حظر ترامب للمهاجرين.. أمن قومى أم تمييز دينى؟.. محامى"ميلانيا" لـ"انفراد":الرئيس مخلص لأمن أمريكا وتطبيق القرار على المقيمين الدائمين "خطأ".. وخبير قانون: لجوؤه للكونجرس يمنح القرار قوة القانون

ـ متطوعة أمريكية عن منع المسافرين: خسارة كبيرة لنا ويمزق آلاف الأسر كان متوقعًا أن تكون ولايته بعيدة تمام البعد عن الهدوء والرزانة، فكانت البشائر واضحة من خلال حملة انتخابية شرسة، أفصح فيها عن خططه، التى اتُهم بعضها بالتمييز العنصرى. ولكن، ما لم يكن متوقعًا هو أن يُحدث ذلك الملياردير الدخيل على عالم السياسة ضجة يصل صداها أرجاء المطارات الدولية.. بجرة قلم وقَّع دونالد ترامب، الذى لم يمر شهرًا على تنصيبه رئيسًا لأمريكا قرارًا تنفيذيًا، ليمنع الآلاف من المهاجرين من دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لمنع تسلل الإرهابيين، وهو القرار الذى عُرف بحظر الهجرة. وفى رواية أخرى "حظر المسلمين". لم تدم سعادة "ترامب" بتنفيذ وعود حملته طويلًا، فجاءت رياح لم يشتهيها من قاض فيدرالى رأى فى "قرار الحظر" ما لا يتفق مع دستور البلد الديمقراطى، فعلَّق العمل به وترك الرئيس الأمريكى لتغريداته، مهاجمًا نظام المحاكم الأمريكية ومحمِّلًا القاضى صاحب الحكم مسئولية أى خطر يحدث فى أمريكا مع دخول آلاف المسافرين الذين كان قد تم منعهم خلال الأسبوعين الماضيين. وعما إذا كان ترامب قد تجاوز سلطته وانتهك الدستور وقانون الهجرة الفيدرالى فإن ذلك هو محل مراجعة الآن من قبل محكمة استئناف أمريكية كانت قد رفضت طلب الإدارة الأمريكية لاستمرار العمل بقرار الحظر، وأبقت على الحكم السابق الذى أصدره "جيمس روبارت" بتعليق القرار مؤقتًا. ودافع "مايكل وايلدز"، محامى الهجرة الذى يعمل بأحدى شركات ترامب الخاصة بعارضات الأزياء "ترامب موديلز"- فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" عبر البريد الإلكترونى - عن نوايا الرئيس الأمريكى من إصدار قرار لفرض قيود على دخول المهاجرين واللاجئين بهدف تعزيز الأمن القومى الأمريكى، قائلًا: "أنا أعتقد أن الرئيس وطنى ومخلص فى رغبته بوضع نظام تدقيق أفضل يخدم أمننا القومى". وأضاف "وايلدز" أن قرار ترامب يعد استكمالًا للقيود التى طبقت خلال إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما على ما يعرف بـ"السفر عبر الإعفاء من تأشيرة الدخول"، والتى ضمت الدول السبع ذاتها وهى: سوريا، وليبيا، واليمن وإيران والسودان، والعراق، والصومال. وأبدى "وايلدز" قلقه بسبب تطبيق حظر ترامب على القادمين إلى الولايات المتحدة ممن لديهم وثائق إقامة سليمة بالرغم من أنهم يتمتعون بحماية الدستور، قائلًا: "يجب أن تُنَفذ سياسة حكومتنا بشكل عادل وقانونى.. إن مَنع هؤلاء المقيمين، الذين تم فحصهم يعتبر خطأ من الناحية القانونية والأخلاقية"، وهو ما قامت الخارجية الأمريكية بتعديله ليشمل القرار المقيمين بصفة دائمة. وجاء التعديل، بعد أيام من تطبيق القرار، الذى بموجبه تم إلغاء حوالى 60 ألف تأشيرة واحتجاز رعايا الدول السبع لساعات بالمطارات قبل ترحيلهم . وبسؤاله عما إذا كان ترامب يخوض معركة مع القضاء، بعد انتقاده للقاضى ووصفه لحكم تعليق حظر الهجرة بـ"السخيف"، قال المحامى "وايلدز": "إن بلدنا لديها تاريخ طويل من إبداء رؤسائها رأيهم فى القضاء وقراراته.. وأنا على ثقة تامة بأن القضاة لن يتأثروا بتعليقات الرئيس". ويعتبر القرار الذى سيصدر عن محكمة الاستئناف الأمريكية هو الذى سيحسم الأمر، بعد تقدُّم الإدارة الأمريكية بحجج إضافية، فإما يستمر التعليق المؤقت لحظر الهجرة للولايات المتحدة، أو تتم إعادة القرار إلى حيز التنفيذ مرة أخرى. وإذا لم يكن القرار فى صالح ترامب، فعلى حد قول "وايلدز"، يمكن للطرف الخاسر أن يطعن أمام المحكمة العليا، والتى بدورها ستحدد المصير النهائى للتعليق المؤقت للحظر، ومن ثم يمكن مناقشة دستورية قرار ترامب من قبل محكمة جزئية. وعلق محللون قانونيون على أن إلغاء قرار ترامب بحظر الهجرة لن يكون سهلًا بسبب صلاحيات الرئيس الواسعة فيما يخص سياسات الهجرة بالولايات المتحدة. ولكن الدكتور "روبرت مايكل"، رئيس غرفة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى نقابة المحامين الأمريكيين بنيويورك، أوضح أن سلطات الرئيس ليست وحدها محل الاهتمام فيما يتعلق بالهجرة، ولكن الأمر يشمل جوانب أخرى مثل الحقوق القانونية لغير الأمريكيين عن طريق إصدار تأشيرات مؤقتة أو مقيم. وفى تصريحات لـ"انفراد"، أشار "مايكل" إلى إمكانية لجوء الإدارة الأمريكية للكونجرس من أجل استصدار قرار الحظر "ولكن العملية التشريعية تستغرق أشهر على الأقل. إن القرارات التنفيذية (التى يصدرها الرئيس) لا تحتاج أن تمر على الكونجرس، ولكنها بذلك لا تكن لها قوة القانون، ويكون من السهل جدًا تعليقها من قبل المحاكم". وتتعلق آمال المسافرين إلى الولايات المتحدة بالقرار النهائى المنتظر أن يصدر عن محكمة الاستئناف وذلك بعد أن شهدت المطارات الدولية خلال الأيام القليلة الماضية انفراجة كبيرة بدخول المهاجرين واللاجئين، بعد أن شهدت ساحات الوصول تظاهرات لمئات الأمريكيين والحقوقيين تنديدًا بالحظر ودعمًا للمهاجرين. متطوعة أمريكية تدافع عن "المهاجرين" ولمعرفتها الجيدة باللغة العربية بعد أعوام قضتها فى مصر، تطوعت الأمريكية "كايت ر." كمترجمة لمساعدة أسر المسافرين الذين تم احتجازهم بمطار جون كينيدى الدولى بنيويورك على خلفية تطبيق حظر ترامب. ومثلها مثل الكثير من الأمريكيين الذين عبَّروا عن رفضهم للقرار بالتظاهر أو التطوع بالمطارات على مدار الأسابيع الماضية، تقول "كايت": "أنا تطوعت لأن هذا القرار التنفيذى هو ليس فقط عنصرى، ولكن من شأنه أن يمزق الأسر. فمن غير الإنسانى أن نجعل الأشخاص، الذين اتخذوا كافة الإجراءات القانونية ليكونوا فى بلدنا، يخاطرون بين ألا يُسمح لهم بالدخول مرة أخرى وبين عدم زيارة أسرهم (بموطنهم الأصلى)". أما من يحملون إحدى الجنسيات السبع ولا يزالون على الأراضى الأمريكية فأصبح عليهم "أن يختاروا بين أن يخسروا منازلهم وبين أن يضحوا بالعودة لوطنهم لحضور حفل زفاف أو ولادة قريب أو المشاركة فى عزاء"، حسبما قالت "كايت" فى حوار أجرته مع "انفراد". وغادرت "كايت" – مواطنة أمريكية فى الثلاثينات من عمرها - مصر العام الماضى، مصطحبة زوجها المصرى وابنتها الصغيرة، إلى بلدها للم الشمل فى البلد الذى قام على اندماج الأعراق المختلفة، بعد أن كان عليها وأسرتها الصغيرة الانتظار لعام كامل من الفحص الأمنى والإجابة على أسئلة تتعلق بتفاصيل حياتها، على حد قولها، حتى تمكَّن زوجها من الحصول على البطاقة الخضراء أو "جرين كارد"، والتى يكون من حق حاملها الإقامة والعمل على الأراضى الأمريكية بشكل قانونى. وصفت "كايت" قرار الحظر بـ"الخطير" وهو ما دفعها للتطوع مع الكثير من الأمريكيين "ليكون هناك رد فعل واضح بأن هناك أناس على استعداد لإعطاء وقتهم وعقولهم لمحاربة (القرار)". وتابعت كايت: "إذا كان القرار لا يؤثر علىّ اليوم، فهو يمكن أن يؤثر علىّ وعلى آخرين غدًا". وبالرغم من ظهور استطلاعات رأى مؤخرًا تشير إلى أن المؤيدين لقرار الحظر أكثر من المعارضين له، أكدت "كايت" إن معظم المتطوعين المتواجدين بالمطارات هم أمريكيين، "فكل المشاركين بمجموعتى أمريكيين عدا واحد كندى، وبالنسبة لاستطلاعات الرأى، فبصراحة، أعتقد أن الاستطلاعات الموضوعية حيال هذا الأمر سيكون من الصعب العثور عليها". وتشير "كايت" إلى أن معظم من تعرفهم ممن يؤيدون الحظر "لم يلتقوا قط بمسلمين ولا يعرفون شيئًا عن الإسلام أو يعيشوا خارج الولايات المتحدة حتى يقدِّروا التحديات التى يواجها الأجانب". وكان ذلك أحد الأسباب التى دفعت "كايت" للتطوع من منطلق تجربتها كمواطنة أمريكية عاشت بمصر، بلد ذا أغلبية مسلمة، لمدة 4 سنوات، فتقول: "لم أشعر بشئ غير الترحيب، ولم أكن مضطرة أبدًا لتغطية شعرى (بالحجاب)، وكان دائمًا الناس يقفون لمساعدتى، كما حصلت على حقوق كثيرة كأم عندما أنجبت ابنتى". دوافع دينية كما ترى "كايت" إن القرار قائم على دوافع دينية، بخلاف دفاع الرئيس الأمريكى عنه بأنه يستهدف دول يخشى دخول إرهابيين منها، معللة ذلك بقولها: "خلال حملته الانتخابية قال إنه يريد فرض حظر على جميع المسلمين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة. وبالرغم من أن هذا الحظر يستهدف جنسيات، ولكن واضح جدًا أن وراءه دافع دينى، لأنها كلها دول ذات أغلبية مسلمة، كما أنه قال سيستثنى اللاجئين المسيحيين. فمن تركوا ليطبق عليهم القرار هم المسلمين". وخلال تواجدها بساحة مطار جون كينيدى الدولى، قالت "كايت" إن الكثير من المحامين والمواطنين متواجدين بصالة الوصول الرئيسية، كما استأجرت شركات قانونية مساحة من المطاعم بالمطار لتمكن موظفيها من مساعدة الأسر المنتظرين خروج أقاربهم المحتجزين. وقد زودت "كايت" انفراد بصور من المطار قبل تعليق قرار الحظر. لم يكن هناك الكثير من المحتجزين بين المسافرين قبل أسبوعين، عندما تطوعت كايت كمترجمة لمواطن يمنى، الذى تم احتجاز عائلته القادمة إلى أمريكا بالرغم من أن جميعهم حملة "جرين كارد". ولكن أشارت كايت إلى ساعات الفحص الطويلة التى يخضع لها المسافرين من أحد الدول السبع، حتى وإن كانوا حاصلين على "جرين كارد" قبل أن يتم إطلاق سراحهم. وقالت "كايت" إن الاختلاف بين ما كان يحدث فى السابق هو أن حملة البطاقة الخضراء أصبحوا يواجهون تدقيق وفحص لساعات طويلة، حتى وإن كانوا من جنسيات غير المذكورة بالقرار، مشيرة إلى أنها سمعت باحتجاز مسافر مصرى ما بين 5 أو 6 ساعات بالرغم من حصوله على تأشيرة هجرة، ولكنها كانت أول زيارة له للولايات المتحدة، "يبدو أن الكثيرين من مواطنى الشرق الأوسط هم عرضة للتدقيق المكثف" بموجب القرار، الذى تم تعليقه مؤقتًا. وتحكى "كايت" أن أى مشكلة فى التأشيرات، بالرغم من تمريرها فى السابق، إلا أنها بعد قرار الحظر أصبحت سببا لاحتجاز المسافرين، الذين لا يمكنهم إجراء اتصالات أو التحدث إلى محامين أو مترجم، وتكون الأزمة أكبر فى حالة إن كان المسافر لا يعرف التحدث بالإنجليزية، على حد قولها. ولفتت إلى أنها ومجموعتها تلقوا الكثير من الشكر من الأسر بالمطار، مضيفة أنها تؤمن بأن لها دور يجب أن تقوم به "للتأكد من أن البلد الذى ستكبر به ابنتها هو آمن لها، كعربية ومسلمة". وعما إذا تم إدراج مصر بقائمة الدول المحظور دخول مواطنيها، تقول كايت: "إن ذلك يعنى أننا لن نكون قادرين على رؤية أسرتنا المصرية طالما أقمنا هنا. وقد يعنى ذلك أن نعود للعيش فى مصر أو فى أى بلد آخر وإن لم يحدث ذلك فى الحال، ولكننى لا أعتقد أننى أريد على المدى الطويل أن يكون مستقبلنا هنا إذا ظل الوضع على ما هو عليه، كما أعتقد أن الكثير سيغادرون أيضًا وهو ما يمثل خسارة كبيرة لنا (الأمريكيين)، فلطالما كان مكسبنا الأكبر هو قدوم طلاب أجانب للدراسة والعمل هنا".














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;