محمد ثروت يكتب ..مصر والأزمة السورية وقفة فى مواجهة المخططات الغربية لتقسيم الدول لصالح الميليشيات

يظل موقف الدولة المصرية ثابتا من الأزمة السورية ،والوقوف مع وحدة الدولة السورية والحل السياسى للأزمة ، فى ظل التحولات العالمية والإقليمية الجارية ، مرورا بتغير الموقف على الأرض لصالح الجيش العربى السورى وهزيمة الميليشيات المسلحة من حلفاء الغرب ، و تحرير حلب وإعلان الهدنة وحتى التحضيرات الجارية لمؤتمر الاستانة.

كانت الرؤية المصرية صادمة لدول الخليج ولبعض الأطراف الخارجية ، الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا ، ولم يعلموا أن مصر وسوريا بينهما مصير مشترك ، وما يهدد سوريا تباعا يهدد مصر وأمنها القومى . وتبقى المقولة الاستراتيجية الخالدة :" إذا كان الجيش الثانى والثالث فى مصر ، فإن الجيش الأول فى سوريا ، تعبيرا عن أيام تاريخية لا تغيب عن الذاكرة ، وهى الوحدة المصرية السورية عندما كان الجيش الأول الميدانى أحد فروع القوات المسلحة المصرية فى وقت الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) ، وأطلق عليه هذا الاسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وكان مقره سوريا سابقا ، وهو الجيش نفسه الذى شارك فى حرب 6 أكتوبر 1973 .

وهل يعتقد واهم أن مصر ستقف مع أى مشروع قرار دولى أو مخطط إقليمى ، يؤدى فى النهاية لتقسيم سوريا وحل الجيش العربى السورى وتسليم البلاد لميليشيات مسلحة ممولة من الغرب وبعض الأطراف الإقليمية ، وتضم عناصر غير متجانسة إسلاميين تكفيريين وإخوان ويساريين وممولين ؟ وليس درس العراق واليمن وليبيا ببعيد .

كل تصريحات المسؤولين فى الدولة السورية تدعو مصر إلى مزيد من التقارب مع سوريا ، وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية السورى وليد المعلم قوية عندما صرح قائلا : " عندما تكون سوريا ومصر معا ، تكون الأمة العربية بخير..مصر العظيمة بشعبها وجيشها لا يمكن أن تقف موقف المتفرج على ما يجري في سوريا.. كما أن سوريا لا يمكن ألا أن تتعاطف مع الجيش الذي يحارب الإرهاب في سيناء ".

تصريحات المعلم سبقتها زيارات مشتركة بين مسؤولى البلدين الشقيقين وزيارات لممثلى النقابات المهنية ، فقد زار القاهرة اللواء علي مملوك ، رئيس مكتب الأمن القومي السوري استمرت يوما واحدا التقى خلالها اللواء خالد فوزي ، رئيس جهاز المخابرات العامة .

وجاءت الزيارة تلبية لدعوة من الجانب المصري للقاء كبار المسؤولين الأمنيين المصريين .
وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان .

كما زارت دمشق وفود من نقابات المحامين واتحاد المحامين العرب والنقابات الفنية للتضامن مع الشعب السورى ضد الارهاب والتكفيريين وقوى الظلام.

إن مصر وسوريا حضارتان عريقتان ودولتان لهما تاريخ مشترك ودماء وعهود لا تنقضها أموال ووعود سماسرة الأوطان.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;