سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 فبراير 1965.. «كاسيوس» يشهر إسلامه ويصبح محمد على كلاى

«أشعر بالسعادة بتغيير اسمى من كاسيوس إلى محمد على، فتغيير اسمى هذا أضحى من أهم الأشياء التى حدثت لى فى حياتى، لكونه خلصنى من الهوية التى أعطيت لأسرتى من أسياد العبيد، أما الآن فقد هزمتهم، انتصرت عليهم، فارقنى ذلك الخوف الكبير الذى كنت أشعر به ويسيطر علىّ بموجاته الهستيرية لحظة مباراتى مع ليستون، لكن إيمانى بالله والتوكل عليه وثقتى الكبيرة بنفسى كانت سببًا كبيرًا فى فوزى على ليستون فى مباراة تحديد بطل العالم للملاكمة فى الوزن الثقيل عام 1964». هكذا عبر محمد على كلاى عن مشاعره نحو اللحظة التى تخلى فيها عن اسم «كاسيوس مارسيلس» الذى حمله منذ مولده يوم 17 يناير 1942، حتى اليوم الذى أشهر فيه إسلامه 7 فبراير «مثل هذا اليوم» عام 1965. كانت لحظة حمله لاسمه الجديد تتويجًا لفترة سابقة، بحث فيها عن هوية حتى عثر عليها، فأضاف جديدا إلى سجل عظمته الإنسانية الذى شمل فيما بعد رفضه التجنيد فى الجيش الأمريكى لخوض حرب فيتنام، لم يكن الجديد فى عظمته لأنه أصبح مسلما، وإنما لأنه اعتنق دينه الجديد بعد تأمل وبحث عن فضاء روحى يجد فيه أمانه وراحته وإنسانية لا يتم فيها تمييز الإنسان بلونه أو عرقه. عاش «كاسيوس» فى ظل سياسة التفرقة العنصرية بين البيض والسود فى أمريكا، وكان هو الزنجى الفقير الفائز بذهبية «روما الأولمبية» عام 1960، لكن لم يرتق به هذا الفوز اجتماعيا، بدليل منعه من دخول مطعم رغم كشفه عن هويته، لكن صاحب المطعم رد عليه: «المكان مخصص لأصحاب البشرة البيضاء فقط»، فما كان منه إلا أن قذف بميداليته الذهبية فى نهر «أوهايو» صائحًا: «ما جدوى الاحتفاظ بميدالية لا تتيح لصاحبها تناول وجبة عشاء فى مطعم؟». بهذه الخلفية، كان هذا «البطل الأسود» مهيئًا لمن يحدثه عن العدل والمساواة بين البشر، واهتز قلبه حين استمع إلى هذا الدين الذى يدعو إلى ذلك، وبدأ رحلته معه منذ عام 1961، وحسب ما يذكره الكاتب الصحفى المغربى معادى أسعد صوالحة فى حلقتين تناولتا دخول كلاى الإسلام «موقع مغرس المغربى 6 و8 أغسطس 2011 نقلًا عن جريدة المساء المغربية»، يتذكر «كلاى» تلك اللحظة التى انتقل فيها من حياة إلى أخرى، وجاءت بموعد له مع جماعة «أمة الإسلام»، وهى جماعة مسلمة أمريكية تضم الأمريكيين السود. كانت هذه الجماعة هى نقطة التحول فى حياته، بل تعد هى من أهم محطات رحلته الإيمانية التى قادته إلى الإسلام، حيث بدأ التعرف على تعاليم هذا الدين الجديد عليه من خلال لقاءاته بهذه الجماعة، وعن هذا يقول: «بدأت أشعر بشعور روحانى لأول مرة فى حياتى عندما دخلت المسجد فى ميامى، ووجدت رجلا اسمه الأخ «جون» يخطب فىالحاضرين واعظًا.. كانت أولى الكلمات التى سمعتها منه هى: لماذا ينادوننا بالزنوج أو السود؟، وأجاب: هذه طريقة الرجل الأبيض ليأخذ منه هويتنا، فإذا شاهدت رجلًا صينيًا قادمًا إليك تعرف أنه قادم من الصين، وإذا رأيت شخصًا كوبيًا تعرف أنه كوبى، وكذلك الحال إذا رأيت كنديًا تعرف أنه قادم إليك من كندا، فما البلد الذى يدعىالزنج أنه منه؟ يؤكد كلاى: «شكلت كلمات الواعظ لى إجابات عن عدد كبير من الأسئلة التى كانت فى صدرى على الدوام، مثل الممارسات العنصرية آنذاك تجاه السود، التى شكلت لى هزة نفسية ووعيا جديدا ونقلة كبرى فى مسار حياتى». واظب «كاسيوس» على حضور محاضرات وندوات «أمة الإسلام» دون أن يعلن إسلامه أو انضمامه إليها: «كنت أحرص على حضور اجتماعات أمة الإسلام دون أن أسارع إلى الانضمام إليها، فقد كنت أشعر بأن مثل هذا الانضمام لن يأتى عبثًا ولهوًا بقدر ما يجب أن يأتى عن قناعة والتزام، فكنت أواصل حضور الاجتماعات مستمتعا ومنتظما فى دروسها قبل الالتزام تنظيميًا بهذه الجماعة، كان ذلك استعدادًا منى لتعليم مبادئ الإسلام وتعاليمه ليتسنى لى اعتناق الدين الإسلامى عن عقيدة وإيمان، إذ إن الإسلام بالنسبة لى كان يمثل دين الحرية والسلام، وبعد أن ذقت حلاوة الإيمان ونطقت بالشهادتين وتلقيت تعاليم الإسلام فىالعبادات والمعاملات، حينها فقط أقررت بأنه دين يشمل مناحى الحياة كافة».




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;