زيت وسكر الإخوان "من مصر لتركيا".. أردوغان يستعين بعناصر الجماعة الإرهابية للحشد لتعديلاته الدستورية.. جولات وخطب بالمساجد بالمخالفة للقانون.. وتوزيع سلع وبطاطين لمغازلة الناخبين.. وباحثون: يردون "الج

لا يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينتظر نتيجة من صناديق الاقتراع إلا إقرار تعديلاته الدستورية، التى أعدها حزبه وأقرها البرلمان فى يناير الماضى، ويصوت الأتراك عليها فى استفتاء عام، اليوم الأحد، وأنه حسم أمره بتمرير هذه التعديلات تحت أى ظرف، وبغض النظر عن رأى الأتراك أنفسهم، هذا ما يبدو من الصورة المتوفرة الآن وبعد ساعات من فتح مراكز الاقتراع لأبوابها وانطلاق التصويت، فما بين تحرش أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم بالرافضين للتعديلات، واعتداءات بالضرب فى مدن شرق تركيا، وسقوط قتيلين فى اشتباكات بمدينة "ديار بكر"، وتوظيف عناصر خارجية وأعضاء بجماعة الإخوان الإرهابية فى خدمة المشروع الأردوغانى، يتجلى قرار الرئيس التركى ذى النزعة الإمبراطورية، واتجاهه لتأميم القرار السياسى واختطاف البلاد بالدستور. ما زالت التفاصيل والمفاجآت تتوالى من داخل لجان الاستفتاء باتساع مدن تركيا، وآخرها إصابة عدد من المواطنين ومقتل اثنين فى اشتباكات داخل أحد مراكز الاقتراع، إضافة إلى تواتر تقارير من مؤسسات دولية، بحسب ما نشرته صحيفة "زمان" التركية، تؤكد تعسف النظام التركى مع المعارضين للاستفتاء، والتضييق على تحركاتهم، وقطع لافتاتهم، وعدم منحهم مساحة متكافئة مع مساحة المؤيدين فى وسائل الإعلام، وصولا إلى مفاجأة من العيار الثقيل، وضد القانون التركى، تتمثل فى فتح أبواب المساجد ومنابر تركيا بطول البلاد وعرضها، لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية. مفاجآت استفتاء أردوغان.. لجنة اقتراع تغلق أبوابها بعد 12 دقيقة فقط تضمنت عملية التصويت على استفتاء التعديلات الدستورية فى تركيا، التى انطلقت صباح اليوم الأحد، كثيرا من المفاجآت والمشاهد الملفتة، لعل أبرزها أن حى "كايرانوكتشو" فى مدينة "مانيسا" غرب تركيا، شهد انتهاء اليوم الانتخابى بعد 12 دقيقة فقط، وقد علق رئيس لجنة الإشراف على الصندوق الانتخابى، رمضان كابان، على المشهد الغريب قائلا: "لقد أصبحنا أول صندوق انتخابى ينهى يومه على مستوى تركيا". لم يكن انتهاء التصويت بعد 12 دقيقة فقط العجيبة الوحيدة فى استفتاء أردوغان على مشروعه الخاص لصياغة دستور تركى يوافق طموحاته الشخصية، فهناك مشاهد أكثر عجبا وسخونة، أبرزها استعانة الرئيس التركى بقيادات وأفراد من جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين فى تركيا، للحشد لهذه التعديلات والترويج لها وحث المواطنين الأتراك على الموافقة عليها والتصويت بـ"نعم" لصالحها. أردوغان يستعين بالإخوان على منابر تركيا لفرض سيطرته الكاملة بالبلاد يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للفوز فى معركة الاستفتاء، والعبور بتعديلاته الجديدة للدستور التركى، فى سبيل فرض هيمنته على مقاليد الأمور فى البلاد، ولهذا لجأ للاستعانة بعناصر تنظيم الإخوان الإرهابى المتواجدين فى تركيا، من أجل الترويج للتعديلات الدستورية من خلال إلقاء خطب الجمعة أول من أمس، بالمخالفة للقوانين التركية التى تحظر اعتلاء أى أجنبى لمنابر المساجد فى البلاد. قائمة المتعاونين مع أردوغان والداعمين له فى رحلة وضع يده على مقاليد الأمور فى تركيا، تتضمن أسماء عديدة من جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، وعناصر من المنتمين للجماعة فى سوريا، ممن لجأوا إلى تركيا مع احتدام الصراع فى الأراضى السورية، ومن أبرز العناصر التى استعان بها النظام التركى فى هذه المهمة، محمد الصغير، القيادى بالجماعة الإسلامية، الداعم للجماعة الإرهابية وما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، إذ نفذ عدة جولات فى محافظات جنوب شرق تركيا، لحث المواطنين الأتراك على التصويت بالموافقة على التعديلات. اللافت فى الأمر، أن الخلطة الانتخابية التى جمعت "أردوغان" وعناصر الإخوان، أنهم اتبعوا الأساليب الانتخابية والدعائية نفسها التى اتبعها التنظيم الإرهابى من قبل فى مصر، خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد ثورة 25 يناير، وخلال سباقهم لدخول مجلس الشعب قبل الثورة، وتمثلت أبرز هذه الأدوات فى توزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين، من خلال زيارات نفذتها عناصر من أمانة الشباب فى الحزب التركى الحاكم "حزب العدالة والتنمية". باحث إسلامى: الإخوان يسعون لرد الجميل لـ"أردوغان" ربما يبدو سبب دعم الإخوان لتعديلات "أردوغان" الجديدة غريبا، خاصة أن الأمر يتصل بالشأن الداخلى التركى، ولا علاقة للإخوان به ولا مكسب مباشرا لهم من ورائه، ولكن فى الأمر حقائق وتفاصيل أخرى، ربما ترتبط بدعم الرئيس التركى للجماعة واحتضانه لأعضائها، ودعمه وتمويله لأنشطتهم، وفى هذا الإطار اعتبر باحثون فى حركات الإسلام السياسى، أن جماعة الإخوان تسعى لرد الجميل للرئيس التركى. ويقول هشام النجار، الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية: "هناك اتفاق ضمنى جرى بين أردوغان وجماعة الإخوان، على أن ينصروه ويكونوا معه فى صراعاته ومعاركه السياسية الداخلية، وفى مشروعاته التوسعية فى العمق العربى، سواء بالجهود الناعمة أو المادية والعسكرية، فى مقابل ضمان أمنهم ومواصلة إيوائهم وعدم تسليمهم لحكومات بلادهم، والشواهد على ذلك كثيرة، منها مؤتمر نصرة الموصل الذى نظمه إسلاميون مصريون بتركيا لدعم مشروع أردوغان بالعراق، وكذلك سوريا، وهناك إلى جانب ذلك مشاركة عسكرية ميليشياوية معروفة وموثقة فى المعارك التى جرت على الأرض طوال السنوات الماضية". وأضاف "النجار" فى تصريح لـ"انفراد": "يدعم الإخوان أردوغان فى معركة التعديلات الدستورية من خلال محاور عدة، أولها إضفاء الصبغة الدينية والشرعية، إذ لعب يوسف القرضاوى مؤخرًا دور من كان يلقب أثناء السلطنة العثمانية بشيخ الاسلام، وآخرهم كان مصطفى صبرى، الذى هاجمه المصريون يوما ما عندما جاء مدافعا عن آخر سلطان عثمانى، بعد انقلاب جبهة محمد كمال داخل الإخوان، فالقرضاوى اليوم بمثابة شيخ إسلام السلطنة العثمانية الجديدة، بإصداره فتوى تدعم مشروع أردوغان فى اعتلاء العرش العثمانى من جديد تحت عنوان النظام الرئاسى، وخرج بفتوى أن النظام الرئاسى هو الأقرب للشريعة الإسلامية، بحسب زعمه، وهناك أيضا المحور الإعلامى، إذ توظف الكتائب الإليكترونية الإخوانية لدعم أردوغان ومشروعاته السياسية، إضافة إلى الجهود الميدانية المباشرة، إذ ينزل الإخوان وحلفاؤهم بالشوارع والميادين، للإيهام باتساع رقعة تأييد أردوغان وتعديلاته الدستورية. باحث إسلامى: أردوغان يسعى لاجتذاب إخوان مصر وتونس والأردن ومنحهم الجنسية فى سياق متصل، قال أحمد عطا، المتخصص فى شؤون حركات الإسلام السياسى، إنه فى إطار الترتيبات التى يقوم بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لنيل مزيد من الصلاحيات والسيطرة على مؤسسات الدولة، استعان بقيادات الإخوان الهاربين من مصر، برئاسة الدكتور جمال حشمت، ومشاركة ما يُسمى بـ"البرلمان الموازى"، للإشراف الكامل على هذا الاستفتاءز وأضاف "عطا" فى تصريح لـ"انفراد": "مجموعة تركيا وضعت خطة سرية لإجراء تعديلات كاملة على الدستور فى إطار مشروع أخونة اسطنبول، وقد قرر الرئيس التركى منح قيادات الإخوان الهاربين لتركيا الجنسية التركية بعد الانتهاء من التعديلات، وتحويل أنقرة لقبلة جديدة لإخوان تونس ومصر والأردن، فى إطار الوطن البديل، وهو المشروع الذى سيتحرك إليه الرئيس التركى بعد الانتخابات. وتابع الباحث فى شؤون حركات الإسلام السياسى تصريحه قائلاً: "وفق هذا التحرك التركى لتحويل اسطنبول لقبلة للإخوان على مستوي الشرق الأوسط، عقد الرئيس التركى اجتماعا ثلاثيا خلال الشهر الماضى، ضم راشد الغنوشى مسؤول إخوان تونس، وأمين عام التنظيم الدولى الملياردير إبراهيم منير، للاتفاق على البدء فى التوسع بإجراء تحويلات من حسابات أعضاء جماعة الإخوان من أوروبا وشمال أفريقيا لبنوك أنقرة، وذلك بعد التحفظ على أموال قيادات جماعة الإخوان فى مصر، علي أن يتم نقل إيداعات جماعة الإخوان من 50 بنكا حول العالم، على 5 مراحل، ويتوقع أن تصل إجمالى هذه التحويلات لبنوك أنقرة إلى 12 مليار دولار أمريكى"، على حد قوله.












الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;