الأوقاف و الانتفاضة الدينية"أكاديمية الدعوة" وحدها غير كافية القضاء على التعيينات دون مسابقات أول طريق الاصلاح والثورة على الخطاب الدينى تبدأ بـ 10خطوات أبرزها تجديد المناهج وتفنيد فكر الدواعش

ثورة أطلقت فى الميادين فى 25 يناير كانت ترفع شعار التغيير، الذى تحاول وزارة الأوقاف الآن تحقيقه، حيث تعيش حالة من "المخاض" لتغيير النمط الإدارى التقليدى الذى أدى لترهل وظيفى لعمالة وهمية تصل إلى 15 ألف عامل وهمى بدون عمل.

كما تتمثل محاولات الأوقاف فى الثورة على الخطاب الدينى فى إنشاء أكاديمية للدعاة لمواجهة ضعف مستوى العديد من العاملين فى الدعوة و مخاطبة المواطنين باسم الدين، و ذلك عن طريق منحهم فرصا للتدريب وتعلم اللغات والمحاكاة واستكمال الدراسات العليا والاجنبية، وبالتعاون مع جامعات أجنبية، وتوقيع بروتوكول تعاون لتنظيم الابتعاث والتواصل الخارجى مع العالم من خلال وزارة الخارجية المصرية و إطلاق 17 صفحة باللغات الاجنبية لنشر الفكر الوسطى، وعقد مؤتمرات بوسط آسيا فى كازاخستان إبريل المقبل عن مواجهة الإرهاب ومؤتمرات أخرى يجرى تنظيمها.

السؤال الآن هو هل يكفى انشاء الأكاديمية لتطوير الدعاة فكريا ومهنيا ودعويا؟، فعليا على الأوقاف أن تحارب و بقوة من أجل تغيير الفكر فى الإدارة وتغيير أسلوب العمل والخروج من البيروقراطية، التى أسهمت فى خروج موظفين لا دعاة، وجعلت المواطنين يلهثون ويثقون في دعاة الفضائيات والدروس الدينية ولا يثقون فى أئمة المساجد أو دعاة الأوقاف، بجانب القضاء على المخالفات والمشاكل الإدارية التي كشفت الشهور الماضية عن حالات اغتصاب واتهامات برشوة وسرقات لموظفين وأئمة داخل مساجد ، فلابد للوزير أن يجرى حركة إصلاح وثورة على نظام التعيينات التى كانت تحدث سابقا دون مسابقات، وكان يتم ترقية الموظفين أو الأئمة دون اختبارات أو مقابلات، مما أدى لتكدس ومخالفات قانونية خاصة فى ظل تراخى الرقابة .

وشهدت الوزارة الفترة الأخيرة وقفات احتجاجية للمطالبة بالتعيين، بعد ظهور عمالة وهمية تصل إلى 15 ألف عامل بدون قرارات تعيين، وآلاف المساجد الوهمية التى توجد على الوثائق ولا توجد على أرض الواقع، وتلك غير الصالحة للصلاة، فضلا عن حصول البعض على أجازات مخالفة للقانون، وسفر البعض دون أجازات ومخالفات لا توجد لها سوابق فى وزارات اخرى يتم الكشف عنها تباعا وشكلت لها الوزارة لجنة لمكافحة الفساد، وهو ما يتطلب أيضا من الوزارة انشاء مركز معلومات قوى وقاعدة بيانات حقيقية عن كل المساجد و العاملين فيها و فى مجال الدعوة. من جانبه أكد الشيخ محمد عبد الرازق عمر رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف المصرية، أن تأسيس الأكاديمية هو أول الخطوات نحو خطاب دينى لائق، قائلا :"إن الوزارة نشرت مطبوعات للتجديد منها مطبوعات حول مفاهيم دينية يجب أن تصحح، ودعمت نشر الوسطية بـ14 لغة عالمية عبر موقعها الرسم، فضلا عن عقد مؤتمرات لكبار العلماء لبلورة جوانب التجديد والخروج بتوصيات تهتم الوزارة حاليا بتنفيذها، إلى جانب عقد مسابقات لتناول كتب القيم والأخلاق والمبادئ الصحيحة منها مسابقات خاصة بالشباب والقراءة الحرة، واطلاق القوافل الدعوية لنقل التجديد إلى خطاب على أرض الواقع"، مضيفا أن الوزارة ماضية فى التحديث وافتتاح مراكز للثقافة الإسلامية الصحيحة بكل محافظة خلال شهور.

فيما يرى الدكتور محمد سالم أبو عاصى، عميد كلية الدراسات الإسلاميةـ، والعربية بجامعة الأزهر، أننا بحاجة إلى ثورة وتجديد للخطاب الدينى الذى يحافظ على الأصول ويعالج الخطاب الذى لابد أن يتغير بتغير الأحوال والمخاطبين، ويزيل "الغبش" الذى لحق بالخطاب الدينى، فالتجديد هو تغير الأسلوب مع بقاء الأصل حتى لا يفهم البعض أن التجديد تحويل الدين حسب النمط الغربى.

وأضاف أبو عاصى، أن الثورة التى نحتاجها فى تغير الخطاب الدينى لها شروط، بأن تحافظ على الثوابت، وتأتى بخطاب يعد بيان باسم الإسلام للناس جميعا، وأن يتسم بالرفق واللين مع غير المسلم ورفع الحرج عن الناس ويتصف بالشمول لأن الإسلام قوة روحية وعقلية ومادية وحضارية.

وأشار أبو عاصى، أن الخطاب الدينى يتغير حسب حال المخاطب وظروف عصره فالتشريع والخطاب فى المدينة المنورة تغير عن خطاب مكة، ولما أرسل الرسول معاذ إلى اليمن قال له إنك تأتى قوم أهل كتاب، والمقصود أن تناسب لغة الحوار القوم أصحاب الكتاب أى أصحاب علم.

وأوضح أبو عاصى، أن التجديد يكون بخطاب يؤمن بالله ويعتنى برعاية الإنسان لأن القرآن إما حديث عن الإنسان أو حديث له ويؤمن بالعقل ،كما يؤمن بالوحى لأن وجود الله وصدق النبى دلل عليه القرآن بالعقل، ونريد خطاب لا يتجاهل الواقع.

وأكد أن التجديد فى الخطاب الدينى يقوم على تجديد المناهج التعليمية وخاصة فى الأزهر، وتفنيد فكر الدواعش ومراعاة المستجدات العصرية وقضايا المرأة وألا يستدل الخطاب بماض كانت له ظروفه وتاريخه، وأن يظهر السماحة واستيعاب العقول.

فيما قال الدكتور عبد الفتاح، خضر أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر، :"إذا أردنا أن نجدد الخطاب الدينى ونثور كعلماء فيجب الثورة على عبارات متقعرة فى اللغة لا يعرفها الناس، وحديث متكرر من الخطباء على المنابر فى كل المناسبات حفظه الجمهور كما يحفظ الخريج الحديث المقررات الدراسية".

وأضاف خضر، أن الثورة تكون على جهل العاملين بالدعوة ودعمهم بالقراءة التراثية مصحوبا بالتثقيف المعاصر للمحدثين من العلماء مثل الشيخ الشعراوى والشيخ الغزالى الذين هزوا أعواد المنابر وتقديم دراسة متأنية لأصحاب الفكر الوسطى وعدد من الباحثين فى علم النفس وعلم الاجتماع لأحوال الناس وضروريات المناطق ومناسبة الخطاب لكل منطقة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;