سميحة أيوب: عبد الناصر سبب نهضة المسرح فى الستينيات.. وحافظ الأسد منحنى لقب سيدة المسرح.. سيدة المسرح العربى تؤكد: المسلسلات «هدامة» وكلها مخدرات وبلطجة.. والمسرح فى انحدار باستثناء بعض التجارب ونحاول

- المسرح حياتى وعالمى وهو مرآة المجتمع - ليس لدى شهية للوقوف على خشبة المسرح - الرافضون والمهاجمون للمسرح التجريبى فى مصر يرفضونه بسبب من يديرونه الوصول للعالمية فى الفن لم ينله غير فنانين مصريين يعدون على أصابع اليد الواحدة، ففى السينما وصل عمر الشريف وخالد النبوى وعمرو واكد، ولكن فى المسرح لم ينل هذا الشرف غير الفنانة القديرة سميحة أيوب التى قدمت 5 مسرحيات مع مخرجين من جنسيات مختلفة ما بين روسى وإنجليزى وفرنسى، ووصل رصيدها المسرحى بشكل عام 170 مسرحية وعندما تولت إدارة المسرح القومى لمدة 14 عاما شهد لها الجميع بأنها من أهم فترات ازدهاره. سميحة أيوب ليست فنانة عادية إنما هى مرجعية مسرحية لطلاب معهد التمثيل ولغيرهم من فنانى المسرح العربى، وأصبحت مدرسة خاصة فى عالم المسرح، وصاحبة أسلوب فريد فى فن الإلقاء المسرحى، ولذلك كرمها الرؤساء والزعماء بداية من جمال عبد الناصر ومرورا بالسادات ومنحها الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد لقب سيدة المسرح العربى، وخلال حوارها مع «انفراد» تكشف عن الكثير من الأسرار والحكايات ورأيها فى المسرح المصرى حاليا وفى الدراما التليفزيونية. هل ترى سميحة أيوب أن الجيل الجديد من الشباب غير قادر على خلق حركة مسرحية؟ كنا نفتقد الروح الشبابية فى المسرح، ولكن فى الفترة الأخيرة بدأت تظهر بوادر لمجموعات من الشباب يقدمون مسرحا مختلفا ويبحثون عن متنفس لتقديم عروضهم، وجاء مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى كنوع من الأمل لهؤلاء الشباب، وأنا وافقت على رئاسة شرفية لهذا المهرجان من أجل مساعدة الشباب والتواصل معهم ونقل خبرتى لهم. هل أنت مع مسرح الكلمة فقط؟ لا، أنا أستوعب جميع أنواع العروض وجميع الأشكال المسرحية وحتى المسرح التجريبى أستقبله، ومن يرفضون المسرح التجريبى فى مصر يرفضونه بسبب أشخاص يديرونه وليس بسبب المسرح نفسه لأننا أحيانا لا نكون موضوعيين ونضع عواطفنا فى عملنا وهذا خطأ. استقبالك الحافل فى كل مكان تذهبين إليه على مستوى العالم العربى.. كيف يكون استقبالك أنت الداخلى له؟ فى كل بلد أسافر إليه أجد الحب والتقدير وهذا يشعرنى أن تعبى لم يذهب هباء، وأن اجتهادى وحبى للمهنة وتقديسها لا يذهب هباء، ولذلك أشكر الله على أننى قدمت فنا رائعا وتاريخا مشرفا. عندما نتحدث عن نهضة المسرح المصرى لا نذكر غير فترة الستينيات.. لماذا؟! لأن هذه الفترة كانت فترة الإبداعات والتقدم فى المسرح، وكان هناك جيل كامل مبدع من الكتاب والمخرجين والممثلين، منهم كرم مطاوع وسعد أردش وحمدى غيث وكمال ياسين ومحمود دياب وسعد الدين وهبة وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وكبار الكتاب الذى وضعوا محتوى ثقافيا فكريا كان هو الأساس فى النهضة، ولذلك فقد كان هناك إثراء للفن والثقافة ووعى شكله هذا الجيل من المبدعين. ولا شك أن سبب تلك النهضة المناخ العام فى ذلك الوقت والنظام، فالزعيم جمال عبد الناصر كان يريد فنانين مثقفين لأنه يعلم أن الثقافة هى التى تبنى البلاد وتبنى المواطن، ولذلك كان هناك عبق فنى وعبق مسرحى وحركة نقدية وموسيقى وشعر وتكامل فى كل فروع الثقافة والفن مثل الأوانى المستطرقة، ولكن بعدها وقعنا حينما حدث الانفتاح والتجارة انفتحت والقطاع الخاص، فظهر لنا مسرح النكتة ومسرح الارتجال والخروج على النص، ومن هنا انحدر المسرح. ولكن الآن.. كيف ترين المسرح المصرى؟ الآن أرى أنه قد سقط ونحن نحاول مع جيل الشباب أن نأخذ بيده ونقومه فهو الآن فى مرحلة الصعود التدريجى بالمهرجانات، وأنا لدى أمل فى هذا الجيل الجديد من الفنانين، وخاصة فى المهرجانات لأنها فرصة للجمهور لمشاهدة أشكال وأنواع مختلفة من المسرح، منها ما هو قائم على الكلمة وأخرى قائمة على الجسد. لماذا لا نشاهد القديرة سميحة أيوب على خشبة المسرح فالجميع يشتاق لمسرحياتك؟ ليس لدى شهية للوقوف على خشبة المسرح ولم أجد النص الذى يرضينى أو يفتح شهيتى، لأننى قدمت أعظم النصوص فى المسرح، ولعبت كل الأدوار، وأنا حاليا لم أجد النص ولا الشخصية التى تثير شهيتى لأن المسرح بالنسبة لى عشق، فأنا لحظة وقوفى على المسرح أشعر أن العالم كله فى «كفى» وأننى صاحبة رسالة، ولكنى حاليا «موصدة» لأن كل ما يقدم لى حاليا قدمت شبهه من قبل. وما رأيك فى مسرح الفضائيات وتصوير المسرحية وعرضها على شاشة تليفزيون؟ هذا ليس مسرحا لأن المسرح مسرح بمعنى أن المسرح طقس وحالة تبدأ من «قطع» التذكرة ثم دخولك وجلوسك وفتح الستارة ثم الالتحام بينك وبين المسرحية، لكن ما يقدم فى الفضائيات ليس بمسرحو، ولكنها «اسكتشات ضاحكة» تخرب العقل وليس مسرحا يبنى ثقافة الإنسان ولكنه يخربها. هل المسرح صنع تاريخ سميحة أيوب ولم تصنعه السينما ولا المسلسلات التليفزيونية؟ بكل تأكيد لأن المسرح هو حياتى، وهو عالمى وعندما أذهب لأى بلد وألتقى وزيرا أو رئيس وزراء أو أى شخص مسؤول أجده يحدثنى عن أنه شاهد لى مسرحية وهو طالب، وأنه كيف كان يقدر المسرح، وهذا جاء نتاج عمل واجتهاد منى، فمازلت فى وجدانهم حتى الآن وبعضهم يذكرنى بالأدوار التى لعبتها مثل سكة السلامة أو انتيجون أو الندم لسارتر أو فى شخصية الكترا، فأنا أكون فى عينهم شبابهم فيرون اللحظات الجميلة معى وهذا أكثر شىء يسعدنى. ولكن ألا تشعرين بالندم ولو للحظة بأن المسرح واهتمامك به حرماك من السينما والتليفزيون؟ لم أندم مطلقا وكنت أترك بطولة أفلام من أجل المسرح، فالسيدة آسيا عندما رشحتنى لفيلم كبطلة من الأفلام التى كانت تنتجها وعرضت على مبلغا ماليا كبيرا اعتذرت لها بسبب مسرحية كنت سأقدمها وهى مسرحية «الإنسان الطيب» فلم تُثر شهيتى للسينما لكنها كانت دائما على خشبة المسرح الذى أدين له بالفضل. فى السينما لدينا نجوم خرجوا من مصر للعالمية مثل عمر الشريف ولكن فى المسرح لم يخرج للعالمية غير سميحة أيوب فكيف كانت تلك الخطوة؟ قدمت 5 تجارب لمسرحيات عالمية منها مثلا مسرحية «فيدرا» التى قدمتها فى باريس لمدة 15 يوما فى أكبر مسارح باريس وقدموا لى ندوات وبعض النقاد كتبوا عنى، وكان فريق العمل من المسرحيين الفرنسيين وكتبوا عنى وقتها أننى التهمت المسرح بأدائى، وكتبوا عنى الكثير والكثير فى الصحف الفرنسية، وحضر المسرحية الكاتب السياسى الكبير محمد عودة، وكان معه الأخضر الإبراهيمى السياسى العربى الجزائرى المعروف وأكد لى أنه كان فخورا. تضيف سميحة أيوب: قدمت أيضا مسرحية «أونكل فانيا» مع مخرج سوفيتى، وقدمت مسرحية «شدائرة الطباشير القوقازية» بمخرج ألمانى وقدمت «أنطونيو وكليوباترا» مع المخرج الكبير فيرنر بوس وهو مخرج إنجليزى معروف وكل هذه التجارب كانت تجارب ممتعة. ما رأيك فى مستوى الأعمال التليفزيونية التى تقدم فى رمضان ورأيك فى الدراما التليفزيونية بشكل عام؟ دراما هدامة لأنها لا تقدم شيئا بناء، كنا فى الماضى نشاهد الأحداث فى المسلسلات، ونستمتع ونترقب ولكن حاليا نشاهد المسلسلات ونجدها جميعا شبه بعض تسيطر عليها موضوعات المخدرات والحشيش وغسيل الأموال والشمامين، وهذا ليس واقعنا به مبالغة كبيرة، وليس مجتمعنا به هذا الكم من الإجرام وشبابنا ليس مجرمين كما يُقدَم وليسوا مدمنين ولا توجد هذه الوقاحة لدى الأبناء تجاه الآباء، مازال هناك قدسية وما يقدم بالفعل يهدم المجتمع ويؤثر على الأجيال القادمة لأنهم مثل «السفنجة» يمتصون ما يقدم لهم وهذا له خطورة كبيرة ولم يعجبنى من مسلسلات رمضان فى الفترة الأخيرة غير مسلسل «أفراح القبة» المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ فهذا العمل كان راقيا جدا وأنا استمتعت به برغم أنه كان عملا نخبويا إلى حد ما وأنا ضد الأعمال النخبوية لأننا نقدم الفن للشعب وليس للنخب، والعمل الناجح هو ما يقدم ويعجب به المثقف ويستوعبه أيضا ويفهمه بطريقته أفراد الشعب العادى. من أكثر المخرجين الذين كانت تنسجم معهم سميحة أيوب وتتفاهم معهم بمجرد النظرة؟ هما اثنان كرم مطاوع وسعد أردش كنت من النظرة نفهم بعض وهما من أهم العظماء فى المسرح المصرى وأضيف لهم كمال ياسين ونبيل الألفى وحمدى غيث أيضا كمخرج أراه مخرجا رائعا. لماذا يشهد الجميع لكِ فى فترة إدارتك للمسرح القومى؟ أنا كنت أحب المسرح ولم أفكر فى نفسى عندما أدرت المسرح فقد كنت أفكر فى زملائى، وكنت أعامل الفراش مثل أكبر ممثل وفى نفس الوقت كانوا يعملون بالحب وأدرت المسرح لمدة 14 عاما، وهذه أطول مدة لمسرحى أدار فيها المسرح القومى وأنا التى قدمت استقالتى، ومن ثانى يوم احتفلوا بى وأنا قد استقلت لشعورى بأن هناك الكثير من المسرحيين يحلمون بهذا المنصب، فقررت تركه لإتاحة الفرصة لآخرين، وكان من أهم ما قدمت فى فترة رئاستى مسرحيات «فيدرا» و«أنطونيو وكليوباترا» و«رابعة العدوية» و«الأستاذ». لو طلبنا منك كلمة توجهينها للجيل الجديد من الشباب فى المسرح.. فماذا تقولين لهم؟ أقول لهم آمنوا بما تقدمونه من فن لأن ما تقدمونه سيكون بعد فترة تاريخا، وسيتم تقييمه وإن حب المهنة هو أساس النجاح. وما أهم التكريمات التى نلتِها وتعتزين بها؟ كل تكريم أناله أعتز به لأنه حافز وتقدير من الجهة المكرمة، ولكن تكريم الزعيم جمال عبد الناصر وأنور السادات، وأيضا الرئيس السورى حافظ الأسد والفرنسى جيسكار ديستان من أهم التكريمات فى مسيرتى.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;