بالصور.. ممثل منظمة "الفاو" فى مصر يحذر من اختفاء أجزاء من الدلتا عام 2060.. حسين جادين: نسبة إهدار الطعام وصلت 30%.. وتعاون مشترك مع مصر لاستغلال مياه السيول بقيمة 3 ملايين يورو

تعد منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، من المنظمات ذات الشراكة الكبيرة مع مصر، خاصة فى مجال تبادل الخبرات والدعم الفنى، فيما يتعلق بتنمية وزيادة الرقعة الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل والحفاظ على الأغذية من الإهدار، إضافة إلى شراكتها مع مصر فى تبادل الخبرات حول التغلب على تأثير التغيرات المناخية. "انفراد" التقى حسين جادين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" فى مصر، والذى تولى مهام منصبه منذ 9 أشهر، فى حوار حول مجالات شراكة المنظمة مع مصر وأهم القضايا والتحديات التى تواجه مصر فى هذا المجال. بداية.. كيف تفسر الارتفاع الشديد فى أسعار المواد الغذائية فى دول الوطن العربى بشمال أفريقيا؟ مشكلة الغذاء فى العالم العربى تأتى من قلة الموارد الطبيعية، وتزايد السكان، فمصر أصبح تعدادها الآن 92 مليون نسمة، وسوف تواجه مشاكل كبيرة جدا إذا لم تكن هناك سياسات لتقليل التعداد السكانى والذى يمثل الحل الأساسى والسياسى لأزمة الغذاء، فالزيادة المضطردة للتعداد السكانى بالتواكب مع التغييرات المناخية، سوف تخلق تحديات أمام مصر ودول العالم العربى فى قضية الغذاء، وللتغلب على المشكلة لابد من سياسة لتقليل التعداد السكانى وزيادة الرقعة الزراعية. هل ترى أن مشروع المليون ونصف فدان سوف يساهم فى مواجهة تلك التحديات؟ الحكومة المصرية لها سياسة جديدة فى استصلاح الأراضى فى الصحراء، من خلال المشروع الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستصلاح مليون ونصف فدان، ومنظمة الفاو الدولية تدعم هذا المشروع، من كافة النواحى الفنية، حيث يتم التعاون والتنسيق مع شركة الريف المصرى الجديد المسئولة عن تنفيذ هذا المشروع. وهناك أماكن واعدة فى مصر يمكن تنفيذ هذا المشروع بها مثل توشكى، الفرافرة، غرب المنيا ويتم حاليا إجراء دراسات على تلك الأراضى المرشحة لتنفيذ مشروع المليون ونصف فدان عليها بالتعاون بين مصر ومنظمة الفاو. كما أن المشروع يتغلب على مشكلة ندرة المياه بسبب التغيرات المناخية من خلال اعتماده على مخزون المياه الجوفية فى الصحراء، ويعمل خارج نطاق نهر النيل، وهناك مخزون من المياه الجوفية فى مصر يسمح بتنفيذ المشروع. إذا أصبحت مشكلة ندرة المياه مشكلة تهدد دول شمال أفريقيا.. فكيف يمكن التغلب عليها؟ نحن فى منظمة الفاو نسعى إلى نشر التوعية لاستخدام طرق أفضل للرى، بعيدا عن الطرق التقليدية التى تستخدم كميات كبيرة من المياه مثل الرى الغمرى والرى بالفيضانات، وهى طرق تقليدية تستهلك كميات كبيرة من المياه ولابد من تغييرها. وقد قامت منظمة "الفاو" بالتعاون مع وزارة الزراعة المصرية فى تنفيذ برامج لنشر تلك التوعية وتقليل الغمر فى الرى، بالإضافة لنشر التوعية بالحد من زراعة بعض المحاصيل التى تستهلك مياها كثيرة فى زراعتها مثل "الأرز" وزراعة محاصيل أخرى مثل البقوليات والتى لها قدرة كبيرة على تقبل التغييرات المناخية وندرة المياه، خاصة وأن منظمة (الفاو) قد أعلنت أن عام 2016 هو عام البقوليات العالمية. ولابد للشعب المصرى أن يغير النمط المعيشى له والتحول من أكل البروتين واللحوم إلى البقوليات التى تقدم للجسم كمية بروتين أكبر من اللحوم والدواجن، وتستهلك كمية أقل فى الزراعة. ما هى التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على مصر؟ أول تلك التأثيرات السلبية هو اختفاء أجزاء من الدلتا، حيث من المتوقع أن يزيد ارتفاع سطح البحر ويغمر الأراضى الزراعية فى الدلتا على مدار السنوات القادمة، وصولا إلى عام 2060، وفق التنبؤات المناخية التى أعدت من قبل الخبراء، بما يقع بالضرر على بعض السكان والمزارعين، ولابد لمصر أن تجد الحلول واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا الأمر ووضع خطة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على الدلتا والأراضى الزراعية، والعمل على توسيع الرقعة الزراعية وإيجاد أماكن زراعية جديدة للمتضررين فى الدلتا، وقد قامت المنظمة بتنفيذ برنامج لقياس مستوى الملوحى بمنطقة الدلتا لمعرفة تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر، وجاءت النتيجة تفيد بالفعل بزيادة نسبة الملوحة. وتابع: هذا بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة كميات الأمطار فى بعض الأماكن بما يصل إلى درجة السيول، وهو ما سبب غرق بعض المحافظات مثل الإسكندرية والسيول بمحافظات البحر الأحمر وقنا. حدثنا عن مجالات التعاون بين مصر ومنظمة الفاو فى التغلب على تلك التغييرات المناخية؟ هناك برامج تعاون بين مصر ومنظمة (الفاو)، حيث تعمل المنظمة مع وزارة الرى والمياه بتوفير سبل الإنذار المبكر للسيول والأمطار الغزيرة، لتفادى وقوع كوارث وحماية المواطنين فى الأماكن المنخفضة من التضرر، وقد قامت وزارة الزراعة بطلب إعداد نموذج حسابى لكميات الأمطار المتساقطة على مصر وهو جزء من البرامج المشتركة التى ستنظمها المنظمة مع مصر قريبا. ماذا عن مشروعات الاستغلال الأمثل لمياه السيول واستخدامها فى الزراعة؟ هناك مشروع ممول من الاتحاد الأوروبى والتعاون الإيطالى، يتم تنفيذه من منظمة الفاو فى محافظة مطروح بقيمة مليون يورو، بشكل تجريبى، بالإضافة لمشروع آخر ممول أيضا من الاتحاد الأوروبى والمعونة الإيطالية بقيمة 2 مليون يورو وموجهة إلى معهد أبحاث الصحراء بمصر للعمل فى نفس المجال لاستغلال مياه الأمطار والسيول، حيث تعمل تلك المشروعات على حصر مياه الأمطار لتغذية خزانات المياه الجوفية ومساعدة المزارعين على استخدام المياه فى الزراعة فى الأودية فى محافظة مطروح لزراعة محاصيل زراعية مثل الزيتون والعنب والكمثرى، بالإضافة إلى إنشاء خزانات سطحية فوق مستوى سطح الأرض لتخزين المياه والآبار الجوفية. مشكلة إهدار الطعام مشكلة عالمية.. ما هى نسبتها مصر وكيف يمكن التغلب عليها؟ مشكلة إهدار الطعام، مشكلة عالمية، وصلت نسبتها إلى 30%، ومصر لا تقل بأى حال من الأحوال عن تلك النسبة العالمية، فنحن نهدر 30% من الطعام الذى ننتجه، والمنظمة تعمل فى هذا المجال من خلال بناء قدرات المنظمات الحكومية والخاصة لتقليل إهدار الطعام، وهناك مشروع ممول من الاتحاد الإيطالى لكل من دولة مصر وتونس فى هذا المجال، لتقليل الفاقد من محاصيل الطماطم والخضراوات، بالإضافة مشروع ممول أخر من (الفاو) لتقليل الفاقد من محصول القمح، وذلك من خلال تدريب الجهات المختصة فى جميع المراحل التى يمر بها المنتج الزراعى. أخيرا.. ما هى المشروعات الأخرى الحالية التى يتم تنفيذها بالاشتراك مع الحكومة المصرية؟ هناك تنفيذ لمشروعات برامج توعية تقوم المنظمة بتنفيذها مع الحكومة المصرية، والمشاركة فى إعداد استراتيجية الزراعة للحكومة المصرية 2030، وإعداد الخطة الخمسية التى تتضمن برامج لمواجهة التغيرات المناخية واستخدامات التكنولوجيا للنهوض بقطاع الزراعة فى مصر. إضافة إلى مشروع "التغذية للنساء والأطفال" والذى يتم تنفيذه فى مصر حاليا فى 5 محافظات وهى (الفيوم، بنى سويف، سوهاج، أسيوط وأسوان) بقيمة 3 ملايين دولار، يتم إنفاقها مابين إجراء دراسات مبدئية لمستوى التغذية للأطفال والأسر وتنفيذ برامج توعية وتنمية مهارات جميع الجهات المشاركة فى الإنتاج الزراعى من العاملين بالقطاع الحكومى والمزارعين فيما يعرف باسم "المدارس الحقلية " وكذلك تنفيذ مشروع زراعة الأسطح. هذا بالإضافة إلى تنفيذ برنامج لتقديم قروض للسيدات فقط، بقيمة مليون دولار، حيث تتراوح قيمة القرض ما بين 10 آلاف جنيه إلى 50 ألف جنيه، وذلك بالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدنى، تشمل دورات تدريبية لتنمية المهارات على زيادة الانتاج الحيوانى والزراعى.
















الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;