شهادات حية من بطولات الجيش الثالث فى جبل الحلال.. مصاب يطالب بتدريبه على حمل سلاحه بذراع واحد.. ومقاتل يرفض حضور جنازة والدته ليثأر لأصدقائه.. وقائد عملية الاقتحام يؤكد: الإرهابيون يخافون من المواجهة

من فرط صدقها، تجد الجميع يرددها، فالكل فى واحد، والكل كما يرددون دوما بأنهم مشروع شهيد، خلال زيارة لنا فى جبل الحلال برفقة قوات الجيش الثالث الميدانى، كان الجميع يتذكر قصة الضابط الذى سقط من طلقات الإرهابيين، ليحتمى بصخرة من قوة الضربات الموجهة له، وفى خضم المعركة سقط منه سلاحه، فى مسافة تزيد عن عشر أمتار بينه وبين الصخرة التى يحتمى بها، حينها طلب منه قائده فى جهاز اللاسلكى بأن يخلى موقعه، فرد عليه بكل شموخ: "سلاحى لن أتركه قط، حتى أذوق الموت"، وبالفعل رغم إصابته، استطاع العودة وسلاحه معه، وقصص أخرى يذكرها الكبير قبل الصغير فى الجيش، ومنها قصة البطل الذى أصابته العناصر التكفيرية فى يده اليمنى، فلم يشعر بها إلا بعد أن سقط سلاحه، وذهب للمستشفى، وحين زاره قائد الجيش، وأخبره بأنه لن يعود مرة أخرى، لإصابته فى يده التى يحمل بها السلاح، فما كان منه إلا أن طلب أن يتدرب على حمل السلاح بيده الشمال، وحتى يعود لموقعه بين زملائه، ويثأر لأصدقائه. قصص الأبطال تزخر بالعديد من أوجه الدراما والتراجيديا، التى تنتظر كبار المؤلفين كى يلقوا الضوء عليها، فكلها "قصص مستوحاة من الواقع". "انفراد" خلال زيارته لجبل الحلال، التقى العديد من أبطال القوات المسلحة، الذين تشعر معهم بقوة ما يفعلونه، وعقيدتهم الراسخة التى تؤمن أن ما يفعلونه لن يذهب هدر، وأن صدورهم التى تتصدى لطلقات الإرهابيين، هى كما قال قائدهم الأعلى، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنها تزود عن الشعب بأكمله. يقول قائد قوات عملية اقتحام جبل الحلال، قبل عملية اقتحام الجبل، كان مأوى للعناصر الإرهابية والتكفيرية، وأصبحت تُخزن فيه السيارات والدرجات النارية المُفخخة، وتخزين الأطنان من المواد المجرة، والمواد، التى تساهم فى تصنيع العبوات الناسفة، لذلك كان لابُد بأن يتم تطهير الجبل من كل ما يهدد أمن واستقرار سيناء بصفة خاصة، والأمن القومى المصرى بصفة عامة. وأضاف من أعلى نقطة فى جبل الحلال، بأنه تم تخطيط عملية الاقتحام على عدد من المراحل، وكانت البداية، فى منع دخول المواد اللوجستية والإعاشة للعناصر الإرهابية والتكفيرية، عن طريق محاصرة الجبل، واستنزاف الذخيرة الخاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، نتيجة عملية الحصار، وفشلت العناصر فى عملية الهروب، وكانت قوات الأمن لهم بالمرصاد. ويوضح قائد عملية الاقتحام، بأنه بناء على المعلومات التى توفرت، وضعت خطة الاقتحام، وقامت القوات بغلق كافة محاور التحرك من وإلى الجبل، ومحاصرته، واستمرت عملية الحصار من 12 فبراير حتى 18 فبراير، ولم يكن الإرهابيين يعلمون، ما تقوم به القوات المسلحة، كما قامت عناصر "المهندسين العسكريين"، بدور بطولى فى عملية تطهر محاور التحرك التى ستمُر بها قوات الأمن، لبدء عملية اقتحام الجبل. وأكد خلال حديثه أن العناصر الإرهابية والتكفيرية غير قادرة على مواجهة أبطال القوات المسلحة وجهاً لوجه، لأنهم يعلمون جيداً أن معركتهم خاسرة فى حالة المواجهة المباشرة، مشددا على أن معنويات أبطال قوات إنفاذ القانون فى سيناء مرتفعة للغاية، لأنهم أهل حق. وكشف قائد قوات عملية اقتحام جبل الحلال، عن بعض من الأدوار البطولية التى قام بها أبطال القوات المسلحة، حيث كان أحد الجنود قد أصيب إصابة بالغة، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فتوجه إليه قائده ليساعده على عملية إخلاء مكانه، لكن الجندى طلب من قائده الاستمرار فى عملية الاقتحام والمداهمة، حتى استُشهد. كما أسرد قائد قوات عملية اقتحام جبل الحلال قصص وبطولات أبطال القوات المسلحة، أثناء عملية الاقتحام حيث قال: "توفيت والدة المقاتل عمرو عاشور، وذلك أثناء عمليات المداهمات، وعندما علم بوفاة والدته، قٌلنا له بأنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له، من أجل المشاركة فى عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر على استمراره فى عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء. وفى آخر رسالة من والدة المقاتل المصرى لنجلها قالت: "واه يا عبد الودود.. يا رابص ع الحدود.. ومحافظ ع النظام.. كيفك يا واد صحيح.. عسى الله تكون مليح.. وراجب للأمام..أمك ع تدعى ليك..و ع تسلم عليك.. و تجول بعد السلام..خليك ددع لابوك..ليجولوا منين دابوك.. ويمسخوا الكلام" ويؤكد قائد عملية جبل الحلال، أن الجبل الذى يعتبره الشعب المصرى أسطورة، هو الآن بالكامل تحت سيطرة الجيش المصرى، وفى عشر أيام استطعنا تطهيره من كافة العناصر الإرهابية والإجرامية، وعمل كوردون أمنى على كافة المداخل والمخارج الخاصة به. وأضاف قائد عملية تطهير جبل الحلال، أن الجيش الثالث خسر بعض أبطاله العظام، بهدف الوصول إلى غايته، وهى أن يكون حائط الصد الأول عن الشعب المصرى، ويزود بصدره عن كل مواطن مصرى شريف، يحب الوطن، ويسعى لرفعة مصر، لذلك فهم يشعرون دوما بحجم المهمة الثقيلة الملقاة عليهم. من جهته يؤكد أحد أبطال عناصر الجيش الثالث الميدانى، الذى شارك فى عمليات التطهير للجبل، أنه يفخر بمشاركته فى تلك الملحمة الأسطورية، التى سيؤرخها التاريخ العسكرى، المدنى على حد سواء، مشيرا إلى أن توثيق تلك البطولات الكثيرة هو أهم ما يجب عمله فى تلك الفترة، لأن التضحيات كبيرة وحجم الجهد المبذول لا يتخيله أى مواطن، بل هناك قصص سيسردها التاريخ، وستفخر بها الأجيال. وأوضح أن عملية الحصار لمداخل ومخارج الجبل، استغرقت ما يقرب من ست أيام، بالتعاون مع أهالى سيناء، استطاعت فيها القوات استنزاف العناصر الإرهابية والتكفيرية من ذخيرتها ووسائل معيشتها، حتى استسلم عدد كبير منهم. "واه يا عبد الودود.. ع أجولّك وانت خابر.. كل الجضية عاد.. ولسة دم خيك.. ما شرباش التراب.. حسك عينك تزحزح يدك عن الزناد.. خليك يا عبده راصد لساعة الحساب" فى سياق متصل يقول أحد مقاتلى الجيش الثالث: "لدينا عساكر تم اختيارها بعناية، وهم يشعرون بقوة ما يفعلونه، وهناك خبرة قتال لدى الأبطال ممن يقومون بالمهام، وذلك منذ مركز التدريب، فالبطل يتم تدريبه على مختلف الأسلحة. ويؤكد أن من يقومون بالعمليات هم أشخاص تم اختيارهم بعناية، ويقومون فى كمائن ثابتة ومداهمات متحركة، ولذلك فالمقاتلين مسئولين عّن تأمين نطاق الكمين وكذلك المشاركة فى المداهمات، مشيرا إلى أن هناك تعاون بين الأجهزة المعنية، للوصول للشكل الأمثل للمعلومة، لأن نجاح أى مهمة هى المعلومة، يليها التدريب، والروح المعنوية، موضحا أن هناك تدرج فى التدريب، وذلك يساعد على نقل خبرات العمليات من الضباط القدامى الجدد، بجانب تنمية الحيطة والحذر. ويقول إنه يرى ولديه عمر، وتلك فترة لا يعدها، فهو لا يطلب إجازة، ولا يجلس فى منزله، بل هو يجلس فى وحدته وعمله حتى أشعار من قاداته، يذكر والده الذى أصيب فى ثلاث حروب سابقة لمصر، ورغم ما يقدمه حاليا من بطولات فإنه يقول: "لم أتشرف أن أكون مثل والدى رغم ما أفعله". ثقافته الواسعة يجعله يتذكر عبارات من هنا وهناك، مرجعا عظمة المصريين إلى التاريخ، لذلك فهو سيظل محافظا على تلك الحضارة، مستشهدا بأنيس منصور وعيد العظيم رمضان ومذكرات السادات، وغيرها من الكتب التى يرجع لها متذكرًا عظمة الآباء الأوائل. فى الحافلة لجبل الحلال كان وجهه يضئ حينما يمر على كمين به جنوده وزملاءه، ويقول لهم " هؤلاء رجالى"، وهم من يدافعون عّن البلد حتى لو لم يشارك فى معارك جبل الحلال. فى يده يحمل سلاحا أليا، يقول وهو قابض عليه "لا تقلقوا من أى شيئ فكل طلقة براجل"، فالطبقة تخرج من المصنع وعليها اسم صاحبها. "واه يا عبد الودود.. كيفك وكيف زمايلك.. عسى الله طيبين.. خالك زناتى داى لك ضمن المطوعين.. واختك تطلع يوماتى.. ع المستشفى الجديمة.. حاكم ع يمرنوها ف العركة تكون حكيمة" من جهته يشير بطل آخر من أبطال الجيش الثالث"، إلى أن المصابين فى المستشفيات العسكرية منذ الدقيقة الأولى وهم يطلبون العودة لوحداتهم، بل والرجوع لمقاتلة التكفيريين والإرهابيين، حرصا منهم على دورهم الوطنى، الذى يؤدونه فى تلك المرحلة. وأشار إلى أن الجيش المصرى يقف كالصقر فى حماية الوطن، وسيعمل على أن تكون سيناء خالية من الارهاب بالكامل، مؤكدا أن تلك هى الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة، بأن يتم محاربة الإرهاب، مع مراعاة كافة المواطنين المدنيين ممن لم يرفعوا سلاح فى وجه الشعب والجيش المصرى. وأوضح أن الإرهاب الخسيس، سينتهى، وأن عمليات التطهير التى تجرى حاليا، هى نهاية المطاف له، متذكرا بطولات جنوده، ودناءة وخسة الإرهابيين، متذكرا موقف بأن أحد الإرهابيين تم القبض عليه أول يوم فى عيد الأضحى، وحينما سألوه لماذا لم تصل وتكبر مثل باقى المسلمين، رد بأنه كان مشغولا، قائلا: "هم يبيعون دينهم ودنياهم لمن يدفع لهم". من جهته قال قائد إحدى المجموعات التى اقتحمت جبل الحلال، إنه مجموعته اشتركت من ضمن عدد من المجموعات التى اقتحمت الجبل، كما أن الجبل طبيعته واعرة للغاية وتضاريسه بالغة الصعوبة، مما جعله ملاذاً آمنا للعناصر الإرهابية والتكفيرية والخارجة عن القانون. وأضاف أنه أثناء عملية الاقتحام، تم التغلب العبوات الناسفة والموانع التى وضعتها العناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية الخطرة، حتى تمنع القوات من المرور واقتحام أوكارهم، لكن إرادة وعزيمة واحترافية المقاتل المصرى تغلبت على كل ذلك. وأكمل: "بدأت عملية اقتحام الجبل بحصار استمر لمدة 21 يوما، كما أن مدة المداهمة داخل الجبل استمرت شهر كامل، ورغم صعوبة الجبل المتمثلة فى تضاريسه، تغلبنا على ذلك، وبفضل الله اقتحمنا الجبل وقمنا بتطهيره وتعاملنا مع العناصر الإرهابية والتكفيرية التى كانت موجودة بداخله. وأشار إلى أنه تم وضع خطة، للتعامل مع "الخطط الانتقامية"، التى ستقوم بها العناصر الإرهابية والتكفيرية، ضد القوات التى اقتحمت الجبل، وذلك نتيجة الهجوم عليهم وتدمير مخازن الأسلحة والإعاشة والمؤن الخاصة بهم، وكنا مستعدين للتعامل مع ذلك، وبالفعل، قاموا بالعديد من العمليات، لكننا تصدينا لهم بكل قوة وشجاعة. وشدد على أن الروح المعنوية لأبطال قوات إنفاذ القانون التى اقتحمت جبل الحلال، كانت عالية فى السماء، لا يخشون الموت، مؤمنين أن ما يفعلونه هو من أجل حماية الأرض والعرض، والدفاع عن تراب مصر وحماية الأمن القومى للبلاد، من جماعات الظلام والتخريب.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;