معظمها خارج الخدمة، ويشهد تدهورًا مستمرًّا، سواء من عدم توافر العلاج المناسب والكافى للمرضى، أو تعطل وتلف معظم الأجهزة الطبية داخل معظم هذه المستشفيات مثل الآشعة والتحاليل ورسم القلب وغيرها رغم شرائها بملايين الجنيهات لهذا الغرض، وهو ما يضاعف من سوء حالة المرضى.

كما أن هناك بعض المستشفيات التى تم هدمها منذ سنوات لإعادة بنائها من جديد، ولا تزال مجرد مبانٍ خرسانية تحتاج لموارد مالية لاستكمالها، بينما الغالبية يعمل بها المئات من الأطباء وهيئات التمريض والفنيين والموظفين والعمال الذين يتقاضون الرواتب الشهرية، والتى تحمل ميزانية الدولة أعباء مالية كبيرة دون أن يؤدوا عملاً يذكر.

ذكر أهالى مدينة سمنود إن المستشفى المركزى يقف عاجزًا عن القيام بمتطلبات الآلاف من المرضى؛ لتواضع إمكانياته، وهو ما يسبب معاناة شديدة لسكان المركز والقرى التابعه له؛ نتيجة القصور والإهمال الشديدين فى تقديم كافة الخدمات الطبية والتى تكاد تكون معدومة.

وفى قطور أكد الأهالى أن الوضع فى مستشفى قطور المركزى ليس أفضل حالاً رغم انه المستشفى الوحيد بالمدينة الذى يقدم العلاج بالمجان، ولكنه يفتقد لجميع الخدمات العلاجية، مشيرين إلى أن المستشفى غير مجهز لاستقبال الحالات الحرجة والتى يتم نقلها إلى مستشفيات طنطا والمحلة والمنصورة، وهو ما يمكن أن يكلف الكثير من المرضى ثمنًا غاليًا، بخلاف غياب معظم الأطباء عن المستشفى بعد انصرافهم لانشغالهم بأعمالهم الخاصة.

كما يشهد مستشفى المبرة بمدينة المحلة الكبرى إهمالاً وتقصيرًا لا حدود له، حيث يعانى مرضى المدينة الصناعية من كارثة جديدة داخل هذا المستشفى، حيث تسبب الإهمال الجسيم فى تعطل الأجهزة الطبية، ومنها جهاز تحليل الدم فى مستشفى المبرة.

أما مستشفى كفر الزيات العام فإن الإهمال هو الأساس به شأنه شأن باقى مستشفيات الحكومة، إضافة إلى تعطل الأجهزة الموجودة به، علما بأن هذا المستشفى تقوم بخدمة أهالى كفر الزيات والقرى المجاورة وعدد من القرى والعزب التابعة لمحافظة البحيرة والمنوفية وكفرالشيخ، حيث إن المواطنين عانوا طويلاً من تدنى الخدمات الطبية

كما يشهد مستشفى الحميات فوضى عارمة فى الإدارة؛ بسبب عدم وجود متابعة يومية وجادة من الأطباء لمتابعة المرضى وكشفت تقارير رسمية سوء حالة الأطعمة من لحوم وألبان ووجود المطعم بجوار عنابر المرضى ووجود الحيوانات الضالة به؛ مما يسهل انتشار العدوى بين المرضى.

وفى مستشفى بسيون المركزى بمحافظة الغربية أصيب العشرات من مرضى الفشل الكلوى بحالات إغماءات شديدة، بعد تعطل وحدات وأجهزة الغسيل الكلوى داخل المستشفى.

مناقشة الوضع


أكد حامد جهجة نائب مركز المحلة، أنه كنائب ناقش مع محافظ الغربية ووكيل وزارة الصحة قضية عودة مستشفيات التكامل على مستوى المحافظة بدلا من وحدات طب الأسرة وإنشاء مستشفى مركزى بكل مركز، وتحويل مستشفيات التكامل بالقرى الواقعة على الطرق السريعة إلى مستشفيات طوارئ لمواجهة الحوادث على الطرق ورفع الأداء الصحى بالمستشفيات لتقديم خدمة صحية للمواطنين بالقرى، بالإضافة لتحويل عدد من المستشفيات لاستقبال مرضى التأمين الصحى لتخفيف الضغط على مستشفيات التأمين الصحى بالمراكز والمحافظة، واستقبال الفلاحين بعد ضمهم لمنظومة التأمين الصحى على أن يتم رفع التوصيات لوزير الصحة لتفعيلها.

سوء استخدام



فيما أكد اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أن هدفه خلال العام المقبل هو تطوير المستشفيات الحكومية بالمحافظة والقيام بزيارات مفاجئة لجميع المستشفيات؛ بهدف تلافى أوجه القصور فى الخدمة الطبية والناتج فى معظمه من سوء الإدارة وعدم انتظام الأطباء وعدم استغلال الإمكانات المتاحة لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

أضاف المحافظ أنه من خلال مشاهداته وتنقلاته داخل أقسام المستشفيات نرى أن الدولة وفرت جميع الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية اللازمة للمرضى، ولكن سوء الاستخدام والإهمال من جانب مؤدى الخدمة أدى الى تراكم المشاكل وشكوى المواطنين، ووجه المحافظ باستغلال رصيد صندوق تحسين الخدمة بالمستشفيات فى توفير الأدوية الناقصة وإجراء الصيانة البسيطة بالمستشفى وضرورة المتابعة الجيدة وحسن معاملة المرضى.

وأشار المحافظ الى انه قرر إنشاء 8 مستشفيات مركزى كمرحلة أولى على مستوى مراكز المحافظة الثمانية وفقًا للتوزيع الجغرافى وعدد السكان، وذلك من خلال استغلال مستشفيات التكامل وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية وإمدادها بطاقم طبى وتمريض فى مختلف التخصصات، بالإضافة إلى تزويدها بغرف للعناية المركزة والجراحة لخدمة المرضى فى أقرب مكان لمحل إقامتهم، وبناء هذه المستشفيات على أقصى ارتفاع للاستفادة من هذه الأدوار فى توفير جميع التخصصات التى قد يحتاج إليها المريض موضحا أن الخطة المستقبلية تهدف إلى إضافة 2 مستشفى مركزى لكل مركز، بحيث يتوافر 3 مستشفيات مركزى تقدم أفضل خدمة طبية للمرضى قريبة من أماكن إقامتهم.

وتابع المحافظ بانه طالب بضرورة إعداد قاعدة بيانات شاملة بالمستشفيات وعدد الأسرة بها والتخصصات المتوافرة والحالات المرضية بها ومتابعه حالاتهم الصحية من خلال هذه الغرفه، كما طلبت من مرفق إسعاف الغربية التنسيق الكامل مع مرافق الإسعاف فى المحافظات المجاورة لتقديم أفضل خدمة ممكنه للمريض وإيجاد تكامل فى هذا الشأن لخدمة المريض وتكليف وكيل وزارة الصحة بالغربية بدراسة احتياجات ومطالب المستشفيات سواء كانت إدارية أو فنية أو مهنية والعمل على حلها فورا، والتأكد من توافر الحماية المدنية بالمستشفيات وتوافر الكوادر المدربة فى هذا المجال وتفعيل دور العلاقات العامة بالمستشفيات، وحسن استقبال المريض وتوجيهه إلى القسم العلاجى المختص

توفير الأجهزة وتشغيل المستشفيات المتوقفة



من جانبه أكد الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، إن هناك 40 وحدة و4 مستشفيات على مستوى المحافظة يتم فيها علاج المواطنين الذين يتقاضون معاش ضمان اجتماعى، ومن المقترح زيادة عدد الوحدات لـ 60 وحدة حتى تغطى احتياجات المرضى لافتا أن جميع أجهزة الدولة وخاصة القطاع الصحى فى خدمة المواطن البسيط ومحدودى الدخل، مؤكدا على ضرورة حسن استقبال المريض بالمستشفيات، وتوفير كافه أوجه الرعاية الصحية والعلاجية لهم بمعرفه إدارة المستشفى والكادر الطبى بها.

وأوضح شرشر أنه تم توفير 8 مليون جنيه لشراء أدوية لمستشفيات المحافظة وجارى تشغيل جميع المستشفيات المتوقفة عن العمل منذ عام 2007 لافتا بأنه فى خلال العام الحالى الذى بدأ من 1/7 تم الانتهاء من مشاريع كثيرة كانت متوقفة منذ سنوات ولكن بدء العمل فيها وكان فى مشاريع كانت متوقفة من سنين من 2006 بدء العمل فيها الآن وبعض المستشفيات التى كانت متوقفة من سنين ثلاث مستشفيات" رمد المحلة وحميات طنطا ومستشفى محلة مرحوم " وبدء العمل فيها وبالنسبة لمستشفى طنطا العام الجديد ستكون فى سبرباى ووضعت لها الخطة وبدء التنفيذ لها على أرض الواقع هذا غير مستشفى السنطة وبلغت قيمة تلك الانشاءات 450 مليون جنية.

وأشار وكيل الوزارة إلى انه تم تغيير معظم الأجهزة الطبية التى تسببت فى مشاكل للمرضى حيث يتم توريد جهاز سى أرم لمستشفى قطور والسنطة وبسيون وجهاز رنيم مغناطيسى يقدر ثمنه باكثر من 6 مليون لمستشفى المنشاوى بالاضافة الى المستلزمات الطبية الاخرى التى تأتى من الوزارة للمستشفيات ومنها" الخيوط واجهزه الكلى الصناعى وفلاتر الكلى واجهزه التشغيل" مع تخصيص بند ادوية 37 مليون ونصف للادوية وطلبنا دعم ب10 مليون من الوزارة.

واختتم الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة تصريحاته قائلا " أتمنى أن كل موظف وعامل وطبيب يؤدى ما عليه وليس مطلوب من احد غير العمل الجاد أن الطبيب يعمل والممرضة والفنى والعامل مع حسن استقبال المرضى.




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;