أساليب إسرائيل لاختراق المصريين.. تدريس "العامية المصرية" بجامعاتها لتكوين كوادر تحلل الشأن المصرى.."السوشيال ميديا" بوابتها الكبرى لفهم المجتمع المصرى..وكتيبة دبلوماسية بخارجية تل أبيب للتواصل مع الش

لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلى، تضع أمام نصب أعينها، مصر، كأكبر تهديد استراتيجى لها على المدى البعيد رغم توقيع اتفاقية سلام بينهما فى نهاية سبيعينيات القرن الماضى، وتسعى بكل وسائلها وامكانياتها المتاحة للتغلغل داخل مصر ومعرفة أدق التفاصيل، فى سياق برنامجها "أعرف عدوك" الذى وضعه كبار قادة الاحتلال منذ سنوات. واستمرار لهذا النهج كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، نهاية الأسبوع الماضى، تدريس اللهجة "العامية المصرية"، ضمن اللهجات العربية فى أقسام اللغة العربية بجامعات إسرائيل المختلفة، كما كشفت إن هناك إقبال كبير من جانب الطلاب الإسرائيليين على تعلم اللغة العربية العامية وخاصة "اللهجة المصرية"، مشيرة إلى إن الطلب على تعلم "العامية المصرية" يتجاوز حدود اللهجة الفلسطينية. وأصبح الطلب على تعلم اللغة العربية العامية كبيرًا فى السنوات الماضية، وما زال أخذ بالازدياد، ولذلك تم افتتاح فى جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، قسم لتعلم العامية المصرية، لزيادة وعى الطلاب الإسرائيليين باللهجة المصرية، وتدريبهم على تحليل الشأن المصرى. وأجرت خلال العاميين الماضيين، كلية اللغات التابعة لجامعة بار إيلان، أكثر من 24 دورة لتعليم اللغة العربية العامية، والعربية الفصحى، للمبتدئين والمتقدمين لغير الناطقين بها، وقررت هذا العام إنشاء دورة تعليم اللهجة المصرية مرة فى السنة. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى إن الكثيرون فى إسرائيل، يعرفون اللهجة المصرية بفضل أفلام السينما المصرية الناجحة، لذلك سيشاهد الإسرائيليون الذين سينضمون إلى أقسام تعلم "اللهجة المصرية" مقاطع فيديو لعادل إمام، وسيشاهدون مسرحيات مصرية معروفة، وسيستمعون إلى الموسيقى التقليدية، مثل أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. وفى السياق نفسه، نقلت القناة الأولى الإسرائيلية "ريشت بيت"، عن هشام فريد، معلم يهودى من أصل مصرى ولد فى محافظة الإسكندرية، انطباعه من لقاءاته مع الإسرائيليين، قائلا إنهم يحبون الحضارة المصرية جدًا ويحترمونها، و"لذلك لا تعتبر اللهجة المصرية غريبة على الإسرائيليين". وأضاف المعلم اليهودى، إن هناك جزء كبير من الطلاب الجامعيين فى الدورة من أبناء الجيل الثانى والثالث من المهاجرين اليهود من مصر المعنيين بتعلم اللغة التى تحدث بها أفراد عائلاتهم وفهمها. فيما قال رونى بيالر، مدير مدرسة "حوخماه" للغات، والتابعة لجماعة بار إيلان أيضا، إن قرار فتح دورة تعليم لهجة عربية غير محكية فى إسرائيل تقريبًا استنادا إلى إن مصر هى الدولة العربية الجارة الكبيرة، واللهجة المصرية هى الأكثر انتشارا فى المنطقة. وأضاف بيالر قائلا: "تخيل إن عراقيا ومغربيًا لا يتقنان الفصحى يلتقيان، فما هى اللغة التى ستمكنهما من تبادل الحديث؟، لا شك إنها اللغة المصرية التى تعتبر لغة هوليوود العربية". وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى إن الكثيرون فى إسرائيل يعرفون اللهجة المصرية بفضل أفلام السينما المصرية الناجحة، لذلك سيشاهد الإسرائيليون الذين سينضمون إلى الدورة مقاطع فيديو لعادل إمام، سيتعلمون مسرحيات مصرية معروفة، وسيستمعون إلى الموسيقى التقليدية، مثل أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ. لماذا تعلم اللهجة المصرية وزعم القائمون على تدريس "اللهجة المصرية" بالجامعات الإسرائيلية أن لا أهداف تجسسية لها، وذلك بالرغم من أن إسرائيل لم تتوقف يومًا عن التجسس على الدول العربية، خاصة رغم اتفاقيات السلام الموقعة بينهم. فيما قالت صفحة "إسرائيل فى مصر"، الناطقة باسم السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، إنه فى إسرائيل يوجد العديد من الناس، الذين يستمعون إلى أغانى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، كما يتابعون الأفلام المصرية على القناة الأولى منذ 50 عامًا، وهناك تفاعل كبير مع الثقافة المصرية. وتعمل إسرائيل منذ انتهاء حروبها مع مصر عقب هزيمتها الساحقة فى عام 1973، على تدريب كوادر تكون قادرة على التجسس أو متابعة الشأن المصرى وفهمه كما يفهمه أهله لاستغلاله من أجل مصلحة إسرائيل. وكانت قد دابت إسرائيل، متمثلة فى "العصابات الصهيونية المسلحة" و"الوكالة اليهودية" فبل نكبة فلسطين عام 1948 على تعليم الإسرائيليين اللغة العربية من أجل دراسة الفلسطينيين والمصريين وغيرهم من العرب، من أجل تحقيق مصالحها. وبعد النكبة، تابعت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تعليم عناصر المخابرات فى تل أبيب اللغة العربية لأهداف تجسسية، مستغلين العديد من اليهود الذين أحضروهم من مختلف الدول العربية لاتقانهم اللهجات المختلفة. وكثير من الجواسيس الذين زرعتهم إسرائيل فى مختلف الدول العربية كانوا من خريجى دورات تعليم اللهجات المختلفة فى المؤسسات الأمنية الإسرائيلية خاصة "الموساد". "السوشيال ميديا" بوابة غزو العقول وفى سياق استغلال تل أبيب لكل ما هو متاح لمعرفة الشأن المصرى والتدخل فيه، أدركت دولة الاحتلال الإسرائيلى، مبكًرا أهمية وقيمة مواقع التواصل "سوشيال ميديا" ووظيفتها فى صراعها طويل الأمد لغزو العقول العربية خاصة الشباب المصرى، فى محاولة لإبعادهم عن جوهر النزاع العربى ـ الإسرائيلى، وتحييدهم على أقل تقدير، فضلاً عن استقطاب البعض وتجنيدهم. وأمام ارتباط غالبية الشباب فى مصر والدول العربية بمواقع التواصل بدأت إسرائيل نصب شباكها لتصطاد فرائسها تارة، وغسل العقول فى صفوف الأجيال الصاعدة تارة أخرى، فمنذ 5 سنوات بدأت الخارجية الإسرائيلية، ببناء ذراع إعلامية موجهة باللغة العربية، ودشنت العديد من تلك الصفحات والتى كا أولها صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية". وكانت قد أعلنت خارجية إسرائيل، مؤخرا أنها أصبحت قادرة على الوصول إلى كل مواطن عربى، زاعمة أن بعض الشباب بدأ يغير رأيه عن إسرائيل من خلال التعليقات التى تصل إليها عبر صفحاتها المنتشرة على فيس بوك وتويتر. وفى مبنى كبير داخل أروقة وزارة الخارجية الإسرائيلية، يجلس موظفون فى لجان إلكترونية، للتواصل مع شباب من العالم العربى وجميع أنحاء العالم، ويعمل نحو 10 مسئولين بالخارجية على كتابة المنشورات ونشر الصور، وترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وكتابة تعليقات للمتصفحين، للتواصل بين إسرائيل والشباب فى العالم العربى، بقسم "الدبلوماسية الرقمية" العربية فى الوزارة. وتقول الخارجية الإسرائيلية عن نفسها: "نحن نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربى، فقبل 10 سنوات لم تربطنا أى علاقة بمن فى المنطقة، ولم نكن نعلم حتى ماذا يكتب فى صحفهم، ومن المثيرة للدهشة أننا أصبح يربطنا علاقة مباشرة مع الناس فى كل دولة عربية". وأمام خطوات الخارجية الإسرائيلية، فى معركة "غسل العقول"، بدأت مؤسسات سياسية وعسكرية إسرائيلية أخرى بالسير على الدرب ذاته للغرض نفسه، حيث دشن جيش الاحتلال من خلال متحدثه الرسمى باللغة العربية "أفخاى أدرعى" صفحته الخاصة باللغة العربية، والتى لاقت رواجا بين الشباب العربى بسبب استخدامه اللغة العربية بطلاقة وتحدثه بالعديد من اللهجات العربية خاصة العامية المصرية، وهو ما يظهر فى الكثير من المنشورات التى يبثها على صفحته الرسمية.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;