سفير ألمانيا يواصل مسلسل الهروب إلى الأمام ويرد على "انفراد" ببيان وتدوينات هزيلة على تويتر للدفاع عن دويتشه فيله..وانفراد تسأل:إذا كانت المحطة مستقلة عن الحكومة فلماذا يرد السفير بنفسه؟

رد السفير بنفسه يثير شبهات قوية حول فكرة "الاستقلال".. فهل يناور السيد "جورج"؟ يبدو أن ما يخفى عن أعين المتابعين من جبل الثلج أكبر مما يظهر، من اللحظة الأولى تأكدنا من هذا ونحن نجمع المعلومات وننسج الخيوط إلى جانب بعضها لنستوضح الصورة، توفرت لدينا تفاصيل كثيرة للغاية كنا حريصين جدا في فرزها وترتيبها وعرضها، لأننا نتحدث عن ممارسة إعلامية منحرفة لمؤسسة ذات صبغة رسمية، لكنها تتبع دولة صديقة، أو على الأقل هذا ما يبدو ظاهريا، وكنا في الوقت نفسه حريصين ونحن نستكشف الغامض والخفي وراء سيل الشواهد والمعلومات، ألا نطال شعور الألمان، ونحن نعرف أنهم عانوا طويلا من ممارسات "الرايخ الثالث" سياسيا وعسكريا، وإعلاميا أيضا، ولكن بالتأكيد لا نحب لأنفسنا ورود المستنقع نفسه، ولا إعادة إنتاج معاناة نظام الدعاية السياسية الذي أودى بألمانيا للهاوية قبل أكثر من سبعة عقود، لهذا اقتربنا من الأمر بحرص وحذر شديدين، ونحن نعرف يقينا أن الشعب الألماني نفسه لن يقبل هذه الممارسات، ووفق هذا الرهان طالبنا إدارة "دويتش فيله" بعرض الشواهد والمعلومات التي تناولناها وتفنيدها بالقرينة والدليل، إن كانت ثمة قرينة ودليل، ليعرف متابعو المؤسسة في دول العالم التي تنشط فيها بصورة تتجاوز الوضع الطبيعي، ويعرف الشعب الألماني قبل الجميع، من يقوم على صياغة رسالته الرسمية للعالم، وأين تُنفق أمواله وتذهب حصيلة ضرائبه وموارد دولته، ولكن للأسف ظل التحدي معلقا، وما بين بيان هزيل من المؤسسة ومديرها العام بيتر ليمبورج، وبيان إنشائي من السفير الألماني بالقاهرة، أعادت صفحة السفارة على "تويتر" نشر محتواه في عدة تغريدات، يبدو أنه لا إجابة منطقية، ولا تنوير حقيقي، ولا رغبة في حوار يفضي إلى نتيجة حتى وإن كانت المعلومات والشواهد تطل برأسها وتُوجب الالتفات إليها والاشتباك معها. بين المؤسسة والسفارة بينما كنا نستعد لإنجاز الحلقة الأخيرة من ملفنا الواسع عن "دويتش فيله" وأدائها الإعلامي بشكل عام، وفيما يخص مصر بخاصة، طالعتنا المؤسسة الألمانية برد هزيل وسطحي لا يرد على معلومة ولا يجيب سؤالا، جاء في 208 كلمات معبأة بجمل عريضة عن التغطية المتوازنة والسمعة الجيدة وحسب، ولم يقترب من قائمة شبهات وأسئلة أثرناها مشفوعة بمعلومات وتواريخ وأرقام، وهو ما جدد الأسئلة نفسها وضاعفها، خاصة والرد على لسان المدير العام الذي يحمل درجة نائب وزير وتجمعه روابط مباشرة بوزارة الشؤون الخاصة ودائرة الاستخبارات الاتحادية، ومقر المستشارية الألمانية في بعض الأحيان، في الحقيقة ودون مواربة أو دبلوماسية كان الرد صادما، ليس لأن الصمت على ما أثرناه أكده تماما لدينا وحمل لنا إقرارا ضمنيا من المؤسسة بصحته، ولكن كانت صدمتنا مضاعفة لأن الرجل الذي يدير مؤسسة إعلامية تتحدث باسم ألمانيا وتحمل رسائلها للعالم، لا يجيد المناورة بطريقة أكثر ذكاء، ولم يرد على تقارير صحفية ومعلومات وأسئلة أثارها أبناء الحقل الإعلامي، ويُفترض أن يكون الحديث فيها على أرضية منهجية لا تضليلية ولا تعبوية. المهم أن صدمتنا في السيد "ليمبورج" مرت، وعلقنا عليها مجددين طرح أسئلتنا وطالبين تفنيدها أمام الرأي العام، بالمعلومة والدليل والحجة، سعيا إلى حق المواطن الألماني في معرفة ما يجري باسمه وأمواله، كما تقول "دويتش فيله" إنها تعمل لصالح المشاهد المصري على حد زعمها، ولكن يبدو أن الخفي وغير المنظور من جبل الثلج أكبر مما يبدو منه للعيان، كما أسلفنا، فكنا على موعد مع صدمة أخرى بعد أقل من 24 ساعة على صدمة بيتر ليمبورج، ولكنها كانت مضاعفة وقاسية هذه المرة، لأنها جاءت على لسان الخارجية الألمانية، عبر سفيرها بالقاهرة السيد يوليوس جورج لوي، الذي لم ينحرف في رده عن منطق "ليمبورج" بعباراته الإنشائية، مضافة إليه بالطبع نكهة دبلوماسية، ولكنها لم تكن مسبوكة جيدا بما يكفي لعصمة السيد "لوي" من التورط في تناقض فج، بين جزمه باستقلال "دويتش فيله"، ودفاعه الانفعالي الخطابي عنها. السؤال الأهم وعلامة الاستفهام الكبرى هنا، تتصل بفحوى الردين الرسميين، هل فعلا "دويتش فيله" مستقلة؟ وهل تلتزم بأداء إعلامي مهني ومتزن؟ وهل لا تتحرك وفق رؤية موجهة وملونة؟ الحقيقة أن ردي المدير العام للمؤسسة وسفير ألمانيا بالقاهرة لم يحملا أي إجابة، وبيان الأخير نفسه نسف فكرة الاستقلال بدفاعه الرسمي المطابق حرفا ومضمونا لرد مدير عام المؤسسة، وكأن كاتبهما واحد. نقدر تماما أن ما نشرناه من معلومات ربما يكون قد أثار ضيق "دويتش فيله" ومن يقفون وراءها، وأشرنا بوضوح من قبل إلى علاقتها بدائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، ولكن ما تحمله الردود من إشارات قوية على ارتباك حسابات المؤسسة والإدارة الألمانية، كما تجلى في انفعال وسطحية بياني بيتر ليمبورج وجورج لوي، كان أدعى لأن يكون الرد منهجيا وموضوعيا، وفق معلومات ووثائق، وأن تتجسد الاستقلالية التي تتحدث المؤسسة عنها في ممارسة فعلية منظورة، لا أن يتدخل السفير الألماني معيدا نقل محتوى وتعبيرات بيان "دويتش فيله" ليعطيه صيغة دبلوماسية أكثر رسمية، بينما يحمل في جوهرة تأكيد على وصاية حاكمة للقناة والسفارة، أو بمعنى أدق على مصدر واحد بعيد في غرفة غير مرئية يحرك الأذرع الإعلامية والدبلوماسية. ربما عكس اتجاه المصالح والسياسات الألمانية نفسها، هذا للأسف ما يحمله بيان السفارة بين حروفه، فالسيد "لوي" يتحدث عن علاقات إيجابية بين البلدين والشعبين، وهي حقيقة أكدناها غير مرة في ملفنا، وعن زيارة المستشارة الألمانية الناجحة لمصر قبل 3 أسابيع، بينما يتجاهل التناول الإعلامي لملف العلاقات المشتركة وموضوعات الشأن المصري، يتجاهل أن المؤسسة قالت في الاحتفال الأول بافتتاح قناة السويس الجديدة "هل اشترى المصريون الوهم" ويتجاهل أنها قالت "عسكرة الدولة"، مستخدمة توصيفا لا يقره القطاع الأغلب من المصريين ولا يليق بتاريخ المؤسسة العسكرية المصرية ويعود إلى فترة الاحتلال المملوكي لمصر، ثم ينتفض ونحن نقول إن مؤسسة إعلامية رسمية في ألمانيا تراهن بالشعب الألماني وأمواله ومصالحه، تتبنى خطاب الإخوان والمتطرفين وتوظف بعضهم لديها، وإنها تتمدد في الساحة المصرية بشكل متنام وغير طبيعي عبر بروتوكولات وشراكات وتعاقدات وشراء ولاءات وصناعة طابور خامس، وإن وفدا رفيع المستوى منها يستعد لزيارة القاهرة خلال أيام ويتهيأ رجلهم الإخواني بمصر لاستقبالهم واستكمال هذا المسلسل، ويُفترض وسط كل هذه المعلومات أن نتجاهل الحقائق وما أكدته التجربة والممارسة، ونصدق السيد بيتر ليمبورج وهو ينقل إلينا رسالة مفروضة عليه من جهة ما، بشكل سطحي وعار من العرض والتفنيد ومقارعة المعلومة بضدها والحجة بنقيضها، ويُفترض كذلك أن نتجاهل ما طالته أيدينا من معلومات وحقائق، ثم نستمع للسيد السفير المبجل جورج لوي وهو يضع يده على عينيه ويصف لنا صورة من خياله الرومانسي، أو من تعميمات وزارته أو من هم وراء وزارته، هكذا تنقلب الصورة حتى لدى من يعتبرون أنفسهم مؤسسات إعلامية دولية أو مدارس دبلوماسية رصينة وناضجة، تصبح المعلومة والحجة والقرينة والتفاصيل كلها باطلا بجملة ركيكة وشعاراتية، ويمكن ببساطة وصف كل هذا بالسخف. هكذا وبعد ما نشرته انفراد من معلومات وشواهد وقرائن وأرقام وتفاصيل وأسئلة، يبدو أنها جميعا أربكت حسابات المؤسسة الإعلامية والسفارة الألمانية بالقاهرة، فدفعت الأولى للرد بشكل هزيل، ودفعت الثانية لتدارك هذا الهزال بهزال أكبر، إذ لم تكتف برد المؤسسة، وفي الوقت ذاته لم تقل جديدا ولم تشرح غامضا أو تفسر مثيرا، إذ أخذت السفارة منحى المؤسسة، وفي الغالب يعود هذا لوحدة المصدر لكليهما، ولم تقترب من فيض المعلومات والتفاصيل الواردة المنشورة فى"انفراد. الخلاصة في الأمر حتى الآن، أن "انفراد" إذ تؤكد على ما أوردته من قبل بشأن "دويتش فيله" وممارساتها الإعلامية المستعيدة لآليات الدعاية السياسية، وتترك قائمة أسئلتها السابقة مفتوحة أمام المؤسسة والسفارة والخارجية الألمانية، تحتفظ في الوقت ذاته بمودة وتقدير كبيرين للعلاقة الإيجابية الراهن بين القاهرة وبرلين، وللشعب الألماني الذي عانى طويلا من هذه الممارسات ونثق أنه لا يقبل أن تعاني شعوب ودول أخرى بسببها، ويظل الملف مفتوحا لدينا بما يتوفر تحت يدنا من معلومات وتفاصيل وأرقام وأسماء، ولكن وقد أثبتت المؤسسة أن ماكينتها الإعلامية الضخمة الدائرة بملايين اليوروهات لا تمتلك منطقا ولا إجابة، وأثبتت السفارة أنها لا تعرف المصريين ولا تجيد مخاطبتهم بالمنطق والمعلومة والحجة والبرهان، وفي أفضل الأحوال تمرر البيانات الواردة إليها أو تستعير بيانات "دويتش فيله" الهزيلة، فإننا نرفع ملفنا المفتوح إلى الشعب الألماني مباشرة، وننتظر رد الخارجية الألمانية والمستشارية والبوندستاج، فالموظفون المعينون كثيرا ما لا يحسنون الرد.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;