بالصور.. مبنى "وكالة الجداوى" فى إسنا مركز للتبادل التجارى بين مصر والسودان.. الوكالة أنشأت عام 1712.. علماء الحملة الفرنسية رصدوها بموسوعة "وصف مصر".. و"الملابس الحرير وريش النعام" أبرز المنتجات الرا

على بعد أمتار قليلة من الجدار الشمالى لمعبد "خنوم" بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، ما أن تطأ قدميك المنطقة فتشاهد مبنى مكون من طابقين تظهر عليه ملامح التراث والمعاصرة للتاريخ المصرى القديم، فتظن أنك ركبت آلة الزمن وعدت إلى المشاهد القديمة بمصر والتى كان يحكمها وقتها الملوك وتضم البشوات وشهبندر التجار، وتلمس عينيك مشهد من مسلسل الفنان نور الشريف فى ملحمة "عاشور الناجى"، وكيف كانت لديه وكالة تجارية لبيع المحاصيل والخضروات والمنتجات المختلفة للتجار فى حركة للتبادل التجارى، إنها "وكالة الجداوى" التاريخية التى تعود لأكثر من 305 سنة. ولو أغمضت عينيك أمام مبنى "وكالة الجداوى" وعدت بالزمن للخلف لعام 1712م وقت بناء وتدشين الوكالة كمركز تجارى وتبادل للمنتجات، تشاهد حسبما يروى أهالى إسنا الحكايات التى توارثوها عن أجدادهم، التجار المصريين والأجانب يمرون بالمدينة وبمقر الوكالة لبيع المنتجات التى جلبوها من الدول الإفريقية بهنا "حانوت" يباع فيه الصمغ العربى، وآخر تعلق على مداخله مجموعة من "سن الفيل" الإفريقية، وثالث ينشر منتجات "ريش النعام" التى يرصها بمشاهد بديعة لجذب أنظار التجار لشرائها. وفى هذا الصدد يقول رضوان إبراهيم خليل أحد أبناء مدينة إسنا، إنهم توارثوا الروايات والحكايات التاريخية عن "وكالة الجداوى" التى مازالت راسخة حتى يومنا هذا وتقع بوسط مدينة إسنا فى الناحية الشمالية لمعبد "خنوم" بالقرب من نهر النيل، أنها تم بناؤها فى عام 1712 ميلادية على يد "حسن بك الجداوى" الذى كان مملوكاً لـ"على بك" وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، وأطلق عليه لقب "الجداوى" لكونه كان يتولى إدارة كافة أموال وممتلكات جدة فى مدينة إسنا. ويضيف إبن مدينة إسنا، أن وكالة الجداوى لها تاريخ كبير فهى كانت من أضخم مراكز التبادل التجارى بصعيد مصر فى العصور الملكية حيث أن الجميع كان يعلم بتاريخ وقوة المنتجات التى تخرجها مدينة إسنا من الفوكه والخضروات وخلافه، وكذلك قربها من الجنوب حيث كان ينتقل إليها التجار القادة للقوافل التجارية القادمة من مختلف الدول الإفريقية، وكانوا يعرضون خلالها كافة المنتجات والمواد التى يجلبونها من العالم الإفريقى وقتها. ويقول رضوان إبراهيم، أن الوكالة منذ 305 سنة كانت تعد بمثابة مركز تبادل تجارى للبيع والشراء حيث أن أبرز المنتجات التى كانت داخلها المنتجات اليدوية المصنوعة بأيدى نجوم الحرف الصعايد بإسنا كـ(سعف النخيل والأقمشة الحرير والقطن والجبة والقفطان والشال الصعيدى والكراسى والحقائب والسلات المصنوعة من سعف النخيل والأوانى الفخارية)، وكذلك كانت القوافل التجارية تجلب أجود وأفخر المنتجات ومنها (الصمغ العربى القديم وسن الفيل الإفريقى وريش النعام والكنوز والجواهر الافريقية ). أما الطيب غريب مفتش آثار بالأقصر فيؤكد أن الوكالة مسجلة فى تعداد الآثار الإسلامية القبطية بقرار رقم 10357 لسة 1953 ونشر بجريدة الوقائع المصرية، وتم تسجيل المكان بالآثار ويخضع للإشراف المباشر للوزارة، وكانت عبارة عن موقع للتعامل التجارى حيث يتم داخلها تبادل السلع التجارية، فى مجموعة من الحوانيت بالخارج والداخل للبيع والشراء بين مختلف أبناء مصر، والطابق الثانى كان عبارة عن غرف فندقية لكبار التجار القادمين لوكالة الجداوى للقيام بعمليات البيع والشراء والتجارة المختلفة فيما بينهم. ويضيف الطيب غريب لـ"انفراد"، أن "وكالة الجداوى" تعتبر من إحدى أشهر المبانى التاريخية الهامة فى الأقصر، وتحدث عنها علماء الحملة الفرنسية بصورة مميزة للغاية فى موسوعة (وصف مصر) التى قاموا بجمع كافة التاريخ المصرى القديم فيها خلال تواجدهم داخل مصر إبان فترة الاحتلال الفرنسى لمصر، حيث فندوا فى فصل كامل من الموسوعة قوة وتاريخ وجودة مبنى الوكالة وقالوا بأنها كانت تتكون من فناء كبير يحيط به رواق يوصل إلى جميع المحال التجارية بالطابق الأرضى، يعلوه رواق آخر مشابهة يؤدى إلى مساكن التجار والمسافرين من القوافل التجارية التى كانت تصل الأقصر منذ أكثر من 300 سنة، وذكر الكتاب أن الوكالة واجهتها تطل على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، حيث تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسى لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن "نصر من الله وفتح قريب"، "وبشر المؤمنين يا محمد"، وسورة الإخلاص، ويوجد بداخلها طابقان يحتوى كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ"البراطيم" وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل "صحن" مغطى على شكل مخروطى، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، يعلو مدخلها "مكسلتان" من الأجر والطوب اللبن. ويقول مفتش آثار بالأقصر، أن وكالة الجداوى كانت قد خضعت لعمليات ترميم مكثفة فى عام 1990 حيث تم تأمين واجهة المبنى عن طريق الصلب بالخشب، وفى مشروع تطوير محيط معبد إسنا تقرر أن يتم عمل ترميم علمى حديث للوكالة للحفاظ على تاريخها ورونقها القديم من الفناء والتعرض للانهيار حتى تكون خير دليل على قوة التجارة فى مصر قديماً. أما الباحث الأقصرى عبد المنعم عبد العظيم، فيؤكد أن "وكالة الجداوى" كان لها تاريخ كبير حيث كانت محطة مميزة فى القوافل التجارية بين "مصر والسودان"، حيث أنها كانت تتصل بدرب الأربعين الذى يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية وجمال وخيول وحمير وسن الفيل، والسودان كانت تستورد من مصر (الفركة والسكر والشاى والسكر الجماع والزيوت).






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;