تجربة حية للتسوق داخل الوكالة.. "5 قطع بـ250 جنيها" والجودة ما تقلش عن المستورد.. طبقات الزباين ترتفع مع ارتفاع الأسعار.. سياسة "شوبينج" الاستندات "قلب لحد ما تلاقى".. والأسعار تبدأ من 5 جنيهات

يفصله عن الشوارع الرئيسية عشرات الاستندات المحملة بالملابس المستعملة، والقطع "اللقطة" التى حصل عليها تجار "سوق وكالة البلح" فى صفقة رابحة من كونتينرات بواقى التصدير.. على الاستندات علقوا لافتات لأسعار الملابس داخل هذا العالم الضخم المكتظ بأشكال وألوان من الملابس والأقشمة، لا تتجاوز الأرقام على اللافتات الـ35 جنيهًا على أقصى تقدير لأكثر القطع المعلقة قيمة، بينما يصل حدها الأدنى للخمس جنيهات، تحدثك الأسعار عن انفصال أهل وكالة البلد عما يحدث بالخارج من صخب، فهنا ما زالت "التسعيرة حنينة" على جيب الزبون الذى ضاق به الحال فى المحلات الكبرى صاحبة لافتات الـ500 جنيه كحد أدنى للقطعة الواحدة، وتحدثك أيضًا عن كنز لا يعرف قيمته سوى من عبر الشارع الرئيسى، تجاوز استندات الملابس المتداخلة واقتحم الوكالة باحثًا عن "طقم" بسعر يمكن تحمله بعد الارتفاع المهول لأسعار الملابس فى مصر مؤخرًا. نحن من عبرنا الشارع، وتجاوزنا الاستندات محاولين اكتشاف باب آخر لشراء "طقم العيد" الذى تحول بالنسبة لعشرات الأسر لحلم بعيد المنال، لم نكن وحدنا من فكرنا فى استكشاف سوق الوكالة والتعرف على أسعاره، بعد أن لجأ إليه الكثيرون من طبقات اجتماعية مختلفة للبحث عن قطعة يمكن توفير سعرها حتى أن استغرق البحث عنها يومًا كاملاً وسط الاستندات. فى معايشة حقيقية قررنا أن نشترى طقم العيد هذا العام من الوكالة، حددنا ميزانية متواضعة بالنسبة للمحلات الكبرى، وأكثر من كافية بالنسبة لسوق الوكالة التى خالفت كل توقعاتنا عن مستوى جودة الملابس أو أناقتها، فكان من المفاجئ أن ننتقى قطعًا شديدة القرابة بما نشتريه من محلات كبرى تبيع القطع بالمئات، "800" جنيه كان هو المبلغ الذى لا يكفى لشراء قطعة واحدة من أحد المحلات فى منطقة مثل المهندسين أو مصر الجديدة، بينما لم ننفق أكثر من ربعه لشراء طقمين كامليين فى وكالة البلح. بدأت محررة "انفراد" الرحلة من فرشة "عم حسن شلبى"، الفرشة محملة بقطع من الملابس وضعت فى أكوام، ووقف حولها المارة يفاضلون بين قطعة وأخرى، بدأنا بسؤاله عن الأسعار وكيف اختلفت أسعار الوكالة بعد الارتفاع الهائل فى أسعار الملابس بشكل عام، وقال : الأسعار فى الوكالة كما هى لم تتغير، حتى بعد ارتفاع أسعار الملابس بالخارج. أما عن الأسباب التى أبقت على الأسعار ثابتة داخل الوكالة على الرغم من ارتفاعها الشديد بعد ارتفاع سعر الدولار، قال: معظم السلع مخزنة من العام الماضى، والكثير منها ما زال يتماشى مع الموضة ويمكن توفيقه مع قطع أخرى فنحصل على طقم متكامل، وهو سر التسوق من الوكالة، فزبون الوكالة لا يبحث عن أطقم كاملة، وإنما عن قطع بعينها يمكن توفيقها حسب الذوق فتصنع تحفة لا يمكن لأحد أن يخمن مصدرها الحقيقى. يضيف "عم حسن" : السر أيضًا فى أمانة تجار الوكالة، فنادرًا ما تجد تاجر يضاعف السعر لبضاعة مخزنة، لأن زبون الوكالة يبحث عن "الرخيص" ومضاعفة السعر كفيلة "بتطفيشه"، ويقول: "إحنا مش بنطفش زباين بالعكس إحنا بنكسب الجديد". انفراد يشترى طقم العيد من وكالة البلح.. اشترينا إيه وبكام؟ بعد الحديث المطول مع عم حسن عن الوكالة وأحوالها وزبونها "الناصح"، انخرطنا فى جولة "شوبينج" مثمرة للبحث عن طقم عيد "شيك" بميزانية لا تذكر. 5 قطع كاملة لن يمكنك مقاومتها إذا كنت فتاة فى العشرين وحتى ما يتجاوز الثلاثين عامًا، الأولى بلوزة منقوشة تتصدر الموضة بقوة هذا العام يمكنك ارتداؤها تحت "البليرز" الفورمال وستبدو فى غاية الأناقة، لن يقل سعرها فى محل ذو اسم كبير عن الـ300 جنيه على أقصى تقدير، حصلنا عليها بـ5 جنيهات فقط لا غير. ومن صدمة الجنيهات الخمس لصدمة البنطلون الجينز الذى لم نتخيل وجوده على فرشة مماثلة والذى لم يتجاوز سعره الـ 90 جنيهًا بعد الفصال المسموح به لأبعد الحدود على فرشات وكالة البلح "وأنتِ وشطارتك"، وبلوزة أخرى بسعر 25 جنيهًا، أما الحذاء الذى قد تدفعى ما يفوق الـ200 جنيه للحصول عليه من المحلات العادية، فوصل سعره لـ70 جنيهًا فقط. آخر هذه القطع التى لم تتعد تكلفتها ربع الميزانية المقترحة، كان بلوزة أنيقة ظهر عليها علامة لماركة تجارية باهظة التكلفة، والمشهورة بكونها من أغلى الماركات الموجودة بالسوق، فوجدناها بنسختها الأصلية تمامًا بسعر 25 جنيهًا، وهى القطعة التى عرفتنا على الفرق بين الملابس العادية المستوردة والتى تصل للوكالة بعدة طرق يعرفها التجار، وبين بواقى التصدير التى يعتمد عليها تجار وكالة البلح. ما الفرق بين البالة وبواقى التصدير بوكالة البلح؟ "محمد على" صاحب فرشة أخرى بشوارع الوكالة، كشف لنا عن سر وجود هذه القطعة الأصلية بهذا السعر الزهيد، كما أوضح الفرق بين ما يطلق عليه "البالة" وبين الملابس "بواقى التصدير". ويقول: البالة هى الملابس القديمة والمستعملة، يتم تجميعها وتنظيفها جيدًا وبيعها، و يجب أن تكون بحالة جيدة كى يقبل عليها "الزبون"، وأوضح أنهم يختارون "البالة" بالقطعة والفرز للحصول على أفضل المطروح، ثم تنظيفه حتى يصلح للبيع. أما بواقى التصدير فيقول عنها "محمد على": فهى عبارة عن قطع الملابس التى يخرجها المصنع بعيوب بسيطة جدًا، ولكنها لا تناسب معايير الشركة العالمية أو المصنع فيتم التخلص منها ويقل سعرها، وتعتبر هى المادة الخام للتجارة فى وكالة البلح، لأنها تظل ماركة أصلية ولكن بسعر لا يذكر. أما عن مستوى الزبائن، وتغير الشرائح الاجتماعية التى تزور وكالة البلح بعد ارتفاع أسعار الملابس، تحدث "محمود عبد الله" أحد أصحاب الفرشات بالوكالة، ويقول: "ماحدش هيصدق أن فى ممثلين ونجوم بيجوا هنا الوكالة، عشان القطعة اللى هيلاقوها مافيش منها اتنين". وأكد "عبد الله" أنه يستقبل زبائن من كل المستويات قائلاً: "الغلا مخلاش كله بيجى الوكالة" ويشرح: "مش كل اللى بيجى هنا جاى عشان الرخيص، فى ناس بتيجى وهى عارفة أن فى قطع أصلية ومش متكررة". 250 جنيهًا هى إجمالى ما أنفقناه للحصول على طقم للعيد، بعد جولة للتعرف على عالم آخر لا يعرفه الكثيرون، ووسيلة للثورة على غلاء الأسعار، المفاجئ فى الأمر وما وضعناه أمام أعيننا قبل خوض التجربة، أن زبون الوكالة لم يعد من طبقة اجتماعية بعينها، فمع كل قفزة فى أسعار الملابس والخامات، يقفز المستوى الاجتماعى لزبون الوكالة لأعلى، حتى أصبحت سوق واسع يرحب بكل الطبقات "المهم تلاقى الحاجة اللقطة".
















































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;