آباء "النور" يطفئون وجه مصر.. الدعوة السلفية تواصل حملات التكفير.. أحد مؤسسيها: العلمانية والليبرالية ضد الدين والأخلاق وأتباعهما يزنون كما يشاءون.. ورموز مدنية تنتقد المقال وتؤكد: يثيرون الفتنة بجهل

لا يتوقف السلفيون عن إثارة الغبار أينما حلوا، وكأن جانبًا خفيًّا من جوانب دعوتهم أن يصنعوا حالة ممتدة من الجدل والبلبلة والشقاق، مستندين إلى رؤى أحادية تفسر الدين بشكل واحد لا يقبل الأخذ والرد واختلاف الأفهام ومساحات التأويل وتعدد آراء العلماء والفقهاء والمحدثين، ومتجاوزين لمؤسسة الأزهر باعتدالها وقبولها الواسع، وخارج هذه الدائرة التى يرسمها السلفيون حول أنفسهم وأتباعهم، لن تجد إلا الأشرار والكفار وأعداء الله والدين، هكذا وفق طفولية وسطحية فى الفرز والتقييم، ودون توفر الاشتراطات العلمية الواجبة فيمن يتصدى للإفتاء والحديث فى مفصليات الدين وأدق أمور العقيدة، فقط قراءة عدد من كتب التراث، والانحياز إلى واحد أو اثنين من الفقهاء المغالين الذين لم يكن لهم أى حضور فاعل فى عصورهم، ويمكنك بمنتهى البساطة أن تكون داعية وشيخًا سلفيًا يُشار له بالبنان، وتُنشر مقالاته فى المواقع الرسمية للدعوة السلفية، ويُسمح له بإطلاق سهام التكفير والتحريض والإخراج من الملة على الجميع، أفرادا وجماعات، بل وحتى على الأفكار والنظريات العلمية والفلسفية، دون أن يكلف نفسه عناء قراءتها أو فهمها أو تحليها والاشتباك معها. مؤخّرًا نشر موقع رسمى ناطق باسم الدعوة السلفية وذراعها السياسية "حزب النور"، مقالا للداعية السلفى أحمد فريد، أحد مؤسسى الدعوة وأحد آباء الحزب الروحيين، يتضمن هجومًا عنيفًا على التوجهات الليبرالية والعلمانية، إذ وصفهما بـ"القنوات العفنة"، و"الكفر بالدين والأخلاق"، بحد زعم صاحب المقال، فيما اعتبر ليبراليون وعلمانيون هذه التصريحات تحريضًا صريحًا ضد المجتمع المصرى، مؤكدين أن شيوخ الدعوة السلفية يتحدثون عن الليبرالية والعلمانية دون قراءة كتاب واحد عن أى منهما. وقال الشيخ السلفى أحمد فريد فى المقال الذى حمل عنوان "أيها الملحد اركب معنا": "اُحذِّر الشباب والفتيات من هذا المستنقع الخبيث، مستنقع الإلحاد، وأقول لهم احذروا العلمانية والليبرالية، فإنها قنوات عفنة تصب فى هذا المستنقع الآثم، مستنقع الإلحاد، فالعلمانية هى اللادينية، أو الحياة بعيدًا عن الدين، والليبرالية أضَلّ سبيلا، فهى الكفر بالدين والقيم والأخلاق، وهى عبادة الهوى، فهذه المذاهب الباطلة والأفكار المنحرفة تصل بمن سلك سبيلها فى نهاية المطاف إلى الإلحاد، وهو إنكار وجود الله عزّ وجلّ، واعتقاد أن الكون وُجد صُدْفة بلا مُوجِد أو أنه أوجَد نفسَه، فهو الخالق والمخلوق". أحمد فريد يتهم العلمانيين بالكفر والزنا وترك الأخلاق ويعتبرهم "عبيد الهوى" كان "فريد" قد ألقى مجموعة من الخطب المصورة تحت العنوان نفسه، ونشرتها الدعوة السلفية فى أكتوبر الماضى، وقال وقتها إنها رسالة من تأليفه ضد الإلحاد، ثم أعاد موقع "الفتح" نشرها، وقال "فريد" فى تسجيل له: "العلمانية الحياة اللادينية والليبرالية أضل سبيلاً، لأنها التطور للعلمانية، موضّحًا أن العلمانية هى ترك الدين، أما الليبرالية فهى ترك الأخلاق والأعراف والقيم"، على حد قوله. وأضاف الشيخ السلفى: "قد عرف الله سبحانه وتعالى الليبرالية فى قوله تعالى (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) فالليبرالى عبد الهوى، يزنى كما يشاء ويشرب الخمر كما يشاء، وهذه القنوات العلمانية والليبرالية، من سلك سبيلها، فإنها توصل صاحبها للإلحاد". نائب رئيس "الوفد": ما قاله الشيخ السلفى تكفير وتحريض صريح على مصر بأكملها على الجانب المقابل لتصريحات الشيخ السلفى، انتقد المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، أعرق الأحزاب الليبرالية فى مصر، ما قاله أحد مؤسسى الدعوة السلفية فى تعريفه لليبرالية، معتبرًا مقال أحمد فريد تكفيرًا وتحريضًا صريحًا على المجتمع المصرى بأكمله، وأن هؤلاء الشيوخ يهاجمون الليبرالية دون أن يقرأوا عنها. وقال "الخولى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد": "ما نشر فى المواقع السلفية تحريض علينا وعلى المجتمع المصرى"، داعيًا لضبط أمور الدعوة والحديث فى الشؤون الدينية، وأن يكون الحق فى الحديث عن الدين الإسلامى للمسؤولين فى المؤسسات الدينية الرسمية فقط، سواء الأزهر الشريف أو دار الإفتاء أو وزارة الأوقاف، متابعًا: "نسبة الأمية فى مصر تصل لـ40%، فأى شخص أمى يتلقى مثل هذا الكلام من الممكن أن يستخدمه فى ارتكاب أعمال إرهابية، والليبرالية تعنى الحرية بما لا يضر الآخرين، وهى لا تخالف الدين الإسلامى الذى حث عليها". شريف الشوباشى: السلفيون يتحدثون عن العلمانية دون معرفة.. ويكفرون الجميع فى سياق متصل، هاجم الكاتب العلمانى شريف الشوباشى، ما نشره الموقع الرسمى للدعوة السلفية، قائلا: "هؤلاء يتحدثون عن العلمانية ولا يعرفون معناها، وقد عملوا على تشويهها، إذ أوهموا الناس أن العلمانية ضد الدين وأنها كفر، والحقيقة غير ذلك، فالعلمانية هى فصل الدين عن السياسة". وأضاف "الشوباشى" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، قائلاً: "بالنسبة للعلمانية فكل الناس متساوون، وهذا الأمر يتناقض مع الفكر السلفى الذى لا يؤمن بالمواطنة أو المساواة، فالفكر السلفى يكفر جميع الأديان السماوية وغير السماوية، بل إن السلفية الحديثة تعتبر الشيعة والصوفيين كفارًا، ووصف الدعوة السلفية للعلمانية بالكفر يُعيدنا مئات السنين إلى الوراء، كما أنه يثير الفتنة فى المجتمع المصرى من قبل السلفيين".








الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;