نشرت الحكومة الصينية أول كتاب أبيض لها بشأن الطب الصينى التقليدى، يفسر فيه سياسات وتدابير تنمية الطب التقليدى الصينى ويلقى ضوءا على قيمته الفريدة فى العصر الجديد.
وقال الكتاب الأبيض الذى نشره مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصينى، "إن الطب التقليدى الصينى يوفر رؤية فريدة للحياة واللياقة البدنية والأمراض فضلا عن الوقاية والعلاج من الأوبئة عبر تاريخه الطويل من الاستيعاب والإبداع.
وأوضح الكتاب فى نهاية عام 2015 هناك 3966 مستشفى للطب الصينى التقليدى فى أنحاء البلاد، و 42528 عيادة طب صينى تقليدى يعمل بها 452 ألف معالج ومساعد معالج فى الطب الصينى التقليدى، كما لعب الطب الصينى التقليدى دورا هاما فى الإصلاح لنظام العناية الصحية.
وأشار الكتاب الأبيض أن الطب الصينى التقليدى قد ساهم فى الخدمة الصحية بحصة أكبر عما يتمتع به من الموارد، وفى عام 2015 سجلت التكاليف لكل مريض زائر كل مرة ولكل مريض مقيم فى مستشفيات الطب الصينى التقليدى نسبة أدنى بـ 11.5% و24% على التوالى من التكاليف فى المستشفيات العامة الأخرى.
وأوضح الكتاب الأبيض إلى أن الصين أنشأت فى البداية قطاع الطب الصينى الحديث على أساس إنتاج المواد الطبية والإنتاج الصناعى المرتبطين بالتجارة.
وسجلت القيمة الانتاجية الإجمالية لقطاع الأدوية للطب الصينى التقليدى 786.6 مليار يوان (نحو 114.21 مليار دولار أمريكي)، ما يشكل 22.85% من إجمالى قيمة قطاع الأدوية للبلاد لتصبح موردا جديدا للنمو الاقتصادى فى الصين، ووضعت الصين تنمية الطب الصينى التقليدى كاستراتيجية وطنية.
وفى عام 2016، أصدرت كل من اللجنة الدائمة للحزب الشيوعى الصينى ومجلس الدولة ملخص لخطة الصين الصحية 2030 ، كدليل إرشادى لتعزيز صحة الشعب الصينى فى السنوات الـ15 المقبلة، وحددت سلسلة من المهمات والتدابير لإنجاز الخطة وتنمية الطب الصينى التقليدى.
وفى العام نفسه، أصدر مجلس الدولة ملخص الخطة الاستراتيجية لتنمية الطب الصينى التقليدى (2016-2030)، ما جعل تنمية الطب الصينى التقليدى استراتيجية وطنية، مع خطط منظمة للوضع الحديث.
وأكد الكتاب الأبيض أن الصين تسعى وراء إدخال كل مواطن صينى فى الخدمات الأساسية للطب الصينى التقليدى قبل حلول عام 2020، وتحقيق التغطية الكاملة لخدمات الطب الصينى التقليدى فى كل البلاد فى إطار العناية الصحية بحلول عام 2030.
وفى الوقت ذاته، كان الطب الصينى التقليدى يخطو إلى العالم وانتشر فى 183دولة ومنطقة فى العالم برمته.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، قدمت 103 من الدول الأعضاء موافقتها على علاج الوخز بالإبر والكى، ووضعت 29 دولة قوانين خاصة للطب التقليدى بينما أدرجت 18 دولة عضو الوخز بالإبر والكى إلى قائمة التأمين الصحى.
وزار "انفراد"، أكبر جامعة لدراسة الطب الصينى فى العاصمة الصينية بكين، حيث يوجد بها أكثر من 3 آلاف طالب على مستوى العالم.
وقال الدكتور أمير إيرانى الجنسية والذى يعمل فى الجامعة، إن المصادر الرئيسية للطب التقليدى الصينى هى النباتات والحيوانات والجمادات والمركبات غير العضوية، حيث حقق الطب الصينى منذ عام 2005 وفقا للأبحاث على مستوى العالم أعلى النتائج فى علاج الكثير من الأمراض.
وأضاف الدكتور أمير، أن العلاج يعتمد على الطاقة العلاجية ويركز على خلق توازن بين جسدك والطبيعة، مؤكدا على أن الطب الصينى فعال فى معالجة الأمراض الحالية كالملاريا، وهناك العديد من الأبحاث تجرى لعلاج الأمراض المنتشرة كالسرطان.
ومن جانبه قال شو الونغ رئيس جامعة بكين للعلاج الصينى، إن العلاج الصينى يعتبر جسر تواصل بين الحضارات والثقافات، حيث أنه أصبح يوجد مراكز للعلاج الصينى ومنهم فى سانت بطرسبيرج بروسيا، وسدنى بأستراليا وكندا، وجارى افتتاح فرع فى واشنطن بالولايات المتحدة الشهر المقبل.
وأضاف رئيس الجامعة، أن الطب الصينى يتم تدريسه فى 16 جامعة صينية، وهناك 27 مركز تعليمى، ونسعى للترويج له حول العالم ولتسجيل الأدوية، مؤكدا أن كثيرا من المواطنين يأتون من العالم من أجل العلاج.
وأكد رئيس الجامعة، أن الحكومة الصينية تسعى الآن لإنشاء أكبر مركز للسياحة العلاجية فى جزيرة هاينان فى جنوب الصين، حيث أن بعض الأدوية غير مرخصة للبيع فى دول أخرى لذلك يفضل المرضى المجئ للجزيرة للعلاج.