مانويل جوزيه يعتزل التدريب نهائيا.. الساحر البرتغالى تسيد أفريقيا مع الجيل الذهبى للأهلي وضل الطريق فى أنجولا والسعودية.. والجماهير الحمراء تخلد ذكراه ولم تتوقف عن المطالبة بعودته للقلعة الحمراء

ليس من السهل على الإطلاق أن تقتحم ناديا عملاقا بحجم الأهلي أحد أكبر القلاع الرياضية فى مصر والوطن العربى وأفريقيا، وأن تسطر اسمك بأحرف من نور فى سجلات تاريخه العريق، ولكن مانويل جوزيه نجح فى فعل ذلك، ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل تربع حبه فى قلوب كل جماهير القلعة الحمراء. المدرب البرتغالى أو "الساحر" كما يروق لجماهير الأهلي أن يطلقوا عليه، أعلن اليوم اعتزاله التدريب نهائياً والابتعاد عن مجال كرة القدم تماماً، بعدما وصل عمره لـ71 عاماً، حيث أكد فى تصريحات أدلى بها لصحيفة برتغالية أنه وضع حداً لمشواره مع الساحرة المستديرة. جوزيه بدأ مشواره مع كرة القدم كلاعب وسط فى صفوف العملاق البرتغالى بنفيكا، منذ كان عمره 16 عاماً، حيث لعب موسمين مع فريق الشباب، وموسماً مع الفريق الرديف، قبل أن ينضم للفريق الأول فى عام 1965 ويظل به لمدة 4 أعوام، ثم تنقل بعد ذلك بين عدد من الأندية إلى أن اعتزل اللعب نهائياً فى عام 1979. بداية جوزيه فى عالم التدريب كانت مشتركة، حيث كان لاعباً ومدرباً لفريق سبورتينج إسبينيو، قبل أن يعتزل الكرة ويتفرغ للتدريب فقط، ثم انتقل بين عدة أندية كان أبرزها سبورتينج لشبونة وسبورتينج براجا وبنفيكا، ويعد صاحب الفضل فى اكتشاف الأسطورة لويس فيجو فى سبورتينج لشبونة، عندما قام بتصعيده للفريق الأول فى موسم 1990. وكانت المحطة الأهم فى حياة جوزيه عام 2001 عندما حضر إلى القاهرة من أجل تدريب الأهلي وانتشاله من دوامة الهزائم المتتالية، ولكن المثير أن البداية كانت تاريخية بالفعل كباقى مسيرته، حيث حقق الفوز فى أولى مبارياته مع الفريق الأحمر على حساب ريال مدريد فى مباراة القرن الشهيرة، فضلاً عن الفوز الكبير على الزمالك 6 / 1، إلا أنه رحل عن النادى بعدما فشل فى قيادته للفوز بلقب الدوري، وذلك رغم تتويجه بدوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي. لم يتأخر جوزيه كثيراً فى العودة للأهلي مرة أخرى، حيث أشرف على تدريب بلينينسيش عاماً واحداً فقط، قبل أن يعود للمارد الأحمر مجدداً فى ولاية ثانية تاريخية بكل المقاييس، حقق خلالها ما لم تكن تتوقعه الجماهير الحمراء من الأساس، وكون وقتها فريقاً ذهبياً جمع مجموعة من اللاعبين الذين أصبحوا أساطير فى تاريخ النادى. 6 أعوام كانت كفيلة ليفوز خلالها جوزيه مع الأهلى بكل شيء، فقد فاز بالدوري الممتاز 5 مرات، وكأس مصر مرتين، والسوبر المصرى 4 مرات، ودوري أبطال أفريقيا 3 مرات، والسوبر الأفريقى 3 مرات، بل إنه وصل للعالمية أيضاً عندما حصد ميدالية المركز الثالث فى كأس العالم للأندية 2006، وكان ذلك بفضل مجلس الإدارة السابق برئاسة حسن حمدى ونائبه محمود الخطيب، واللذين وفرا له "لبن العصفور" ووافقوا على كل طلباته. وخلال هذه الفترة كون جوزيه فريقاً مرعباً يضم نجوماً كبارا بحجم محمد أبو تريكة، محمد بركات، وائل جمعة، محمد شوقى، حسن مصطفى، فلافيو، جيلبرتو، عماد النحاس، عماد متعب، الراحل محمد عبد الوهاب، فضلاً عن الحارس الأسطورى عصام الحضرى والقائد شادى محمد، إلا أنه رحل عن النادى فى عام 2009، تاركاً فراغاً كبيراً فى قلوب الجماهير الحمراء، التى أصبحت تعشقه بشكل جنونى، وتدافع عنه بضراوة ضد كل من يهاجمه، سواء الإعلاميين الذين عكفوا على ذلك أو جماهير الأندية الأخرى. رحل جوزيه هذه المرة لتدريب منتخب أنجولا، والذى قاده فى كأس الأمم الأفريقية 2010 التى أقيمت فى أنجولا، ولكنه فشل فى مهمته، قبل أن يتولى تدريب اتحاد جدة السعودى، ويرحل عنه أيضاً بعدما لم ينجح فى تحقيق أى نجاح يذكر، حيث تعادل الفريق 8 مرات متتالية، ليفسخ جوزيه تعاقده بعد 6 أشهر فقط. استغل الأهلي الفرصة وقتها وأعاد العجوز البرتغالى صانع البطولات لقيادة الفريق مرة أخرى، بعد فترة من التخبط، حيث عاد فى آخر ديسمبر 2010، فى ولاية ثالثة مدتها موسم ونصف الموسم، قاد خلالها الفريق للفوز بلقب الدوري مرة واحدة. العلاقة تطورت بين جماهير الأهلى وجوزيه بشكل كبير خلال هذه الولاية تحديداً، خاصة بعدما قرر نزول الملعب مرتدياً "تيشيرت" مطبعا عليه صورة الشهيد محمد مصطفى أحد أعضاء "ألتراس أهلاوى"، والذى استشهد فى أحداث ثورة يناير، الأمر الذى جعل هناك حالة غريبة من العشق اللاإرادى من الجماهير للعجوز البرتغالى، وجعلهم يطالبونه بألا يرحل نهائياً عن النادى، إلا أنه قرر الرحيل للمرة الأخيرة بعد انتهاء عقده فى مايو 2012، لتكون نهاية واحد من أفضل المدربين فى تاريخ النادى على الإطلاق. رحل جوزيه لتدريب بيرسيبوليس ولكن ذكراه لم ترحل أبداً من عقول كل جماهير الأهلي، كما أن اسمه لم يغب يوماً عن صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، التى كانت تذكر اسمه دائماً وتربط بينه وبين العودة للأهلي مجدداً، ولكن سخرية مجلس إدارة الأهلي الجديد برئاسة محمود طاهر من كبر سنه، جعله يرفض تماماً العودة للنادى مجدداً، ولكنه أكد أنه سيظل دائماً عاشقاً للأهلي وجماهيره ومشجعاً متعصباً للنادى، إلا أنه لن يعد لتدريبه مرة أخرى، ليكتب بنفسه فصل النهاية لمسيرته التاريخية مع الأهلي.
















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;