"و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" .. الروح هى سر الحياة، ومنذ بدء الخليقة حيرت العلماء فى تحديد مكانها فى الجسد، وفى نظرية جديدة عن الروح بكتاب ظهر حديثا بعنوان "الروح والطب الحديث" طبع بدار المعارف، ويرى مؤلفه الدكتور السباعي حماد الحاصل على الدكتوراه في التشريح من أمريكا، أننا لا نعرف طبيعة الروح، لكن جميع الأدلة الطبية تؤكد أنها تعمل من مكان محدد بالجسم، مرجحا بذلك أحد الاحتمالات الثلاثة التى وضعها الفقيه ابن القيم منذ ثمانية قرون لعلاقة الروح بالجسد حين قال نصا عن تلك العلاقة " إنها لا تخرج عن ثلاثة أحوال: إما لابسة لجميعه من خارج كالثوب أو منتشرة في كل الجسم أو في مكان واحد كالقلب أو الدماغ".
ويقول الدكتور السباعى لـ"انفراد" دخلت كلية الطب خصيصا لاكتشاف مكان الروح وبحثت أكثر من 50 عاما على ذلك حتى توصلت إلى هذه النظرية، ولإكمال مسيرة البحث عن الروح وترجيح أحد هذه الاحتمالات بعد قرون عديدة وبعد التطور المذهل في الطب الحديث، تبين أن الاحتمال الثالث من احتمالات ابن القيم هو الأرجح، أي تعمل من مكان واحد.
وصاغ الدكتور حماد نظريته الجديدة "نظرية الاستبعاد" التي تقول "بما أنه ثبت طبيا أن 99.9 % من جسم الإنسان خدمي يمكن الاستغناء عنه أو تعويضه (والأطراف الأربعة كمثال)، فإنه باستبعاد أجزاء الجسم الواحد تلو الآخر، ستبقى قطعة صغيرة من الجسم لا يمكن بترها أو الاستغناء عنها أو تعويضها لا تزيد عن 15 جم تقع ضمن جذع المخ، هي حتما المكان الذي تعمل منه الروح".
ويضيف السباعى، أن هذه المنطقة هي مكان الإعدام شنقا، وهي أيضا منطقة "القفا" التي وردت في أحد الأحاديث النبوية الشريفة وكيف أن الشيطان يعقد عليها ثلاث عقد تمنع صاحبها من القيام لصلاة الفجر، ويضيف الدكتور حماد أنه لا أحد يعرف، وربما لن يعرف طبيعة الروح نفسها، لكن تحديد المكان الذي تعمل منه ممكن، كما أن كل الدلائل ترجح إمكانية علاقتها ببصمة الحمض النووي للشخص، التي فيها كل سجل الإنسان وتصرفاته طوال حياته.
وهذا الربط ربما كان قد ألمح إليه حديث نبوي آخر تحدث عن بعث الإنسان من "عجب الذنب" وهي نقطة عند نهاية العصعص يبلى كل ابن آدم إلا هي ويبعث منها يوم القيامة وفها سجل حياته بكل دقة.
ويرد الدكتور توفيق نور الدين ، عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية والنائب الأسبق لرئيس جامعة الأزهر، أن الحديث الذى ذكره صحيح ولكن هذا التفسير غير صحيح فالروح موجودة بكل خلية فى الجسم ولا يمكن لأحد تحديد مكانها، والدليل لو أصيب القلب وتوقفت نبضاته يموت الإنسان، وكل علماء التشريح لم يأكدوا مكان الروح .
ويضيف توفيق، أن علاقة الروح بالجسد كعلاقة الوردة برائحتها لا تستطيع تحديد اى مكان ينبعث منه الرائحة، فهى توجد فى كل الخلايا الجذعية بالجسم، اما عن توقف المخ عند استئصاله فيرد قائلا: أن المخ جهاز يتلف بسرعة جدا وعند قطع المخ بالنخاع الشوكى يختل فورا .
ويعلق الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، أن هذا الكلام غير صحيح فهو يرفضه كل الأديان، فلا أحد يستطيع أن يرى الروح ولا يحدد مكانها فهى بعثت من عند الله ، وهى مثل الهواء نستنشقه ولكن لا أحد يستطيع لمسه، ويعتبر تشخيص السباعى طبيب التشخيص خطأ لأنه يتحدى "الله" بذلك التفسير.