"الفتاة الحديدية".. أميرة تقاوم ضمور العضلات بإبرة الكروشيه.. كرسيها المتحرك دفعها لاقتحام مجال العمل.. ومنتجاتها تساعدها على تحدى المرض.. وتؤكد: "مرضى مالوش علاج والحمد الله الذى وهبنا القوة"

ابتسامة عريضة تكسو وجهها وملامحها تبعث الأمل فى النفوس بمجرد النظر إليها، تلك الفتاة التى تطبق مقولة فاقد الشىء يعطيه وبقوة، إنها أميرة مختار فتاة قاهرية لم تكمل عامها العشرين بعد، وحكم عليها المرض بوأد أحلامها منذ أن ولدت مصابة بضمور فى العضلات، فأصبح الكرسى المتحرك هو رفيقها الأبدى، وبعد سنوات من الاكتئاب واجهت المرض بإبرة الكروشيه لتكون نافذتها للعالم الكبير من حولها، فأصبحت من أبرز مصممى الكروشيه بين أبناء مهنتها. وتقول أميرة مختار، لـ "انفراد": "قصتى مع الكروشيه بدأت بتدهور حالتى الصحية وجلوسى على كرسى متحرك عندما كنت فى العاشرة من عمرى، فمرضى بضمور العضلات منذ الميلاد أثر علىّ بشكل كبير ووقف حائلا أمام حلمى لإكمال تعليمى بالمرحلة الإعدادية". وأضافت أميرة: "استمرت مقاومتى للمرض، حتى جلست على الكرسى المتحرك فى العاشرة من عمرى، وتدهورت حالتى الصحية فانقطعت عن الدراسة بعدها بثلاث سنوات ليكون آخر ما وصلت إليه فى التعليم هو الصف الثانى الإعدادى، وقضيت عاما كاملا من الاكتئاب الذى سيطر عليّ بطبيعة الحال، إلى أن ساعدنى وقوف والدى ووالدتى وشقيقتى بجانبى على التغلب عليه، فلم أكن أتخيل أن إبرة كروشيه ستكون سر عودتى للحياة مرة أخرى بعد عام من انقطاعى عنها بترك دراستى". وتؤكد أميرة: "بدأت قصتى مع الكروشيه حيث علمتنى والدتى أول (غُرزة) ودلتنى أختى على مجموعات تعليم الكروشيه على فيس بوك ويوتيوب، والحمد لله وصلت لمرحلة أستطيع فيها أن أحدد نوع الغُرزة بمجرد النظر إليها، وكذلك الخيط المستخدم فيها، وكونت شبكة تسويق لمنتجاتى من خلال موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بإنشاء صفحة رسمية لى وجروب للتواصل مع الآخرين، وأحرص على أن تكون أسعار أعمالى فى متناول الجميع لشعورى بمعاناتهم". وعن أحلامها تحكى أميرة قائلة: "أرغب فى المشاركة بكبرى المعارض اليدوية ليعرفنى الجميع وتصل منتجاتى لكل بيت مصرى، ولكن هذا يتطلب منى النزول للمعارض والتواجد بها بشكل مستمر، وأجد صعوبة بذلك لتدهور حالتى الصحية، فأنا على دراية بصعوبة مرضى واستحالة علاجه لكونه وراثيا، وتسبب فى وفاة أخى الأكبر وهو فى الـ 17 من عمره، ولكننى راضية بقضاء الله وأحمده على القوة التى منحنى إياها، وأطالب الدولة بالاهتمام بذوى القدرات الخاصة وتوفير الأدوات الصحية لهم لكونهم أكثر من يستحق الاهتمام".