بالصور.. "انفراد" فى رحلة على قطارات الغلابة بخط "المناشى".. الفوز بمقعد قمة سعادة الراكب.. والحمامات تحولت لعربات صغيرة هربا من الزحام.. والركاب يواجهون تكرار توقف القطار بتبادل الإفيهات الساخرة

البائعون والمتسولون يسيطرون على القطار زجاج النوافذ محطم بفعل قذها بالحجارة.. والركاب بطرقات العربات أضعاف الجالس على المقاعد وزير النقل يرد: تطوير السكة الحديد على رأس أولوياتى لكنها تحتاج مليارات الجنيهات "مبكيات" خلال الرحلة.. راكبة بعد اقتناص مقعد رغم أن بنتها لم توفق: "الحمد لله ربنا بيحبنا" وآخر: اللى بيرفع رجله مش بيلاقى مكان ينزلها فيه تانى كمسرى القطار لا يعرف اسم رئيس هيئة السكة الحديد ويعلق: "مركز فى شغلى بس وبضطر مدفعش ركاب تمن التذكرة عشان مفيش حد يتعدى عليا" القطارات المطورة هى أقل مستوى فى القطارات.. وتعرف بـ"القطارات العادية" ذات اللون الأصفر.. ركابها من محدوى الدخل وأصحاب المستوى الاجتماعى الأقل.. تعمل على الخطوط الفرعية الرابطة بين المحافظات بعضها وبعض مثل السويس ـ الإسماعيلية والقاهرة ـ منوف وعين شمس ـ السويس والزقازيق ـ المنصورة أو خطوط الضواحى مثل خط أبو قير بالإسكندرية وخط 23 يوليو ـ شبين القناطر وخط القاهرة - إيتاى البارود المعروف باسم خط "المناشى". وقال الدكتور هشام عرفات وزير النقل فى أول مؤتمر صحفى له حول تلك القطارات المسماة بـ"القطارات المطورة": "مش عارف مين اللى سماها القطارات المطورة.. هى مش مطورة خالص وملهاش علاقة باسمها.. وأكثر ما أحزننى أننى عندما سألت ركابها عن رأيهم فى مستواها قالوا كويس.. دول ناس راضية بأقل شئ".. هذه الجمل التى قالها الوزير عن تلك القطارات كانت الأكثر توصيفا وتعبيرا عن حالة هذه القطارات.. ومن هنا حرص "انفراد" على إجراء جولة على قطارات خط المناشى لرصد واقع حالة قطاراتها المسماة "القطارات المطورة". وعلى رصيف 11 بمحطة مصر برمسيس تنطلق قطارات خط المناشى.. لذلك توجهنا إلى محطة مصر ظهر الخميس الموافق 11 مايو الجارى.. اتجهنا مباشرة إلى رصيف 11 بالمحطة.. أول شئ قمنا به شراء تذكرتين من شباك التذاكر الخاص بقطارات المناشى المتواجد على نفس الرصيف.. كانت أول ملاحظة أنه غير مدون بالتذكرة موعد قيام القطار أورقم القطار الذى قررنا استقلاله وهو رقم 683 المدرج بجدول التشغيل تحركه من المحطة فى اتجاه إيتاى البارود الساعة 2.35 ظهرا، وقيمة التذكرة تبدأ من جنيه ونصف وتصل إلى 4 جنيهات. وصل القطار المقرر لنا استقلاله على رصيف المحطة الساعة 2 ظهرا قادما من الورش من أجل بدء رحلته فى إيتاى البارود.. كان به بعض الركاب الذين توجهوا لاستقلاله من الورش كى يضمنوا وجود مقاعد خالية لهم طوال رحلتهم.. بمجرد أن جلسنا على مقعدنا داخل القطار ظهر لنا الباعة الجائلين حتى قبل تحركه.. من السندوتشات والمياه المعدنية والغازية والشاى والحلويات حتى الاكسسوارات والملابس الجاهزة.. عندما تحرك كان ممتلئ عن آخره بالركاب.. ليس فقط مكتمل مقاعده إنما يوجد بطرقات العربات ركاب أضعاف الجالس على المقاعد.. والقطار تحرك قبل موعده المدرج بجدول التشغيل بخمس دقائق. عندما وصل القطار إمبابة وهى أول محطة يمر بها القطار بعد محطة مصر كان ممتلئ لدرجة لا تستطيع معها التجول داخل العربات بسبب كم البشر الموجود فى الطرقات.. لا تستطع مبارحة مكانك سنتميرات بسهولة، لذلك ظللنا فى مقاعدنا حتى يقل الزحام فى القطار نسبيا كى نتمكن من التجول فى القطار ورصد حالته.. من الطريف أن أحد الركاب الواقفين فى طرقات عربتنا التى نجلس بها كادت تحدث مشادة بينه وبين راكب آخر لأنه عندما رفع أحد قدميه من على أرضية العربة كى يحركها قليلا وعندما أنزلها لم يجد لها مكانا بسبب أن راكب بجواره وضع قدمه فى موقعها ليقول الراكب ساخرا: "هو اللى بيرفع رجله مبيلقيش لها مكان تانى ولا ايه؟". مع الزحام جلس معنا فرد ثالث على المقعدين الملاصقين لبعض بعربة القطار.. من يجد مكانا يجلس عليه حتى لو كان نصف مقعد يكون فى قمة سعادته.. هذه السعادة دفعت سيدة استقلت القطار ومعها بنتها وحفيدها الرضيع من محطة "برطس" وهى سابع محطة بعد محطة مصر.. عندما استقلت القطار تزامن ذلك مع ترك راكب آخر مقعده المجاور لنا لينزل ويغادر فى نفس المحطة.. بعدما تمكنت من اقتناص والجلوس على هذا المقعد رددت بسعادة النصر قائلة: "احنا ربنا بيحمنا"، وذلك رغم أن بنتها لم تتمكن من الجلوس على مقعد وظلت واقفة بطرقة العربة. الزحام داخل القطار قل قليلا ابتداء بعد محطة "الكوم الأحمر" وهى رابع محطة بعد محطة مصر، وهذا الزحام لم يمنع كمسرى القطار من المرور لمراجعة تذاكر الركاب.. نعم هو لا يتمكن من سؤال كافة الركاب عن تذاكرهم بسبب شدة الزحام لكنه تواجد وتجول بالعربات قدر تمكنه من اختراق الزحام.. بعد محطة "المناشى" وهى تاسع محطة بعد محطة مصر قل الزحام كثيرا وأصبح بإمكاننا التجول داخل القطار لرصد حالته. وخلال رحلتنا بالقطار لم يظهر لنا عامل نظافة سوى فى بداية الرحلة قبل تحرك القطار، حيث تواجدت عاملة نظافة لتنظيف العربة من أثار بقايا تسالى الركاب "الترمس واللب" المبعثرة على أرضية العربة أسفل عدد كبير من مقاعدها.. حمامات القطار التى غابت عنها الصيانة لا يوجد منها شئ سوى إطارها وبقاياها.. بعضها بدون أبواب أو بابها مكسور وتحولت إلى عربات صغيرة يقف بها الركاب مع ازدحام طرقات عربات القطار.. يوجد بعض الحمامات التى تضطر بعض السيدات إلى استخدامها لقضاء حاجة أطفالها رغم عدم وجود أى مياه بها أو أى تجهيز، لذلك لا يقف بها ركاب. حالة القطار فعلا تشعرك بالحزن كما وصفها وزير النقل.. ومن دعابات بعض الركاب مع بعضهم مع تكرار توقف القطار فى المحطات لكى تمر القطارات القادمة فى الاتجاه المعاكس "حد ينزل يزج يا جماعة"، وخط المناشى سكة مفردة من لا يعلم تضطر عليه القطارات المتجهة إلى إيتاى البارود للتوقف فى المحطات كى تتمكن القطارات القادمة فى الاتجاه العكسى من إيتاى البارود من المرور.. فهى مزدوجة فى المحطات فقط.. فحركة تشغيل القطارات على هذا الخط تعتمد على مرور قطار من محطة لأخرى تالية ثم التوقف ليمر قطار فى الاتجاه العكس.. لذلك اثناء رحلتنا تم حجز القطار فى محطة "برطس" حوالى نصف ساعة حتى يتمكن القطار القادم فى الاتجاه العاكس من المرور. زجاج نوافذ القطار كثير منه مكسور، ويبدو أنه تم تكسيره بفعل قذفه بالحجارة من خارج القطار أثناء الرحلات.. وخلال رحلتنا شاهدنا محطات بلا أرصفة بسبب أعمال تطويرها التى بدأت، حيث تم هدم أرصفتها لتطويره ولا يوجد أى أثار لسرعة استكمال تطوير تلك المحطات كما الحال فى محطتى الكوم الأحمر وأوسيم على هذا الخط.. فلا يوجد عامل واحد يعمل فى أعمال تطوير هذه المحطات.. ترجلنا من القطار فى محطة "أبو غالب" هى المحطة رقم 17 بعد محطة مصر كى نستقل قطار آخر ربما نجد الحالة مختلفة أو أحسن حتى لو قليلا. بحثنا عن خفير مزلقان محطة "أبو غالب" ويدعى عبد الوهاب لنتحدث معه قليلا عن أوضاعهم على هذا الخط، لنفاجئ أنه ليس خفير مزلقان وإنما مراقب حركة تم انتدابه ليعمل خفير مزلقان على مزلقان "أبو غالب" هو مزلقان غير مطور ويعمل بشكل تقليدى، وذلك بسبب وجود عجز فى أعداد خفراء المزلقانات وأنه يوجد عجز فى قوة عمل المحطة من العاملين.. الملاحظ أنه كان يرتدى زى العاملين بشركة المترو وعن سؤال عن السبب قال: "أهو أى لبس قدامى لبسته.. احنا المفروض نستلم زى خاص بينا لكن بقالنا سنين مستلمناش لبس"، لافتا إلى أن قوة عمل المحطة على الأقل 4 موظفين لكن يوجد عجز فى المحطة. استقلنا قطار آخر من محطة "أبو غالب" فى اتجاه إيتاى البارود وهو قطار رقم 685.. وكانت حالته لا تختلف عن القطار الأول من عدم وجود حمامات وتحولها لإماكن لوقوف الركاب مع الزحام.. الباعة الجائلين والمتسولين كما الحال بالقطار الأول.. وزجاج النوافد المحطم وأثار مخلفات تسالى الركاب وتناولهم الأطعمة بالقطار.. ثم ترجلنا هذا القطار فى محطة "وردان"، وعندما تجولنا بمحطة "وردان" شاهدنا تحول دورات المياه الموجودة بالمحطة لمكان اشبه بالمواقع المهجورة التى تستخدم ليلا فى كل الأعمال المنافية للآداب والقانون. ومن محطة وردان استقلينا قطار ثالث قادم فى اتجاه القاهرة وهو قطار رقم 684 الذى تحرك من محطة إيتاى البارود الساعة 3 عصرا.. الوضع فيه لا يختلف تماما عن القطارين الأول والثانى.. وى هذا القطار دار بيننا حوار مع الكمسرى الموجود به ويدعى على عبد العزيز وبمجرد سؤاله عن حاله رد قائلا: "الوضع مقرف وسواق القطر ده كل شوية يقف وشكلى مش هلحق القطر اللى هروح فيه"، حيث يضطر السائق إلى التوقف بالمحطات ليمر القطارات القادمة فى الاتجاه المعاك، وهذا الكمسرى مقيم فى قليوب ويستقل قطار بعد انتهاء عمله من محطة مصر للمغادرة إلى منزله. المفاجئ أن هذا الكمسرى لا يعرف اسم رئيس هيئة السكة الحديد التى يعمل بها أو اسم رئيس قطاعه، وعدما رددنا له اسمهما قال ببساطه: "مين دول.. انا والله معرفهمش.. انا معرفش حد.. كل يوم بطلع على القطر وملتزم فى عملى ومش مش فارق معايا اعرف حد تانى، لافتا إلى أنه يضطر فى بعض الأحيان إلى جعل بعض الركاب لا تشترى تذاكر حتى لا يشتبك معهم، مستطردا: "احيانا راكب يرفض قطع تذكرة ولو كترت معه احس انه ممكن يتعدى عليا لذلك اضطر لتجاهله.. لو حصلت مشكلة مش بلاقى حد من الشرطة أو الأمن إلادارى إلا فى نهاية المشكلة.. وممكن يكون الراكب ده هرب.. لذلك انا بحاول أمشى أمورى". اللافت أنه طوال رحلتنا فى القطارات الثلاثة لا نشاهد أى فرد من الشرطة أو الامن الإدارى التابع للسكة الحديد. وأكد الدكتور هشام عرفات وزير النقل لـ"انفراد" أن تطوير السكة الحديد على رأس أولوياته، وأن تجديد البنية الأساسية تمثل أولوية أولى له فى مشروع تطوير السكة الحديد، لافتا إلى أن السكة الحديد طالها الإهمال خلال السنوات الماضية لذلك وصلت إلى ما وصلت له من تدهور، متابعا: نسعى لتطويرها وضافعنا معدلات تجديد القضبان ونشرع فى مشروعات لتجديد الإشارات وتطوير المزلقانات ولدينا خطة لشراء 700 عربة جديدة إلا أن تنفيذ هذا سيستغرق وقتا.. لكن المشكلة أن تطوير السكة الحديد يحتاج إلى مبالغ كبيرة جدا تقدر بمليارات الجنيهات".






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;