ليلة دامية على شرف "ترامب" فى "واشنطن دى سى".. قوات الأمن تنحاز لـ"دونالد" وتظهر "العين الحمرا" لرافضى حفل التنصيب.. "الاحتجاجات" تواجه الاحتفالات فى أول يوم للرئيس الجديد.. وإصابة 6 شرطيين واعتقال 21

لم تقتصر ليلة تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أمس الجمعة، على مظاهر الاحتفال والبهجة فقط، إذ شهدت فيها شوارع وميادين واشنطن وعدد من الولايات الأمريكية احتجاجات عنيفة متفرقة، هى الأولى من نوعها فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، إذ لم تخرج أى احتجاجات ضد انتخاب رئيس جديد فى أول أيام ولايته بشكل مماثل. وفى الوقت الذى خرج موكب الرئيس الجديد الاحتفالى من الكونجرس إلى البيت الأبيض، مصحوبًا بآلاف الأمريكيين الذين حملوا لافتات الترحيب والتأييد، التزمت الشرطة الأمريكية بالدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب، وتصدت بقوة لأعمال عنف وتخريب فى واشنطن، بعد اشتباكات أسفرت عن إصابة 6 شرطيين، واعتقال 217 من مثيرى الشغب. ترامب يخاطب الأمريكيين.. والشرطة تواصل اعتقال المحتجين قبل أن ينهى دونالد ترامب مراسم التنصيب، وفيما أدى مع السيدة الأولى ميلانيا ترامب رقصتهما الاحتفالية فى الساعات الأخيرة من مساء أمس، كانت الشرطة الأمريكية تواصل تصديها لمحتجين خرجوا فى مسيرات حاشدة، فور أداء اليمين الدستورية، شهدت إتلاف عدد من الممتلكات العامة والخاصة، وواجهات مبانٍ ومحال تجارية. وفى دلالة على أن ولايته الرئاسية ربما تكون الأصعب فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تواصلت الاحتجاجات بالتزامن مع إجراءات التنصيب المتتالية، إذ حمل المشاركون فى المظاهرات المناهضة لـ"ترامب" داخل واشنطن لافتات، من بينها "قاوموه.. نحن أكثر"، وأخرى حملت عبارات بذيئة ضد الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية، كما ردد المشاركون هتافات للتأكيد على رفضهم تنصيب "ترامب" رئيسا للبلاد. مناوشات بين المؤيدين والمعارضين فى شوارع واشنطن.. ورفع أعلام روسيا ووقعت مناوشات بين محتفلين وآخرين معارضين لتنصيب "ترامب" فى شوارع واشنطن، فيما خرجت مسيرات التف خلالها المتظاهرون بعلم الاتحاد السوفيتى، فى إشارة إلى رفضهم التقارب المحتمل بين الرئيس الجديد و"موسكو"، وعلى بُعد أقل من كيلو مترين من الاحتجاجات، وتحت حراسة 28 ألف ضابط وجندى أمريكى، خرج موكب الرئيس من مبنى الكونجرس الأمريكى، فى وقت اصطف فيه المحتفلون بتنصيب "ترامب" على جانبى الطريق، الأمر الذى دفع الرئيس للنزول مع أفراد أسرته من سياراتهم والسير وسط الحشود لتوجيه التحية لهم. روبرت فيسك: كلمة ترامب فى حفل تنصيبه يوم سيئ للمسلمين وفى أول تعليق على خطاب التنصيب، قال الكاتب الصحفى البريطانى روبرت فيسك، فى مقال له بصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن كلمة ترامب بمثابة "يوم سيئ على المسلمين"، مشيرًا إلى أنه لم يذكر المسلمين إلا عند وعده بإبادة الإرهاب الإسلامى الأصولى. وقال "فيسك" فى مقاله، إن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بدا غير مبالٍ بالأسباب التى تساهم فى ازدهار تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "داعش"، لكنه أكد أن الخطاب يمثل أفضل دعاية لأتباع التنظيم المسلح، مقارنًا فى سياق مقاله، خطاب الرئيس الجديد بخطب ألقاها رؤساء أمريكيون سابقون، مضيفًا أن الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش"- الذى اعتقد "فيسك" أنه كان أسوأ رئيس حل على البيت الأبيض - يعد سياسيًّا ذا رؤية، مقارنة بالرئيس الجديد دونالد ترامب. الكاتب البريطانى: وعد "ترامب" بإبادة التيارات الأصولية غير قابل للتحقق واعتبر الكاتب البريطانى روبرت فيسك، وعد الرئيس الأمريكى بإنهاء وجود التيارات الإسلامية الأصولية أمرًا غير قابل للتحقق، وذلك لأن "ترامب" لا يعلم كيفية تنفيذ هذا الأمر، خاصة إذا لم تجمعه علاقة جيدة بالمسلمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بعيدًا عن العلاقة مع باقى المسلمين فى الدول الأخرى. وتطرق "فيسك" فى مقاله، إلى ردود فعل الساسة فى الساحة الدولية، فهناك سياسيون مثل رئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماى"، التى بدأت تتخذ مسارا مضادًا للقضية الفلسطينية، للاتفاق مع مساعى إدارة الرئيس الأمريكى الجديد، وهناك أيضا أنظمة عربية تحرص على مهادنة الرئيس الجديد، وبالطبع هناك إسرائيل التى يمثل لها الرئيس فرصة ذهبية لتطبيق سياساتها المصادرة للأراضى الفلسطينية بشكل غير قانونى، لافتًا إلى تجاهل "ترامب" فى خطابه لقيم مثل العدالة والتعاطف وحقوق الإنسان، مبرزًا التناقض بين قوله إن النخبة لن تحكم أمريكا مجدّدًا، وأن الحكم سيكون للشعب فقط، فى حين أن كل أعوانه وأدواته للوصول إلى البيت الأبيض استمدت من النخبة وليس من القواعد الجماهيرية. وأشار روبرت فيسك، إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد، وضع الفقر عدوًّا أول لأمته التى تعتبر أغنى أمة فى العالم، فى حين أنه لم يذكر أعداء آخرين، مثل الحروب والأمراض والأوبئة والطغاة، مردفًا بأن الأخيرين عناصر وتهديدات ماثلة فى واقع الساحة الدولية. ووصف "فيسك"، الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فى مقاله بصحيفة "إندبندنت"، بـ"الرئيس المسلى"، مشيرا إلى أن إدارة أقوى دولة فى العالم يجب ألا تكون بين أيدى رجل "مسلٍّ" ولديه نزعة لتعظيم النفس، واعتقاد بأنه قادر على حل أى مشكلة قائمة. دونالد ترامب يتعهد بإبادة المتطرفين.. وينتقد باراك أوباما والحكومات السابقة يُذكر أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، فور أدائه اليمين الدستورية، تعهد بمحو ما سماه "التشدد الإسلامى" من على وجه الأرض، وقال مخاطبًا الحضور من رؤساء سابقين ونواب بالكونجرس داخل قاعة الكابيتول، والمواطنين الحضور والمصطفين خارج مقر الكونجرس، مساء الجمعة: "هذه اللحظة لحظتكم، وتخصّكم أنتم، إنها تخص كل الموجودين هنا، وكل من يشاهدنا فى الولايات المتحدة الأمريكية، هذه هى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى بلادكم أنتم". ووجه "ترامب" فى خطاب التنصيب، انتقادات لاذعة لإدارة سلفه باراك أوباما، والإدارات الأمريكية السابقة، قائلاً: "لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة فى عاصمة بلادنا مكاسب الحكومة، بينما تحمل الشعب التكلفة، ازدهرت واشنطن، لكن الشعب لم يحصل على حصة من ثروته، ازدهر السياسيون، ولكن تركت الأعمال وأغلقت المصانع، وحمت المؤسسة نفسها لكنها لم تقم بحماية مواطنى بلدنا، لم تكن انتصاراتهم انتصاراتكم، وبينما احتفلوا فى عاصمة البلاد، لم يكن لدى العائلات التى تعانى فى جميع أنحاء البلاد ما تحتفل به". وأكد الرئيس الأمريكى المنتخب فى خطابه، ضرورة توقف ما أسماه بـ"المجزرة الأمريكية" تجاه المهمشين بشكل فورى، قائلاً: "يجب أن تتوقف هذه المجزرة الأمريكية حالا وفورًا، نحن أمة واحدة، آلامهم آلامنا، وأحلامهم أحلامنا، ونجاحهم نجاحنا، نحن نتقاسم قلبًا واحدًا ووطنًا واحدًا ومصيرًا مجيدًا واحدًا، إن قسم الرئاسة الذى أؤديه هو قسم الولاء لجميع الأمريكيين".








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;