بالصور.. أيدى الفلاحين الشقيانة يرطبها السكر.. مشاهد درامية من موسم حصاد القصب بالأقصر.. جرارات وجمال وقطار الديكوفيل الوسيلة الأشهر لنقل المحصول لمصنع أرمنت.. والأطفال يقضون نزهتم بالحقول

لا شيء يفوق فرحة الفلاح يوم الحصاد، يوم أن يجنى ثمار شقاء موسم كامل، وعلى الرغم من التعب الكبير الذى يلقاه فلاحو مصر في جنى قصب السكر، فبشائر العائد تنسيهم التعب، وطقوس الحصاد التى توارثوها كابرا عن كابر تدخلهم في حلقة درامية كأنهم راقصون وممثلون يحفظون أدوارهم جيدا. مرت أيام علي انطلاق موسم حصاد وكسر قصب السكر بمحافظة الأقصر، بعد إعلان الحكومة توريده لمصانع السكر بمختلف أنحاء الجمهورية بسعر 620 للطن الواحد، وانطلق المزارعين وأصحاب الأراضي بالأقصر في الحصاد بصورة مميزة للغاية بعد الموافقة علي السعر الجديد للطن، واستقبل مصنع السكر بعدة الوسائل المختلفة حتي الآن آلاف الأطنان من قصب السكر للبدء في عملية العصير وخلافه. وشهدت مدن وقري محافظة الأقصر عدد من المشاهد المميزة خلال أعمال حصاد وكسر قصب السكر، ويقوم المزارعون بنقلها بأكثر من وسيلة وهي عبارة عن "قطار الديكوفيل" و"جرارات القصب" و"الجمال"، ويشارك في حصاده "الأطفال" و"كبار السن"، في جو من البهجة والمحبة والسعادة بين الجميع لحصاد الخيرات والبركات من زراعة قصب السكر. قطار الديكوفيل الوسيلة الأشهر لنقل القصب لمصنع سكر أرمنت يعتبر قطار الديكوفيل الذي ينقل القصب من قلب المزارع المتناثرة في كافة مدن وقري المحافظة ومجهز له خط سكة حديد يتم تجميع المحصول عليها من قبل العمال وتحميلها بالكامل، لتنقل فيما بعد إلي مصنع سكر أرمنت، وفي هذا الصدد إنطلق لن عدد من مزارعيالقصبالسكربمحافظة الأقصر بدء إستئجار العمال لحصاده وتجهيزه في أكوام معينة لتجميعها وتحميلها علي عربات القطار، ويطلق عليه الأهالي "قطار البركات" والذي يعود للسير مجددا فى قرى صعيد مصر، حيث ينطلق من إلي مصنعالسكر بعربات تحميل ونقل القصبمن الزراعات إلى المصنع ويفرغها داخله، ثم يعود بها محملة بأطنان القصبإلى المصانع لتتحول إلى سكر ومنتجات أخرى. ويعرف "قطار الديكوفيل" الذى ينقل محصول القصب من القرى والزراعات إلى المصانع، بقطار الخير كونه يعد موسما للزواج والعمل والإنتاج بقرى الصعيد، والذى أقيم له خطوط من السكك الحديدية وسط القرى والزراعات، وينتظر أهل قرى الأقصر موسم كسر القصب للحصول على غذاء لماشيتهم، بجانب أن موسم كسر القصب يحتاج لعمالة كثيفة، للإستعانة بها فى أعمال الكسر وتنظيف المحصول وتحميله على عربات القطارات وعلى الجرارات الزراعية وعربات النقل، ولهذا فإن كسر القصب هو موسم يستقبله كل أهل القرى بصعيد مصر، بفرح وسعادة، فيرددون أغنيات فلكلورية تعبر عن البهجة ببدء موسم كسر القصب وارتباطه بموسم الزواج وموسم البناء أيضا. جرار القصب والجمال وسيلة سارية المفعول ويعتبر "الجمل" سفينة الصحراء المميزة التي تتحمل كافة الطقوس الحارة التي تتميز بها جنوب الصعيد من أبرز أدوات ووسائل نقل القصب التي مازالت متوارثة ومستمرة في عدد من القري والمدن حتي يومنا هذا، حيث يتم تجميع وحصد القصب في حزم معينة يتحمل وزنها الجمل ليقوم بنقلها إلي مصنع السكر وتلك الوسيلة للمزارعين الذين لديهم ظروف مادية متوسطة الحال حيث أن النقل بالجمل أقل تكلفة من النقل بالجرار أو القطار. أما "جرار القصب" فهو وسيلة منتشر بكثافة في الخط الغربي بمحافظة الأقصر حيث يتم تجميع القصب وتحزيمه أعلي عربات مقطورة ينقلها ويجرها مقدمة الجرار من المزرعة وإلي المصنع بصورة يومية، وتنتشر تلك الوسيلة بكثافة في البر الغربي بمحافظة الأقصر وهو موقع ومقر مصنع سكر أرمنت لسهولة الوصول إلي المصنع من الغرب دون الحاجه إلي معديات أو كباري للتنقل. مدير المصنع: نتوقع إنتاج 140 ألف طن سكر هذا العام أما محمود سامي مدير مصنع سكر أرمنت غرب الأقصر، فقد أعلن أن المصنع فتح أبوابه بالفعل لكافة المزارعين من مختلف أنحاء المحافظة، وذلك عقب إنتهاء الأزمة بين الحكومة والمزراعين، ورفع سعر طن القصب ليصبح هذا الموسم 620 جنيها، بزيادة 220 جنيها عن العام الماضى. ويضيف محمود سامي مدير المصنع في تصريحات لـ"انفراد"، أنه من المقرر أن ينتج المصنع هذا العام حسب المتوقع حوالى 140 ألف طن سكر، حيث أن المساحة المزروعة بالمحافظة تبلغ 36 ألف فدان وينتج عنها 2 مليون و290 ألف طن قصب، مشدداً على أنه سيتم شراء الطن من المزارعين بـ620 جنيه بزيادة 220 جنيه عن العام الماضى. وأوضح مدير عام مصنع سكر أرمنت بالأقصر، أن إدارة المصنع نهت الصيانة الدورية بالكامل لكافة المعدات والماكينات والعصارات، وتمت توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج، وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة.